ملفات ساخنة وقضايا طارئة هيمنت على اجتماعات قمة العشرين في تركيا كان من المفترض ان تكون الحصة الاكبر للاقتصاد العالمي الا ان تفجيرات باريس الإرهابية كانت الحدث الابرز في القمة. فقد كانت قضية الإرهاب على سلم جدول أعمال قادة الدول من حيث سبل مواجهته وتجفيف منابعه، ولعل من أهم التوصيات التي أشارت إليها ضرورة ردع الإرهاب بقوة وحزم، لاسيما بعد التفجيرات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس مساء الجمعة.
وجدت الدولة المضيفة، تركيا لقمة العشرين في هذا التجمع العالمي، فرصة لمناقشة الحرب التي تشنها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام “داعش”، بعد أن أعلنت مرارا استعدادها لحملة ضخمة ضده، حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أوردغان في بيان ختام قمة العشرين بأنطاليا، إن “تزايد أعمال الارهاب تهدد جهود تعزيز الاقتصاد العالمي”.
ومن المفيد الإشارة هنا أن تركيا تعاني من تبعات الأزمة السورية، فهي الدولة التي استضافت أكثر من 2مليون لاجئ سوري، وتحتاج في هذا الشأن إلى دعم دولي من أجل الاضطلاع بهذا الدور الإنساني، لذلك جاءت القمة مناسبة للطرح المشكلة على الطاولة المباحثات أمام الدول الكبرى.
في الجانب الاقتصادي أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد انتهاء قمة العشرين، انه “في عام 2015 هذه القمة هي الاكثر اهمية فنحن نمثل اقتصاد 90 بالمئة من العالم وعلينا ان نضع موقفا قويا في هذه القمة”
وأضاف الرئيس التركي أنه لدى “تركيا 3 أمور هامة: الشمولية والتطبيق والاستمرار ولدينا هدفا مشتركا ان نقوم بتأمين تنمية شاملة وعالمية تشمل وتوظف وترفع من مستوى معيشة الجميع وتضيق الفجوات بين الفقير والغني، وهذا المساء ستقدم لنا الصين عرضا يحتوي على هذه الامور الثلاثة وهذا ما قاله لي الرئيس الصيني”.
ومن خلال جلسات القمة ناقش المشاركون فيها عدة قضايا اقتصادية منها: النمو وخلق فرص العمل، إضافة إلى العديد من القضايا الاقتصادية العالمية، كما ناقشت توصيات مجلس الاستقرار المالي التي تتناول حاجة البنوك العالمية الكبرى إلى تأمين 2.4 ترليون دولار من التمويل الخاص بحلول 2020، لتجنب اللجوء إلى دافعي الضرائب في حال حدوث انهيار مصرفي.
وخلاصة القول خرج البيان الختامي للقمة بعدد من القضايا الرئيسية جاء فيها ضرورة اتخاذ “إجراءات” صارمة وفورية ضد ما وصفته بالانتشار المتنامي للإرهابيين الأجانب وقد تربع على جدول أعمال القمة القضاء على تنظيم داعش، وأزمة سوريا واللاجئون والهجرة. وقبل انعقاد القمة استبق أوباما وأردوغان الجميع ليؤكدا أن اجتماعات القادة لن تخرج عن بحث هذه الملفات.
ويمكن القول أيضاً أن قمة العشرين تميزت لهذا العالم عن سابقاتها بجدية الطرح وقوته فقد تعالت الاصوات للوصول الى تجفيف منابع الارهاب والدعم المالي لداعش بشكل صارم وشحنات النفط التي يبيعها في سوق النفط السوداء. كذلك كان الاجماع لدى المشاركين للوصول الى حل للازمة في سوريا ومستقبلها. وحث جميع الدول الى “المساهمة” في ادارة ازمة اللاجئين وتحمل مسؤولياتها اتجاه هذه الازمة التي ارهقت كاهل الدول المستضيفة. هذا القول ودعنا ننتظر العمل.
وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية