تحول في الموقف الأميركي حيال إيران متأثرا بضغوط الحلفاء

تحول في الموقف الأميركي حيال إيران متأثرا بضغوط الحلفاء

واشنطن – يسجل مراقبون تحولا في موقف الولايات المتحدة حيال التعاطي مع التحديات الأمنية التي تفرضها إيران في منطقة الشرق الأوسط، ويعزو المراقبون ذلك إلى الضغوط التي تواجهها واشنطن من قبل حلفائها في دول الخليج وإسرائيل.

ولم تعد الإدارة الأميركية متحمسة كثيرا للمضي قدما في العودة إلى الاتفاق النووي، الذي شكل أحد أهدافها الرئيسية منذ توليها السلطة في العام 2020، وقد أثار ذلك استياء كبيرا في صفوف قادة دول الخليج والمؤسستين الأمنية والسياسية في إسرائيل، خصوصا وأن هذه العودة لا تضع في الاعتبار باقي التهديدات التي تمثلها إيران وأذرعها المنتشرة في المنطقة.

ويقول المراقبون إن جميع المؤشرات توحي بأن فرص نجاح الاتفاق النووي باتت ضئيلة جدا، وأن واشنطن أدركت أنها تقامر بخسارة شركاء استراتيجيين في المنطقة، لصالح قوى دولية خصمة مثل الصين وبدرجة أقل روسيا، إذا ما قررت فعلا المضي في هذا المسار.

لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي صادقت الخميس على مشروع قانون لوقف تهديد المسيرات الإيرانية

وشهدت العلاقة بين الولايات المتحدة وعدد من دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية والإمارات هزات على خلفية التساهل الذي أبدته إدارة بايدن مع إيران وأذرعها، حيث عمدت واشنطن إلى شطب الحوثيين من قائمة الإرهاب، وغضت الطرف على هجماتهم على الدولتين الخليجيتين.

وقد أثارت هذه المواقف استياء الرياض وأبوظبي، اللتين امتنعتا عن دعم الموقف الأميركي لاحقا بخصوص الصراع الروسي – الأوكراني، وأظهرتا تحفظا على زيادة إنتاج النفط وتمسكتا بالاتفاق الذي جرى إبرامه في إطار تحالف “أوبك بلس”، قبل أن تتراجعا خطوة إلى الوراء بزيادة طفيفة في الذهب الأسود.

ويشير المراقبون إلى أن الإدارة الأميركية مصحوبة بدعم من الحزبين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس بصدد استدارة جديدة ترنو من خلالها إلى استعادة الثقة مع الحلفاء، وأخذ هواجسهم الأمنية ضمن أولويات المرحلة الحالية.

ويلفت المراقبون إلى أن إدارة بايدن تعمل على وضع خطط قائمة على توزيع المهام مع الشركاء للتصدي للتهديدات الإيرانية.

وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مقترح قانون مقدم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يطالب وزارة الدفاع (البنتاغون) بالعمل مع إسرائيل والعديد من الدول العربية لتعزيز الدفاعات الجوية؛ لإحباط تهديدات إيران.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن مشروع القانون المطروح هو أحدث محاولة من قبل الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الدفاعي بين إسرائيل والعديد من الدول العربية بعد تطبيع العلاقات بينها.

وبموجب مشروع القانون، يجب على البنتاغون تقديم استراتيجية تحدد “نهجا لنظام دفاع جوي وصاروخي متكامل” في غضون 180 يوما من تاريخ الموافقة عليه.

إدارة بايدن تعمل على وضع خطط قائمة على توزيع المهام مع الشركاء للتصدي للتهديدات الإيرانية

وبحسب مسودة المشروع، فإن من شأن هذه الدفاعات أن تحمي السعودية وباقي دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن وإسرائيل بشكل أفضل “من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والأنظمة الجوية المأهولة وغير المأهولة والهجمات الصاروخية من إيران”.

وقال السيناتور جوني إرنست الذي يرعى مشروع القانون مع السيناتور جاكي روزن وآخرين “لطالما كان هناك دعم في الكابيتول هيل لزيادة التعاون الدفاعي بين الدول العربية وإسرائيل، لاسيما منذ اتفاقيات أبراهام”.

وكانت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي صادقت الخميس على مشروع قانون لوقف تهديد المسيرات الإيرانية، جاء ذلك بعد يوم من جلسة استماع أمام اللجنة حول سوريا والتي تطرق فيها عدد من النواب إلى دور إيران ووكلائها.

وأعلن السيناتور الأميركي بوب مينينديز أن اللجنة وافقت على قانون رقم 6089 الخاص بإيقاف الطائرات دون طيار الإيرانية، مع تعديل يسعى لمنع طهران وأي جماعات إرهابية أو ميليشيات متحالفة معها من الحصول على طائرات مسيرة.

وأضاف مينينديز في بيان أن الولايات المتحدة تكثف جهودها لوقف برنامج الطائرات دون طيار، مشيرا إلى أن مشروع القرار يهدف لمنع إيران والميليشيات الموالية من حيازة مسيرات هجومية.

العرب