ما هي القنبلة القذرة؟

ما هي القنبلة القذرة؟

لندن – لا تحتاج القنبلة التي حملت لقب “القذرة” إلى مواد مشعة عالية النقاء، كما هي الحال في القنبلة النووية وبدلا من ذلك، يمكن أن تستخدم لصناعتها المواد المشعة الموجودة في المستشفيات أو محطات الطاقة النووية أو حتى مختبرات الأبحاث، ما جعل منها قنبلة رخيصة الثمن، وإعدادها لا يتطلب وقتاً طويلاً. كما أنه يمكن تحميلها بسهولة ونقلها من مكان إلى آخر حتى في الصندوق الخلفي لسيارة مدنية عادية.

وهذا النوع من القنابل يحتوي على مادة مشعة، مثل اليورانيوم، وحين تنفجر تتناثر هذه المواد في الهواء. والإشعاع المنبعث عنها عند انفجارها يمكن أن يسبب أمراضا خطيرة كالسرطان وغيره، ولذلك يجب إخلاء منطقة واسعة حول منطقة الانفجار لإزالة التلوث.

اتحاد العلماء الأميركيين قدّم بيانات افتراضية عن “القنبلة القذرة” تقول إنه إذا ما تم تفجير قنبلة منها، على سبيل المثال، تحتوي على 9 غرامات من “الكوبالت – 60” و5 كيلوغرامات من مادة “تي إن تي” في الطرف الأبعد من مانهاتن في نيويورك، فإن المنطقة بأكملها ستصبح غير صالحة للسكن لعقود من الزمن.

ومع أن “القنابل القذرة” تُصنّف كأسلحة دمار شامل، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها كأسلحة آمنة على الإطلاق، لأنها تقوم بنشر مسحوق مشع يمكن أن تنقله الرياح إلى مسافات بعيدة، متسببة بضرر واسع حتى على القوات ذاتها التي أطلقت هذه القنابل .

ولم يسجل التاريخ العسكري استخداماً ناجحاً لمثل هذه القنابل من قبل، لكن في منتصف تسعينات القرن العشرين زرع متمردون من الشيشان قنبلة تحتوي على الديناميت و”السيزيوم 137″ في حديقة إزمايلوفو في موسكو. وقد استُخرج السيزيوم الذي استُخدم فيها من معدات علاج السرطان، وقامت السلطات الروسية باكتشافها قبل تفجيرها وتم تحييدها.

العرب