وأوضح الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ “مورغونوف قدّم وجهة نظر روسيّة في الخطط العسكريّة المعتمدة في المعارك، والمحاور التي يهاجم منها العراق، والمحاور التي تحتاج إلى تكثيف الدفاعات”، مشيرا إلى أنّ “الطرفين اتفقا على لقاءات أخرى لبحث استراتيجيّة عسكريّة تشمل كافة محاور المعارك ضدّ التنظيم في المحافظات العراقيّة”.
وأشار إلى أنّ “مورغونوف أبدى استعداد بلاده لدعم العراق في حربه ضدّ التنظيم، ودعم العراق لوجستيا وبخبراء عسكريين يتابعون سير المعارك والخطط العسكريّة ووضع الخطط الشاملة والتي من الممكن لها تحقيق نجاحات ميدانيّة كبيرة”.
من جهتها، أكّدت وزارة الدفاع العراقيّة، في بيان صحافي أنّ “العبيدي بعث برسالة شفويّة إلى الحكومة والقيادة الروسيّة عن سير المعارك ونتائجها”.
بدوره، أكّد الخبير الأمني أحمد السعيدي، أنّ “العراق يحاول أن يغطي على تعاونه مع روسيا ضمن التحالف الرباعي الذي يضمهما، لذا بدا ذلك التعاون خفيّا ويجري خلف الكواليس”.
وأبدى السعيدي، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، استغرابه من “التعاون العراقي الروسي، والذي لم يؤطّر باتفاق واضح، يجعل منه تعاونا يجري ضمن اتفاقيّات ثنائيّة واضحة للعيان وليس تعاونا خفيّا”، مشيرا إلى أنّه “يتحتّم على الحكومة العراقيّة أنّ تنجح بالمعركة مع داعش وتبذل كل ما بوسعها لتحرير البلاد، لكن ضمن اتفاقيّات رسميّة يطّلع البرلمان والشعب العراقي على مضمونها كما الاتفاقية مع واشنطن”.
وأشار إلى أنّ “التعاون الخفي سيحرج الحكومة العراقيّة مع الجانب الأميركي، وقد يؤثّر على التعاون المشترك بينهما (واشنطن وبغداد)، ممّا يحتم على الحكومة القيام بواجبها ضمن الأطر الدبلوماسيّة والاتفاقات الرسميّة”.
يشار إلى أنّ جهات رسميّة من التحالف الوطني الحاكم في العراق وأخرى من قيادات مليشيا “الحشد الشعبي”، تسعى إلى التعاون العسكري مع روسيا مقابل ترك الجانب الأميركي في هذا المجال. وكان الطرفان قد اتفقا مؤخّرا على تفعيل عقود تسليح أبرمتها روسيّا مع العراق خلال فترة حكومة المالكي، لكنّ تهم الفساد التي شابتها عطّلت تفعيلها.
أكثم سيف الدين
صحيفة العربي الجديد