اتساع رهانات أدنوك على الاستثمار في مشاريع خفض الكربون

اتساع رهانات أدنوك على الاستثمار في مشاريع خفض الكربون

اكتسبت إستراتيجية أدنوك الإماراتية الساعية إلى أن تكون لاعبا مهما على الصعيد العالمي في مجال مسح البصمة الكربونية المزيد من الزخم برصد المزيد من الاستثمارات لتوسيع مشاريع الطاقة الخضراء في عملياتها للمساهمة في تحقيق هدف الحياد الكربوني.

أبوظبي- قررت شركة الطاقة الإماراتية أدنوك الاثنين زيادة المبلغ المخصص للاستثمارات في مشاريع تستهدف تقليل الانبعاثات الضارة، والحلول والتقنيات منخفضة الكربون، بأكثر من النصف، في سياق تسريع خططها للتحول النظيف.

وقال المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي إن مجلس إدارة الشركة خلال اجتماعه السنوي الذي يرأسه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “اعتمد زيادة المبلغ المخصص للاستثمار ليصل إلى 84.4 مليار درهم (23 مليار دولار)” من 15 مليار دولار في السابق.

وتشكل الاستدامة ركيزة أساسية ضمن إستراتيجية أدنوك طويلة المدى الهادفة إلى خفض الانبعاثات من عملياتها، وكذلك الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة والوقود النظيف.

ووجه الشيخ محمد بن زايد خلال الاجتماع بتحقيق النمو في قطاعات أعمال أدنوك المتنوعة، وتوفير إمدادات آمنة من الطاقة لدعم تحقيق انتقال منظّم وعادل في قطاع الطاقة العالمي وخفض انبعاثات عملياتها وضمان مواكبة أعمالها للمستقبل.

وشدد على التزام الإمارات طويل المدى بدعم أمن الطاقة العالمي والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة بالتزامن مع تطوير قدراتها وخبراتها وتنويعهما في قطاع الطاقة لأنه العمود الفقري لجهود التنمية وخططها.

وأشار المكتب في بيان نشره على منصته الإلكترونية أن مجلس الإدارة اعتمد أيضا هدف إعادة توجيه 178 مليار درهم (48.5 مليار دولار) إلى الاقتصاد الإماراتي خلال السنوات الخمس القادمة.

ويأتي ذلك استنادا إلى نجاح أدنوك في إعادة توجيه 11.1 مليار دولار إلى الاقتصاد ضمن برنامجها لتعزيز القيمة المحلية المضافة خلال 2023.

ونجح برنامجها العام الماضي في توفير 6500 فرصة عمل للمواطنين في القطاع الخاص، وذلك بالشراكة مع برنامج تنافسية الكوادر الإماراتية (نافس).

وستشمل مجالات الاستثمار المخطط لها تطوير وتنمية أعمال الشركة محليا ودوليا في مجال إدارة الكربون، وأيضا تعزيز جهودها في خفض انبعاثات أعمالها والشركات المتعاملة معها.

وتلعب أدنوك دورا مهما في تحقيق هدف الإمارات للحياد الكربوني إذ تخطط الشركة لإنفاق المليارات من الدولارات على تكنولوجيا التقاط الكربون، وتصنيع الهيدروجين، وهو وقود لا ينبعث منه إلا بخار الماء عند حرقه.

كما أنها تشارك في إستراتيجية الإمارات لتكثيف الطاقة الشمسية من خلال شركة مصدر للطاقة المتجددة. وتشكل مشاريع الطاقة النظيفة في الإمارات ما نسبته 68 في المئة من إجمالي مشاريع الطاقة المتجددة المركبة في دول الخليج العربي.

وتعمل الشركة المملوكة لحكومة أبوظبي على تسريع خفض كثافة الانبعاثات الكربونية من عملياتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2045 عبر الاستثمار في الحلول منخفضة الكربون.

ويشمل ذلك حصولها بالكامل من احتياجات شبكتها الكهربائية عن طريق مصادر الطاقة النظيفة منذ بداية عام 2022، وربط عملياتها البحرية بالشبكة الكهربائية، من خلال مشروع بقيمة 3.8 مليار دولار. ومن المتوقع أن يسهم المشروع عند استكماله في خفض الأثر البيئي لعملياتها البحرية بنسبة 50 في المئة.

