بويع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة خلفا للراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في الرابع عشر من مايو 2022، ليصبح الرئيس الثالث لدولة الإمارات. وهذه المبايعة من قبل أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد تمت بكل سلاسة، ضاربة للعالم أجمع صورة من أروع صور الانتقال السلس للسلطة في بلد يعد من الاقتصادات الأسرع نموا، والأكثر استقرار من حيث الأمن والرفاهية والتقدم العلمي وبيئة جذب للاستثمار.
تمت هذه المبايعة وفقا للمادة الـ45 من دستور دولة الإمارات، ووفق ديمقراطية خاصة بأبناء الإمارات رسخ دعائمها المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ربما يرى الغرب، بمختلف ثقافاته، أن ما نمارسه نحن في هذه الرقعة الجغرافية من العالم، لهو أمر بعيد كل البعد عن ثقافة صناديق الاقتراع. لهؤلاء، ولمن ينتهج نهجهم، نقول وبكل فخر واعتزاز وثقة إن هذه هي ديمقراطيتنا التي آمنا بها، والتي حافظت على أوطاننا وجعلتنا قبلة العالم، ووفد إلينا ليعيش بيننا ما يزيد على 200 قومية يتكلمون بلغات متعددة ويحملون ديانات مختلفة.
هذه هي الديمقراطية التي خطها المؤسسون من قادة وقبائل من بدو وحضر، آمنوا أنهم شركاء لا أجراء في هذا الوطن، متمثلين قوله تعالى: “أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم”.
هذا القائد الاستثنائي جاء في وقت تحتاجه البلاد، لتكتمل المسيرة المباركة ويستكمل البناء، وتعبر دولة الإمارات عامها الخمسين إلى المئوية القادمة بخطى ثابتة
هذه الديمقراطية التي جعلت من اقتصادنا قوة لا يستهان بها، حين تداعت اقتصاديات عملاقة. الديمقراطية التي حافظت على نسيجنا الاجتماعي يوم أن تداعت مجتمعات سبقتنا إلى الحضارة والمدنية. الديمقراطية التي جعلت من بلادنا مصدرا للطاقة المتجددة والعمران ومركزا للذكاء الاصطناعي. الديمقراطية التي أوصلتنا إلى المريخ بينما توقفت التنمية في دول تدعي الديمقراطية بسبب سوء الأحوال الديمقراطية.
أيها الأصدقاء، قلنا وما زلنا نكرر أن لكل أمة خصوصيتها، ولكل دولة منهجها الذي ارتضاه أبناؤها، يصلح به شأنهم ولا يتعداهم إلى أمم ودول أخرى. هذه هي ديمقراطيتنا التي أبهرتكم إنجازاتها، هذه ديمقراطيتنا التي أخرجت للعالم أجمع مبدعين في شتى المجالات. هذه ديمقراطيتنا التي صنعت الاستقرار وجعلتنا قبلة لشعوب الأرض ومركزا للإخاء بين كل الديانات.
هذا هو نهجنا في إدارة شؤوننا، ولكم النتائج التي نتعامل معكم وفقا لها. لكن ما يخص شؤوننا الداخلية له رجال مخلصون ساهرون عليه يقودهم رجل نذر نفسه لهذا الوطن، رجل أحب شعبه وبادله الشعب حبا بحب ووفاء بوفاء.
في الوقت الذي عكفت فيه مراكز الدراسات في دول صنع القرار العالمي تبحث وتستكشف وتحلل جوانب شخصية رئيس دولة الإمارات الثالث، نقول لهم لا تتكبدوا عناء البحث، لأنكم أمام شخصية نادرة، شخصية تحمل الحب والسلام، وتحمل التحدي والإصرار، وتحمل طموحا بحجم الجبال نحو تطوير الوطن والارتقاء به وإسعاده وإسعاد البشرية، لأن همه هو الإنسان.
أما لمن حاول تعكير الصفو ودس السم بالعسل، فله نقول: لقد حفظ هذا الرجل العظيم أمن واستقرار بلده وأمن واستقرار المنطقة العربية يوم أن هاجت الأفاعي وماجت، في حقبة ما سمي بالربيع العربي، وهو خريف، فكان لهم بالمرصاد ولنواياهم المغرضة سدا منيعا كشف زيف مؤامراتهم وما يحاك في الخفاء، فمد يمناه لنصرة الشقيقة مصر ومد يسراه لمحاربة الأطماع التي كانت تنوي إلحاق الشر بالمملكة العربية السعودية من بوابة اليمن.
هذا القائد الاستثنائي جاء في وقت تحتاجه البلاد، لتكتمل المسيرة المباركة ويستكمل البناء، وتعبر دولة الإمارات عامها الخمسين إلى المئوية القادمة بخطى ثابتة على نهج المؤسس الشيخ زايد وبرؤية رئيسها الشيخ محمد بن زايد.
العرب