الحوثيون يصعّدون ضد السعودية في غياب رادع

الحوثيون يصعّدون ضد السعودية في غياب رادع

صعّد المتمردون الحوثيون من هجماتهم ضد المملكة العربية السعودية، حيث استهدفوا الخميس مطار أبها الدولي ما أدى إلى وقوع إصابات، ويعتقد أن تصعيد الجماعة الموالية لإيران في علاقة بالعملية العسكرية التي تشنها القوات الحكومية اليمنية ضدهم في محافظتي الجوف وحجة.

الرياض – تقول أوساط سياسية خليجية إن الهجوم الذي شنه المتمردون الحوثيون الخميس على جنوب السعودية وأسفر عن سقوط جرحى في صفوف مدنيين، يشكل إحراجا إضافيا للمجتمع الدولي ولاسيما للولايات المتحدة الأميركية التي تتجنب حتى الآن تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا، ولا تزال تتحدث وشركاءها الأوروبيين عن جهود إنعاش عملية السلام، رغم إدراكهم بأنه لا مجال لذلك في ظل تعنت المتمردين.

وأصيب اثنا عشر شخصا بجروح في جنوب السعودية، إثر اعتراض الدفاعات الجوية طائرة مسيّرة أطلقها المتمردون اليمنيون باتجاه مطار أبها. وجاء الهجوم بعد ساعات قليلة على اتصال هاتفي جرى بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي جو بايدن.

جو بايدن: ملتزمون بدعم السعودية في الدفاع عن شعبها وأرضها

وبحسب البيت الأبيض، أكد بايدن للعاهل السعودي “التزام الولايات المتحدة بدعم السعودية في الدفاع عن شعبها وأرضها بوجه هذه الهجمات، والدعم الكامل للجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن”.

وقال المتمردون في اليمن إن استهدافهم للمطار يعود إلى استخدامه “في أعمال عسكرية ضد اليمن”. وأعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن في بيان أن الدفاعات الجوية السعودية تمكنت من “إحباط محاولة عمل عدائي عابر للحدود، باستخدام طائرة مسيّرة مفخخة أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية”.وتتساءل الأوساط الخليجية حول طبيعة الدعم الأميركي للمملكة في ضوء التصعيد الجديد للمتمردين، فهل سيقتصر على تعزيز المنظومة الدفاعية للسعودية، كما هو الشأن مع الإمارات أم أن إدارة بايدن ستتخلى عن سياسة “نصف حل” وتبعث برسائل رادعة للجماعة الموالية لإيران وأقلها إعادتها إلى قائمة الإرهاب؟

ونقل البيان عن المتحدث باسم التحالف العميد تركي المالكي قوله “نتيجة لعملية الاعتراض فقد تناثرت بعض الشظايا للطائرة المسيّرة، بعد اعتراضها داخل المحيط الداخلي للمطار، ووقوع 12 إصابة طفيفة لمدنيين من مواطنين ومقيمين من جنسيات مختلفة”.

وأصيب سعوديان اثنان، بالإضافة إلى أربعة من بنغلاديش وثلاثة من نيبال وهندي وآخر يحمل الجنسية السيرلانكية وفلبيني. وبحسب التحالف فإن “هذه المحاولة العدائية الوحشية لاستهداف مطار أبها الدولي والمدنيين المسافرين من مختلف الجنسيات والعاملين بالمطار، تمثل جريمة حرب”.

شخص عدد المصابين بجروح في جنوب السعودية، إثر اعتراض الدفاعات الجوية طائرة مسيّرة أطلقها المتمردون اليمنيون باتجاه مطار أبها

وأكد المتحدث العسكري باسم المتمردين يحيى سريع في تغريدة على تويتر “استهداف موقع عسكري هام في مطار أبها بطائرة مسيّرة من نوع قاصف ‘كي 2’، وكانت الإصابة دقيقة”. وأضاف “نجدد تحذيرنا للمواطنين بالابتعاد عن المواقع العسكرية”.

ويأتي الهجوم الجديد للمتمردين على وقع تصاعد العمليات العسكرية ضدهم في محافظتي حجة والجوف، ضمن عملية “اليمن السعيد” التي تم الإعلان عنها بعد تحرير كامل محافظة شبوة في جنوب غربي اليمن الشهر الماضي.

وأحكمت قوات الجيش اليمني الحصار على عناصر المتمردين وسط مدينة حرض التابعة لمحافظة حجة والمحاذية للحدود مع السعودية، بعد أن أمّنت سلسلة جبلية شرق المدينة كان الحوثيون يحاولون عبرها فك الحصار عن عناصرهم منذ الجمعة الماضي.

ويقول مراقبون إن الحوثيين يحاولون صد العمليات التي يتعرضون لها في الداخل عبر استهداف مواقع مدنية في دول التحالف، فيما يعكس حالة من الارتباك الشديد، والقلق من تغير موازين القوى الذي صب لسنوات لصالحهم.

العرب