الدوحة – يأمل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في أن تعزز زيارته لقطر لحضور مؤتمر إقليمي للغاز، العلاقات السياسية والتجارية مع دول الخليج العربية.
ووصل رئيسي إلى الدوحة في أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني إلى قطر منذ 11 عاما، بينما تراقب دول الخليج عن كثب المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في استقبال رئيسي لدى وصوله والوفد المرافق إلى مطار الدوحة الدولي صباح الاثنين.
ويرافق الرئيس الإيراني وفد رفيع المستوى، من أعضائه وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ووزير النفط جواد أوجي، ووزير الطرق وبناء المدن رستم قاسمي.
وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي وشبكة الجزيرة القطرية بأن الرئيس الإيراني وأمير قطر وقعا عددا من الاتفاقات الثنائية في الدوحة الاثنين.
وتضمنت الاتفاقات صفقتين في قطاع الطاقة، لكن لم تتوافر تفاصيل أخرى حتى الآن.
وقال رئيسي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي قبل مغادرته “إن زيارته لقطر تعدّ خطوة لتفعيل أولوية دول الجوار في السياسة الخارجية، وإنه يأمل أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات مع الدول الخليجية”.
وأضاف أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع دولة قطر الصديقة والشقيقة، وللمشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز.
وأشار إلى أن “إيران من مؤسسي منتدى الدول المصدرة للغاز، لأننا من أهم ثلاث دول منتجة ومصدرة للغاز”.
وكانت التوترات بين السعودية وإيران قد تزايدت بعد اعتداء وقع عام 2019 على منشآت نفطية سعودية، أدى إلى توقف نصف الإنتاج النفطي السعودي لفترة وجيزة، وحمّلت الرياض إيران مسؤولية الهجوم، غير أن طهران نفت صحة هذا الاتهام.
وخلال الأشهر الماضية سعت السعودية إلى إجراء حوارات مع إيران من أجل تخفيف التوتر وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت الرياض عقدت خمس جولات تفاوض مع طهران، أربع منها قبل وصول المحافظ إبراهيم رئيسي إلى سدة السلطة في إيران، لكن جميع جولات الحوار لم تحقق أي تقدم في مسار تطبيع علاقات البلدين، باستثناء تخفيف حدة الخطاب العدائي بينهما.
وبدأت الرياض وطهران المباحثات المباشرة في أبريل لاحتواء التوترات، بينما تجري القوى العالمية مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.
وحثت السعودية وحلفاؤها في الخليج القوى العالمية المشاركة في المحادثات النووية على تناول برنامج إيران للصواريخ وشبكة وكلائها في المنطقة.
وتتمتع قطر بعلاقات جيدة مع إيران التي تشترك معها في حقل غاز عملاق. ودعمت طهران الدوحة، بعد أن فرضت السعودية وحلفاؤها العرب مقاطعة على قطر في منتصف 2017، في خضم خلاف بسبب علاقاتها مع الجماعات الإسلامية وتركيا وإيران.
وتشارك إيران في قمة الدول المصدرة للغاز في وقت تواجه فيه طهران عجزا في الغاز بالداخل، بسبب بلوغ الاستهلاك مستويات قياسية غير مسبوقة، وهو ما يرجع بشكل خاصة إلى الطلب على تدفئة المنازل في فصل الشتاء، ما تسبب في قطع الإمدادات عن مصانع الأسمنت وغيرها من القطاعات.
العرب