“ناتو” عربي – إسرائيلي للدفاع الجوي وليس تحالفا عسكريا كاملا

“ناتو” عربي – إسرائيلي للدفاع الجوي وليس تحالفا عسكريا كاملا

الرياض – تشير التسريبات الأولية بشأن التحالف العسكري العربي – الإسرائيلي إلى أن هذا التحالف سيكون بمثابة “ناتو” عربي – إسرائيلي للدفاع الجوي فقط وليس تحالفا عسكريا كاملا كما هو الشأن بالنسبة إلى حلف شمال الأطلسي.

ويتكون حلف شمال الأطلسي (الناتو) من مزيج من القوات البرية والبحرية والجوية لكن التحالف الذي يروج له سياسيا وإعلاميا باسم “الناتو” العربي – الإسرائيلي سيقتصر دوره على التنسيق الجوي.

ونقلت وكالة رويترز الخميس عن أربعة مصادر قولها إن “الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان لتهيئة الأجواء وتمهيد الطريق أمام تحالف أمني مع دول عربية يربط أنظمة الدفاع الجوي بينها في مواجهة الهجمات الإيرانية بالطائرات المسيّرة والصواريخ في الشرق الأوسط”.

وقال مصدران على دراية بالخطة إن الفكرة التي ستعتمد على استخدام التكنولوجيا الإسرائيلية قد تكتسب قوة دافعة جديدة خلال رحلة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية من الثالث عشر إلى السادس عشر من يوليو الجاري.

وتصاعد التوتر الإقليمي بسبب برنامج طهران النووي، فيما تعرضت إسرائيل والسعودية والإمارات وأجزاء من العراق لضربات جوية باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ أعلنت ميليشيات مدعومة من إيران مسؤوليتها عنها.

المناقشات مازالت في مرحلة مبكرة والفكرة تواجه معارضة في عواصم عربية ترفض التعامل مع إسرائيل

وقالت المصادر الأربعة إن المناقشات مازالت في مرحلة مبكرة وإن الفكرة تواجه بالفعل معارضة في عواصم عربية عدة ترفض التعامل مع إسرائيل.

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قال الشهر الماضي إن تحالف الدفاع الجوي الناشئ برعاية الولايات المتحدة “في طور التشغيل والعمل” ويمكن لزيارة بايدن أن تضخ الدماء في عروقه. وأضاف أن النظام أحبط بالفعل محاولات هجوم إيرانية.

وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز طالبا عدم نشر اسمه إن الدول المشاركة تجعل أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها تعمل بالتزامن من خلال الاتصالات الإلكترونية عن بعد، دون استخدام المنظومات نفسها.

وبحسب ثلاثة من المصادر، تتضمن الخطة إقامة شبكة رادارات وأنظمة رصد واعتراض بين السعودية وسلطنة عمان والكويت والبحرين وقطر والإمارات والعراق والأردن ومصر، بمساعدة التكنولوجيا الإسرائيلية والقواعد العسكرية الأميركية.

وتتيح المنظومة لهذه الدول، وخاصة إسرائيل والسعودية والإمارات، رصد التهديدات الجوية قبل الوصول إلى حدودها.

وقال أحد المصادر إن مسؤولين إسرائيليين طرحوا فكرة نظام الدفاع الإقليمي في اجتماع للقيادة المركزية الأميركية حضره مسؤولون عسكريون من السعودية وقطر والإمارات ومصر في شرم الشيخ في مارس الماضي.

وأضاف أحد المصادر، طالبا عدم نشر اسمه، أن “الاقتراح يتعلق بمنظومة رصد مشتركة، تقوم كل دولة فيها بإخطار الآخرين في حالة رصد هجوم”.

ووصف مسؤول إسرائيلي كبير في واشنطن على اطلاع برحلة بايدن جهود تشكيل تحالف بأنها “هدف تم تحديده”. وأضاف “أمامنا طريق طويل، والولايات المتحدة تدعم ذلك”.

وتقول إيران التي تملك واحدة من أكبر منظومات الصواريخ في المنطقة إن الأنشطة العسكرية المشتركة بين إسرائيل ودول عربية في الخليج تحركها “دوافع اليأس”.

ورغم الضغط الأميركي باتجاه التعاون في مواجهة إيران، هناك مقاومة في دول عربية مثل العراق وقطر والكويت لمثل هذا التوجه.

وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن طلب عدم كشف هويته “هناك وجهات نظر متباينة في عواصم مختلفة”. وأضاف “لا نحاول إنشاء منظومة ذات تسلسل هرمي تديرها قيادة عليا.. وإنما نحاول البناء على العلاقات الموجودة، بعضها ظاهر، وبعضها خفي”.

والعراق مثال رئيسي على مدى صعوبة انضمام دول عربية إلى التحالف. فلطهران نفوذ واسع من خلال الجماعات المسلحة والساسة الشيعة بما يجعل في حكم المؤكد أنها ستمنع أيّ مسعى للمشاركة في اتفاق أمني.

وفي مايو الماضي وافق البرلمان العراقي على قانون يحظر تطبيع العلاقات مع إسرائيل، في وقت أقامت فيه دول عربية عدة علاقات رسمية معها.

ولم يعترف العراق قط بإسرائيل منذ إنشائها سنة 1948، ولا يمكن للمواطنين والشركات العراقية زيارة إسرائيل، لكن القانون الجديد يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ “يجرّم” أيّ محاولات للتطبيع مع إسرائيل.

وقال مستشار أمني عراقي كبير إنه لم تُقدّم أيّ خطة رسمية إلى بغداد للدخول في اتفاق يضم إسرائيل في مواجهة إيران، وبالتالي فإن فكرة التحالف غير واردة من الأساس.

العرب