رتل عسكري روسي جديد يتقدم لمحاصرة كييف

رتل عسكري روسي جديد يتقدم لمحاصرة كييف

واشنطن – أفادت الولايات المتحدة الثلاثاء بأن رتلا روسيا جديدا يتقدم نحو كييف من شمال شرق العاصمة الأوكرانية، مشيرة إلى أنّ الرتل الرئيسي لقوات موسكو الآتي من الشمال متوقف منذ عدة أيام، فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فقدان الاتصال بأنظمة مراقبة المواد النووية في المنشأة النووية تشيرنوبيل.

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين “إنهم (الروس) بدأوا محاولة التقدم نحو كييف من الشمال الشرقي”، موضحا “نقدر أنهم على بعد نحو 60 كيلومترا من المدينة” من دون أن يتمكن من تحديد عدد المركبات المعنية.

وأضاف مسؤول البنتاغون أنّ الروس “محبطون من القدوم من الشمال”، حيث لم يحرزوا تقدما كبيرا باتجاه كييف منذ عدة أيام بسبب المقاومة الأوكرانية والمشاكل اللوجستية والإمداد.

وأشار إلى الرتل الروسي الرئيسي المؤلف من مئات الآليات والذي “لم يتمكن من الاقتراب من مطار غوستوميل”، الواقع على بعد عشرين كيلومترا من كييف، فضلا عن رتل آخر “متوقف في تشيرنيهيف التي تبعد 150 كيلومترا عن العاصمة”.

ويندرج هذا الرتل الثالث الآتي من شمال شرق المدينة ضمن “جهود” موسكو “لتطويق كييف وإجبارها على الاستسلام”، بحسب المسؤول.

وأضاف “بما أنهم لم يحرزوا التقدم الجغرافي الذي نعتقد أنهم كانوا يتوقعون تحقيقه، فقد كثفوا من قصف المدينة بمزيج من الصواريخ والقذائف ونيران المدفعية والغارات الجوية”، ما أدى إلى إلحاق المزيد من الضرر بالمدنيين.

وأكد المسؤول الأميركي “إنهم يكثفون الضغط على كييف” و”ما زلنا نعتقد أنها أحد أهدافهم الرئيسية”.

وأورد معلومات تفيد باندلاع “حرب شوارع” داخل كييف، لكن “بشكل معزول”. وقال “نعتبر أنهم خصوصا عناصر استكشاف”، والهدف من ذلك “زرع الخوف والإرباك ومحاولة تمهيد الأرض لما سيجري”.

ويأتي ذلك، فيما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء أنّ الأنظمة التي تتيح إجراء عمليات مراقبة عن بعد للمواد النووية في تشيرنوبيل، المنشأة النووية القريبة من كييف والخاضعة حاليا لسيطرة القوات الروسية، توقّفت عن إرسال البيانات إليها.

وفي اليوم الأول لغزوها أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير سيطرت روسيا على تشيرنوبيل، حيث وقع في 1986 أسوأ حادث نووي في تاريخ البشرية.

وقالت الوكالة التابعة للأمم المتّحدة في بيان إنّ مديرها العام رافايل غروسي “أشار إلى أنّ الإرسال عن بعد للبيانات من أنظمة مراقبة الضمانات المثبّتة في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، انقطع”.

و”الضمانات” هو مصطلح تستخدمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوصف الإجراءات التقنية التي تطبّقها على المواد والأنشطة النووية، بهدف ردع انتشار الأسلحة النووية من خلال الكشف المبكر عن أيّ إساءة استخدام لهذه المواد.

ولا يزال أكثر من 200 من الفنيين والحراس عالقين في الموقع، وهم يعملون منذ 13 يوما متواصلا تحت المراقبة الروسية.

وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من روسيا السماح لهؤلاء الموظفين بالعمل بالتناوب وبالخلود إلى الراحة وبالعمل لعدد محدد من الساعات، معتبرة هذه الشروط ضرورية لضمان سلامة الموقع.

وحذّر غروسي من الوضع الصعب والمرهق الذي يجد فيه العاملون بمحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية أنفسهم، والمخاطر المحتملة التي يشكّلها ذلك على الأمن النووي.

ومع انقطاع نقل البيانات عن بعد وعدم تمكّن الهيئة الناظمة الأوكرانية من الاتصال بالمنشأة النووية إلا عن طريق البريد الإلكتروني، كرّر غروسي عرضه القيام بزيارة إلى الموقع أو إلى أي مكان آخر، للحصول من جميع الأطراف على “التزام بشأن السلامة والأمن” في محطات الكهرباء الأوكرانية العاملة بالطاقة النووية.

والجمعة احتلّ الجيش الروسي أيضا محطة زابوروجيا للطاقة النووية في جنوب شرق أوكرانيا. واتّهمت كييف القوات الروسية بقصف المحطة بالمدفعية، مما تسبّب في اندلاع حريق فيها، في حين تنفي موسكو أي علاقة لها بالحريق.

وزابوروجيا هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وقد دخلت مفاعلاتها الخدمة بين عامي 1984 و1995، وهي ذات تصميم حديث مقارنة بتشرنوبيل التي بنيت في 1970 وكانت أول محطة للطاقة النووية في أوكرانيا.

العرب