تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف محطات الكهرباء، وفي حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده لا تعتبر نفسها عدوة للغرب، أكد وزير الدفاع الأميركي أن واشنطن تعتبر موسكو تهديدا كبيرا.
وقال الرئيس الروسي -في خطاب ألقاه في موسكو أمام منتدى فالداي السنوي- إن الغرب لا يأخذ في الاعتبار مصالح باقي الدول، ويراهن على السيطرة على العالم في لعبة وصفها بالخطيرة.
وأضاف بوتين أن بلاده لا تعتبر نفسها عدوة للغرب؛ وأنها تدافع عن حقها في الوجود في مواجهة الغرب؛ قائلا إن الولايات المتحدة لا تملك ما تقدمه للعالم سوى الهيمنة.
وذكر بوتين أن العالم يدخل عقدا هو الأكثر خطورة منذ الحرب العالمية الثانية، وأنه يجب التفكير في “تغيير هيكل مجلس الأمن الدولي حتى يعكس التنوع في العالم”، موضحا أن العالم يشهد تآكلا في مبدأ الأمن الجماعي، و”استبدال القانون الدولي بقواعد بديلة”.
وقال المتحدث نفسه إن موسكو “اقترحت مرارا على الغرب بناء نظام للأمن المشترك، لكنهم رفضوا ذلك”، معتبرا أن ما يحدث في أوكرانيا “جزء من تغيرات بنيوية تحدث في النظام العالمي”، محذرا من أن الأوضاع في العالم تتجه نحو السيناريو الأسوأ.
وفي خطاب مليء بالانتقادات للغرب، قال بوتين “أفقدت النظام المالي العالمي مصداقيته باستخدام الدولار سلاحا”، في إشارة إلى استخدام الدولار لفرض عقوبات مشددة على روسيا عقب شنها الحرب على أوكرانيا، وأضاف الرئيس الروسي أنه يعتقد أن تحركات الدول الأخرى لتقليل الاعتماد على الدولار في تجارتها الدولية ستتسارع.
ونفى أوستن خلال مؤتمر صحفي بالبنتاغون وجود مؤشرات على نية بوتين استخدام “قنبلة قذرة” في أوكرانيا، مضيفا أن الجانب الأوكراني أبلغ واشنطن أنه لا يخطط لاستخدام تلك القنبلة.
وقال أوستن إن إستراتيجية الدفاع القومي الأميركية تصف روسيا بالتهديد الحاد ولكنها (أي روسيا)، غير قادرة على تحدي أميركا على المدى البعيد.
من جانبه، قال منسق الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن ستتبع كل الطرق من أجل ردع ومحاسبة روسيا على أي هجوم محتمل يستهدف البنية التحتية الأميركية، مضيفا أن روسيا تشكل تهديدات خطيرة على الولايات المتحدة.
وأعرب كيربي عن قلق أميركي حيال إمكانية سعي روسيا للحصول على صواريخ أرض أرض من إيران لدعم حربها في أوكرانيا.
كما قال إن روسيا تسعى للحصول على تقنيات مضادة للأقمار الاصطناعية.
في التطورات الميدانية، قال عمدة مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، إن طائرة مسيرة هاجمت ليلا محطة “بالاكلافا” لتوليد الكهرباء في المدينة.
وأكد العمدة اشتعال النيران في أحد المحولات التي لم تكن تعمل، قبل أن يتمكن عمال المحطة من إخماد الحريق؛ مضيفا أن الحادث لا يؤثر على إمدادات الطاقة في المنطقة.
من جانبها، قالت السلطات المحلية الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك إن القوات الأوكرانية قصفت بصواريخ هايمارس الأميركية منطقة شاختيورسك، مما أدى إلى تجدد الحرائق في منشأة لتخزين الوقود في المنطقة.
وكانت السلطات قد أعلنت أن أفرادا أوكرانيين نفذوا عملا وصفته بالتخريبي.
