انتهت جلسة الاستماع الأولى في قضية الحكومة الروسية ضد الوكالة اليهودية الخميس دون اتخاذ أي قرار، في خطوة قال مراقبون إنها تسمح ببداية مفاوضات دبلوماسية بين تل أبيب وموسكو قد توقف أزمة علاقات تطال تداعياتها الأمن القومي الإسرائيلي في الصميم.
ويحدد خبراء ثلاثة ملفات مهمة قد تطالها الأزمة بين موسكو وتل أبيب، إثر طلب وزارة العدل الروسية حظر أنشطة الوكالة اليهودية.
وتشمل الملفات المساس بأوضاع اليهود في روسيا، وحرية عمل الجيش الإسرائيلي في سوريا، وتأثير موسكو على مفاوضات الملف النووي الإيراني.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن جلسة المحكمة كانت “تمهيدية” ولم يتخذ فيها قرار حاسم.
بيني غانتس: بطاريات روسية أطلقت النيران على طائرات إسرائيلية في سوريا
وأضافت “قررت قاضية المحكمة تحديد جلسة أخرى في التاسع عشر من الشهر القادم، ويتوقع أن تتناول المحكمة القضية بشكل تفصيلي”.
وتابعت الهيئة “من الممكن في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة، التوصل إلى نوع من التسوية أو اتفاق يسمح للوكالة اليهودية بمواصلة العمل إلى حد ما على الأقل في البلاد”.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الأحد من أن “إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية سيكون حدثا خطيرا وسيؤثر على العلاقات بين البلدين”.
كما سرّب مسؤولون إسرائيليون لوسائل الإعلام خبر أن تل أبيب تدرس العديد من خطوات الرد، من بينها إمكانية استدعاء سفيرها من موسكو للتشاور.
وقال يوناثان فريمان، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، “إذا تم تقويض عمل الوكالة اليهودية فإن ذلك سيؤثر على قدرة مئات الآلاف من الأشخاص الذين يريدون الهجرة من روسيا إلى إسرائيل”.
وأضاف أن شركة الطيران الإسرائيلية الرسمية “إلعال” هي الشركة الغربية الوحيدة التي مازالت طائراتها تطير إلى روسيا بعد العقوبات التي فرضتها شركات أخرى.
كما أشار إلى تأثير آخر محتمل للأزمة الحالية، يتعلق بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في سوريا.
وتابع “أحد مخاوفنا هو أن الخلاف بين إسرائيل وروسيا قد يعني أنه لن تكون لدى إسرائيل القدرة الكافية على العمل في سوريا وأنا لم أرَ أي رد روسي على ما قاله وزير الدفاع (الإسرائيلي بيني) غانتس”.
تل أبيب تخشى أن تغير موسكو موقفها من مفاوضات الملف النووي الإيراني، بما لا يتوافق مع المصالح الإسرائيلية
والثلاثاء الماضي، وخلال احتداد الأزمة مع روسيا، ذكر غانتس أن بطاريات روسية أطلقت النيران المضادة على طائرات إسرائيلية في سوريا خلال مايو الماضي وذلك للمرة الأولى.
وأردف فريمان “قد تكون إسرائيل تلحظ بشكل أكبر أنه بات من الصعب العمل في سوريا وربما تكون روسيا قد غيرت سياستها”.
وكانت إسرائيل وروسيا أعلنتا في الماضي الاتفاق على آلية لمنع تداخل عمل الجيشين الروسي والإسرائيلي في سوريا.
وتشن إسرائيل، بشكل متكرر، غارات جوية في سوريا على أهداف تقول إنها إيرانية.
وبشأن التأثير الثالث المحتمل للأزمة مع روسيا تخشى تل أبيب أن تغير موسكو موقفها من مفاوضات الملف النووي الإيراني، بما لا يتوافق مع المصالح الإسرائيلية.
وقال فريمان “عندما يتعلق الأمر بالاتفاق مع إيران وبرنامجها النووي فإن هذا قد يجعل روسيا لا تتفهّم المخاوف الإسرائيلية”.
تل أبيب تدرس العديد من خطوات الرد، من بينها إمكانية استدعاء سفيرها من موسكو للتشاور
ويسود في إسرائيل اعتقاد أن الموقف الروسي “سياسي”، ويهدف إلى الانتقام من إسرائيل ردا على بعض سياساتها.
وزاد فريمان “قد يكون أحد الأسباب التي ربما دفعت موسكو إلى اتخاذ موقفها الأخير، وجود عدة مئات من المواطنين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، قدِموا للمشاركة في الحرب بأوكرانيا ضد روسيا”.
وتابع “هناك أسباب أخرى، منها ما يتعلق باتهام الوكالة اليهودية في روسيا بجمع المعلومات عن المواطنين الروس الذين يرغبون في الهجرة إلى إسرائيل، وهو جزء من العمل الذي تقوم به في كل مكان”.
واستدرك “لكن بشكل عام أعتقد أنه ليس مصادفة أن يأتي هذا التطور بشكل أكثر حدّية بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل منتصف يوليو الجاري”.
صحيفة العرب