بيروت – انطلقت الأحد، المرحلة الثانية من تصويت المغتربين اللبنانيين بالانتخابات النيابية، في 48 بلدا فيما يُنتَظر منهم الإقبال بكثافة على الاقتراع، لما لهم من تأثيرٍ في الحسابات والحواصل الانتخابية التي من شأنها أن تحدث فارقا في الكثير من الدوائر، لا سيما التي تشهد معارك طاحنة بين مرشحي السلطة والمعارضة السياسية التقليدية، وكذلك القوى المدنية المستقلّة التي انبثقت من “انتفاضة 17 تشرين”.
وبدأ الناخبون المُسجَّلون للاقتراع في 48 دولة تعتمد الأحد عطلة نهاية الأسبوع بالتوجه منذ الصباح الباكر (التوقيت يختلف تبعا لكل دولة) إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في عملية تستمر لغاية صباح الاثنين بتوقيت بيروت مع إقفال صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة.
ويشارك في هذه الجولة 194 ألفا و348 مغتربا لبنانيا يتوزعون على 191 مركز اقتراع، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وتأتي هذه الانتخابات بعد انتفاضة شعبية عارمة شهدها لبنان خريف 2019 طالبت بتنحي الطبقة السياسية وحملتها مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي والفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة. وينظر كثيرون إلى الانتخابات كفرصة لتحدي السلطة، رغم إدراكهم أن حظوظ المرشحين المعارضين والمستقلين لإحداث تغيير سياسي ضئيلة في بلد يقوم على المحاصصة الطائفية وأنهكته أزمات متراكمة.
وأفادت الخارجية اللبنانية، في بيان، بأن أستراليا أولى الدول التي بدأ فيها تصويت المغتربين، ليلة السبت-الأحد، وأوضحت أن الولايات المتحدة ستكون آخر من يفتح صناديق الاقتراع أمامهم، نظرا لفارق التوقيت.
ويبلغ عدد الناخبين في أستراليا 22661 منهم زهاء 16200 في سيدني، ويتوزع الباقون على الولايات الأخرى.
وافتتحت عند السادسة صباحا بتوقيت بيروت صناديق الاقتراع في دولة الإمارات العربية المتحدة أمام الناخبين الذين يبلغ عددهم 25.066 ناخبا، موزعين على 3 مراكز اقتراع تضم 52 قلم اقتراع.
وفتحت صناديق الاقتراع في عشر دول أوروبية وأفريقية، هي: جمهورية ايرلندا (233 ناخبا)، والمملكة المتحدة لبريطانيا وايرلندا الشمالية (6535 ناخبا)، وجمهورية نيجيريا الاتحادية (2580 ناخبا)، وجمهورية الغابون (848 ناخبا)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (653 ناخبا)، وجمهورية الكونغو (573 ناخبا)، وجمهورية بنين 518 ناخبا) وجمهورية أنغولا (332 ناخبا)، وجمهورية الكاميرون (228 ناخبا)، المملكة المغربية (248 ناخبا).
وتجرى الانتخابات وفق القانون النسبي والصوت التفضيلي، حيث يتوزع الناخبون اللبنانيون وعددهم حوالي 4 ملايين على 15 دائرة انتخابية لاختيار 128 نائبا جديدا يتألف منهم مجلس النواب.
وجرت المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية الجمعة بالنسبة إلى المغتربين في 10 دول تعتمد هذا النهار عطلة نهاية الأسبوع، على أن تجرى الانتخابات المنتظرة في لبنان 15 مايو.
وأعلن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، أن نسبة الاقتراع التقريبية بلغت الجمعة 59 بالمئة مع اقتراع نحو 18 ألف ناخب من أصل حوالي 31 ألف مسجل، فيما سجلت أكبر نسبة اقتراع في سوريا 84 بالمئة ومن ثم إيران 73 بالمئة.
وهذه المرة الثانية التي يُتاح فيها للمغتربين المخولين الاقتراع، المشاركة في انتخاب أعضاء البرلمان، والأولى كانت في 2018 وأدلى فيها نحو خمسين ألف مغترب بأصواتهم من إجمالي قرابة تسعين ألفا سجلوا أسماءهم.
وتجرى الانتخابات البرلمانية في لبنان كل أربع سنوات، حيث تتوزع المقاعد على النحو الآتي: 28 للسنة، و28 للشيعة، و8 للدروز، و34 للموارنة، و14 للأرثوذكس، و8 للكاثوليك، و5 للأرمن، ومقعدان للعلويين، ومقعد واحد للأقليات داخل الطائفة المسيحية.
وبعد انتهاء عمليات التصويت، تُنقل صناديق الاقتراع بعد إقفالها بالشمع الأحمر عبر شركة شحن خاصة إلى لبنان لإيداعها في البنك المركزي، على أن يتم فرزها واحتساب الأصوات في ختام الانتخابات في 15 مايو.
وبعدما كانت الآمال معلقة على أن تُترجم نقمة اللبنانيين في صناديق الاقتراع لصالح لوائح المعارضة ومجموعات جديدة أفرزتها الانتفاضة الشعبية، يرى خبراء أن قلّة خبرة خصوم السلطة وضعف قدراتهم المالية وتعذر توافقهم على خوض الانتخابات موحدين، يصبّ في صالح الأحزاب التقليدية.
وتجري الانتخابات في غياب أبرز مكون سياسي سني بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي أعلن عزوفه عن خوض الاستحقاق.
العرب