في المقابل، أعلنت شركة “يوكرانرغوا” الموزعة للكهرباء في أوكرانيا، أن عددا إضافيا من منشآتها الرئيسية في وسط البلاد استهدفت، دون ذكر أي تفاصيل.
وأكدت الشركة أنها ستعمل على وضع قيود على الاستهلاك، لتقليل الضغط على الشبكة، ولضمان تواصل التزويد وعدم حصول أعطال.
بدورها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية تعزيز قواتها ووجودها العسكري قرب الحدود مع جارتها الشمالية، بيلاروسيا.
وكانت كييف قد حذرت في وقت سابق، من هجوم روسي، وفتح جبهة من الشمال انطلاقا من بيلاروسيا.
وفي موسكو، صادق مجلس الدوما (النواب) الروسي الخميس على تعديل قانوني يسمح باستدعاء سجناء سابقين أدينوا بارتكاب جرائم خطيرة، لإرسالهم للقتال في أوكرانيا.
ويتعلق الأمر بأشخاص أطلقوا من السجن منذ أقل من 8 سنوات أو أطلقوا منذ أقل من 10 سنوات.
وكان قانون التعبئة الذي أصدره الرئيس فلاديمير بوتين في سبتمبر/أيلول يمنع استدعاء هذا النوع من الموقوفين السابقين.
ولكن حاليا، ووفق التعديلات التي صوت عليها أعضاء الدوما، بات منع الاستدعاء يقتصر فقط على من أدينوا بالميل الجنسي إلى الأطفال، وارتكاب عمليات خطف وهجمات، وتهريب مواد مشعة والتجسس أو الخيانة العظمى.
وصوت النواب كذلك الخميس على قانون ينظم وضع المتطوعين الذين يفترض أن “يساعدوا القوات المسلحة” خلال النزاعات المسلحة أو عمليات مكافحة الإرهاب في البلاد وخارج الحدود.
وذكر القانون أنهم سيتمتعون “بوضع العسكريين المتعاقدين نفسه”. وقال رئيس الدوما فياتشيسلاف فولودين في بيان “هذا عادل: هم يدافعون عن بلدنا”.
وأُعلنت التعبئة في روسيا بعد سلسلة انتكاسات منيت بها قوات موسكو في أوكرانيا، وسمحت بتجنيد أكثر من 230 ألف شخص، وفق تعداد السلطات.
وفي سياق متصل، طلبت وزارة الخارجية الروسية من مجلس الأمن الدولي إطلاق تحقيق أممي في ضلوع واشنطن في تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان، إنه لم يكن أمام روسيا خيار سوى تقديم شكوى إلى رئيس مجلس الأمن الدولي لطلب إجراء تحقيق دولي في أنشطة بيولوجية عسكرية للولايات المتحدة على الأراضي الأوكرانية، موضحة أنها أرفقت الشكوى بمشروع قرار.
بعيد بدء هجومها على أوكرانيا في أواخر فبراير/شباط، اتهمت روسيا الولايات المتحدة بتمويل برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، زاعمة أنها عثرت على أدلة في مختبرات أوكرانية.
ووفق وزارة الدفاع الروسية، كان الهدف من الأبحاث هو “تطوير آلية نشر خفي لمسببات أمراض فتاكة”.
من جانبه، قال أديجي إيبو نائب الممثلة السامية المسؤولة عن قضايا نزع السلاح في الأمم المتحدة، إن الأخيرة “ليست على علم” بوجود برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا.
وصرح إيبو أمام مجلس الأمن نحن على علم بالشكوى الرسمية من روسيا، بشأن اتهامات بوجود برنامج أسلحة بيولوجية في أوكرانيا”.
وأضاف “كما أبلغت الممثلة السامية إيزومي ناكاميتسو المجلس في مارس/آذار ومايو/أيار، فإن الأمم المتحدة ليست على علم بوجود برنامج أسلحة بيولوجية. ولا يزال الحال كذلك اليوم”، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ليس لديها تفويض أو “قدرات تقنية” للتحقيق في الاتهام.
المصدر : الجزيرة + وكالات