واشنطن تطمئن أبوظبي بشأن الدعم في مواجهة إيران وهجمات الحوثيين

واشنطن تطمئن أبوظبي بشأن الدعم في مواجهة إيران وهجمات الحوثيين

الرباط – سعى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء لطمأنة دول الخليج العربية بأن واشنطن عاقدة العزم على مساعدتها في التصدي لهجمات جماعة الحوثي اليمنية، وذلك في محاولة لتخفيف الخلافات مع حلفاء واشنطن التقليديين في الخليج بشأن أزمة النفط وإيران وأوكرانيا.

واستقبل ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في المغرب وزير الخارجية الأميركي، الذي يقوم بجولة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحشد الدعم لأوكرانيا بعد الغزو الروسي.

وحلفاء واشنطن العرب غاضبون مما يعتبرونه تراجعا عن التزام الولايات المتحدة بالأمن في المنطقة في مواجهة التدخل الإيراني في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، الأمر الذي حشدهم خلف قضية مشتركة مع إسرائيل العدو اللدود السابق.

ولم تتضمن جولة بلينكن، على غير العادة لوزير خارجية أميركي، التوقف في دول الخليج أو محادثات مع مسؤولين سعوديين.

وقال بلينكن في بداية اجتماعه مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الرباط، “لدينا تحديات حقيقية يجب مواجهتها معا، في المنطقة وخارجها”.

وكان التحدي الأول الذي ذكره بلينكن هو سلسلة الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون على الإمارات والسعودية.

وقال “نحن مصممون على بذل كل ما في وسعنا لمساعدتكم في الدفاع عن أنفسكم بشكل فعال في مواجهة ذلك”، مضيفا أنه سيتشاور أيضا مع الزعيم الإماراتي بشأن محاولات إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وتعزيز الأمن الجماعي في ما يتعلق بإيران.

وقال الشيخ محمد بن زايد إن الاجتماع فرصة مهمة للغاية لبحث الكثير من القضايا، خاصة العلاقات الثنائية.

وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحث مع بلينكن خلال اللقاء علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين دولة الإمارات والولايات المتحدة، وسبل تعزيزه في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المتبادلة ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.

واستعرض الجانبان عددا من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك في ظل تطورات الأزمة الأوكرانية، وتبادلا وجهات النظر بشأن الجهود المبذولة لاحتواء تداعياتها والحد من تدهور الموقف على جميع المستويات الإنسانية والاقتصادية، من خلال الحوار والوسائل الدبلوماسية والعمل المشترك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين.

وتشعر دول الخليج بالإحباط منذ سنوات مما تعتبره تقاعسا أميركيا عن التصدي للدور الذي تقوم به إيران في المنطقة، لكن مخاوفها تزايدت منذ أن أصبح جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة قبل 14 شهرا.

ويعتري هذه الدول القلق من تأثير اتفاق نووي جديد محتمل مع إيران، وأعربت عن انزعاجها بعد أن أنهت واشنطن دعمها لحربها في اليمن، ووضعت شروطا جديدة لمبيعات الأسلحة إلى دول الخليج وانتقدت سجلاتها في مجال حقوق الإنسان.

وحضر بلينكن هذا الأسبوع قمة بين إسرائيل ودول عربية، منها الإمارات والمغرب.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تركز في المدى البعيد على التحدي الاستراتيجي المتمثل في تنامي النفوذ الصيني، وينصب اهتمامها الآن على أزمة أوكرانيا، فقد أكد الارتفاع الكبير لأسعار النفط استمرار أهمية منتجي النفط في الخليج.

وقال مسؤولون أميركيون قبل الاجتماع إن من المتوقع أيضا أن يؤكد بلينكن أهمية الإمارات والسعودية في محادثاته مع الشيخ محمد، ويبحث قضايا إيران واليمن وأسواق الطاقة العالمية وتقارب الإمارات مع سوريا.

لكن بلينكن يسعى في المقابل للتغلب على مقاومة دول الخليج لطلب الولايات المتحدة زيادة إنتاج النفط، لكبح الزيادة الكبيرة في أسعار الخام، والتي أدت إلى تفاقم معدلات التضخم المرتفعة عالميا.

وأشار بلينكن إلى تأثيرات الحرب في أوكرانيا على أمور، منها أسعار الطاقة والغذاء، باعتبارها تحديا سيناقشه في اجتماع الثلاثاء.

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن الولايات المتحدة شريك مهم لدول المنطقة، ويجب أن تكون واقعية وتنظر إلى أهداف الطاقة لا أن تفرض إملاءات لما يجب القيام به.

وتريد واشنطن من حلفائها العرب اتخاذ موقف أقوى ضد روسيا، من خلال التصويت مع الولايات المتحدة في الأمم المتحدة أو الانضمام إلى العقوبات الغربية أو حتى إرسال مساعدات أمنية إلى أوكرانيا.

وامتنعت الإمارات عن التصويت في مجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا الشهر الماضي، وتتمتع الإمارات والسعودية بعلاقات تكتسب أهمية متزايدة في مجال الطاقة مع روسيا.

العرب