بيروت – أثار خبر يتحدث عن انتشار منتوجات “أفران الهادي” الموجودة في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله في منطقة كسروان المسيحية جدلا واسعا في لبنان.
وكتب موقع قناة “أم. تي. في” (MTV) “لاحظ المواطنون في كسروان انتشار منتوجات ‘أفران الهادي’، وخصوصاً الخبز في معظم محلات كسروان الكبرى والصغرى، ممّا أثار استغراب المواطنين حول الكلفة العالية التي تتكبدها ‘الهادي’ لتوزيع الخبز في مناطق بعيدة على غير المتعارف عليه بحيث تتولى الأفران توزيع الخبز على المحلات المحيطة بها”.
ونقل موقع القناة عن مصدر كسرواني إشارته إلى “المقاطعة العفوية لتلك المنتوجات”، مضيفاً “يبقى السؤال حول خلفيات هذا الانتشار وهل هو في إطار ‘الغزو الغذائي’ ليضاف إلى ‘الغزو الثقافي’ وسواه؟”.
وتقع “أفران الهادي” في ضاحية بيروت الجنوبية التي تسكنها أغلبية شيعية، بينما تسكن في كسروان أغلبية مسيحية، وتضم مركز البطريركية المارونية.
وأعلن لبنانيون على مواقع التواصل مقاطعتهم للبضائع التي تنتجها شبكة حزب الله لأنها مصدر تمويله.
ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان… قاطعوا هذه المنتجات الحزبية ومَن وراءها… #لبنان #أفران_الهادي #حزب_الله.
في المقابل أمعن مغردون شيعة في الترويج لروايات طائفية، معتبرين أن كسروان في الأصل “قلعة شيعية بأيدي الصليبيين”. وشرحت معلقة:
ويحاول حزب الله، الذي يتحمل قسطا من مسؤولية الانهيار الاقتصادي الذي يتعرض له لبنان، أن يكون بديلا عن الدولة في تقديم الغذاء لغسل عقول اللبنانيين وإبطال مقاومتهم، خاصة في ظل التحذير من احتجاجات قد تعم البلد عنوانها “الجوع” هذه المرة وتهدد عرشه وقد تقتلعه من جذوره.
وتحت عنوان “الصبر والبصيرة” أطلق الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله هاشتاغ #لن_نجوع الذي تحوّل إلى “معادلة جهادية” لدى جمهور حزب الله. واحتوى الهاشتاغ زخما كبيرا من الدعاية الدينية وكليشيهات المقاومة. ويمتلك حزب الله مجموعة إعلامية تدعى “التنسيقية” وتدير الحملات الإلكترونية الدعائية لصالحه.
وسبق أن احتفى جمهور حزب الله على مواقع التواصل بافتتاح تعاونيات السجاد وأعاد نشر هاشتاغ #لن_نجوع على نطاق واسع. ووزع الحزب بطاقات السجاد على اللبنانيين القاطنين في بيئته.
يذكر أن “بطاقة السجاد” هي جزء من مشروع كبير يموله الحزب لتأمين الغذاء لبيئته الاجتماعية بأسعار منخفضة، تقل عن أسعار السلع المدعومة التي توفرها الحكومة اللبنانية.
من جانب آخر وجه آخرون سهام النقد إلى ما أسموه “الإعلام المضلل”. وقال معلق:
وكتبت الإعلامية راميا إبراهيم:
ويترنح اللبنانيون تحت نموذج عيش مشترك أصبح عبئا ثقيلا في ظل الأزمات التي تعصف بالبلاد وأدت إلى تصدع اجتماعي ينذر بحرب أهلية. ويقول لبنانيون إن البلد يحتاج إلى عقد اجتماعي جديد من أجل إعادة إحيائه، ويرون في الفيدرالية حلّا.
وتعتبر فئة أخرى منهم أن نقاش الفيدرالية “لزوم ما لا يلزم”، أوّلا لأن الطائف أقرّ اللامركزيّة الإداريّة الموسّعة، وثانيا لأنّ معظم مصائب لبنان ناتجة عن سيطرة نزعات عابرة للأوطان.
العرب