وكانت الشركة قد أعلنت في السابق أنها تهدف إلى خفض كثافة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بواقع 25 في المئة، وكذلك تعزيز عمليات احتجاز الكربون وسعة تخزينه 500 في المئة بحلول عام 2030.

وتقيس الأهداف المستندة إلى الكثافة مقدار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري لكل وحدة طاقة أو برميل من النفط والغاز المنتج. وكانت أدنوك حددت هدفا لخفض كثافة انبعاثات غاز الميثان من عملياتها إلى 0.15 في المئة بحلول عام 2025.

ووضعت الشركة برنامجا طموحا لإدارة التقاط الكربون يشمل مضاعفة هدفها لالتقاط وتخزين الكربون ليصل إلى 10 ملايين طن سنويا بحلول عام 2030، أي ما يعادل التخلّص من انبعاثات مليوني سيارة تعمل بالبنزين سنوياً.

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت أنها ستطوّر مشروعا جديدا لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه قدّمته على أنه من بين الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أن يعزز قدراتها على احتجاز الغاز الضارّ ثلاثة أضعاف.

48.5 مليار دولار الأموال التي ستضخها الشركة في الاقتصاد الإماراتي خلال خمس سنوات

وسيكون بمقدور مشروع حبشان التقاط 1.5 مليون طن سنويا من غاز ثاني أكسيد الكربون، وحقنها وتخزينها بشكل دائم في تكوينات جيولوجية عميقة.

ومن المتوقع أن يتم تشغيل المشروع في عام 2026، حيث سيتم حقن ثاني أكسيد الكربون وتخزينه بشكل دائم في حقل باب أقصى الشمال، والذي يقع على بعد 180 كيلومترا جنوب غرب أبوظبي.

وفي عام 2016، افتتحت أدنوك مشروع الريادة، وهو أول منشأة في منطقة الشرق الأوسط لالتقاط الكربون وتخزينه، وتبلغ قدرتها على احتجاز الكربون 800 ألف طن سنويا.

وفي العالم، هناك فقط 35 منشأة تجارية تستخدم تقنية التقاط الكربون وتخزينه بحسب وكالة الطاقة الدولية التي تشير إلى أنه حتى تلك التي من المقرر إنشاؤها بحلول عام 2030، لن تلتقط سوى جزء صغير من الانبعاثات.

وتتشارك أدنوك مع شركة أوكسيدنتال، ومقرها كاليفورنيا، في تقييم فرص الاستثمار المحتملة في مراكز التقاط ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في الإمارات والولايات المتحدة في مجالات التقاط الكربون وتخزينه والالتقاط المباشر للهواء.

وتعكف الشركة على تركيب وحدة لالتقاط الكربون تبلغ طاقتها عشرة أطنان يوميا طوّرتها كربون كلين التي تتخذ من بريطانيا مقرا، وذلك في مصنع الأسمدة النيتروجينية المملوك بالكامل لشركة فيرتيجلوب. ويجري بناء الوحدة المتنقلة التي تعمل بتقنية سيكلون سي.سي في الإمارات، وستستخدم في مجمع الرويس الصناعي بأبوظبي.

وضمن جهودها المستمرة وطويلة الأمد لخفض الانبعاثات، تحصل ثاني أكبر شركة للطاقة في منطقة الخليج بعد أرامكو السعودية على 100 في المئة من احتياجات شبكتها للكهرباء من مصادر الطاقة الشمسية النظيفة والنووية التابعة لشركة مياه وكهرباء الإمارات.

وأصبحت بذلك أول شركة في قطاع الوقود الأحفوري على مستوى العالم تُؤمّن احتياجات عملياتها من الكهرباء الخالية من الانبعاث من خلال اتفاقية للطاقة النظيفة.

ومن خلال امتلاكها حصة في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) تدعم أدنوك هدف مصدر بالوصول بقدرتها الإنتاجية إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030. وتعتزم الشركة الاستثمار في مشروع تطوير حقلي الحيل وغشا البحري، وهو الأول عالميا الذي يهدف إلى العمل بصافي انبعاثات صفرية.

العرب