الغموض النووي والتوازن في منطقة الشرق الأوسط

الغموض النووي والتوازن في منطقة الشرق الأوسط

تشتد الحملات الإعلامية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وتأخذ طابعا سياسيا يطرح مسألة مواقف مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي ويحاول العودة إلى النقاشات التي دارت في جلسات المجلسين قبل أشهر وتفعيلها بعد المواقف السياسية التي إبداها النظام الإيراني مع الرئيس بوتين وتصاعد الحملات الإعلامية المتعلقة بتزويد طهران لموسكو بالطائرات المسيرة ، وهنا يريد البعض العودة إلى تفعيل القانون الذي طرحه عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري ليندي غراهام ورئيس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب مينينريز باسم ( قانون مراقبة الأسلحة النووية الإيرانية وقدرات ايران الصاروخية ) والذي ينص على عدة فقرات أهمها إنشاء فريق عمل مشترك بإشراف وزارة الخارجية الأمريكية للمراقبة وتقديم تقارير منظمة الى لجان الكونجرس المعينة حول أنشطة الأسلحة النووية والصواريخ البالستية الإيرانية ويضم الفريق مدير المخابرات الوطنية وممثل عن وزارة الطاقة ووكالة المخابرات المركزية، وتقدم التقارير كل أربعة أشهر بما فيها التفاصيل الكاملة الدقيقة حول تخصيب اليورانيوم وتخزين المواد النووية وتسليح وتطوير الصواريخ والأنشطة العلمية الأخرى لأن الإدارة الأمريكية ترى أن تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة ستجعل من الصعوبة على إيران من الحصول على المواد الانشطارية التي تؤدي الى صنع قنبلة نووية وان المطالبات الايرانية تبقى غامضة وان بدت النيات واضحة حيث التكتم النووي عنهما ومنها التقدم العلمي والتقني الذي حصلت عليه الكوادر الإيرانية العاملة في تطوير البرنامج النووي.
احدث التقدم الحاصل في العلاقات المشتركة والتعاون الوثيق بين موسكو وطهران نقطة مهمة شكلت ردا حاسما كما تراه الأوساط السياسية الأمريكية بموافقة الروس على حمل القمر الصناعي الإيراني على أجنحة الصاروخ الروسي حول مدار الأرض الذي سيساعد إيران على امتلاك الإشراف والمراقبة الفضائية لكل ما يجري في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي.
وبالعودة إلى التصريح الذي أعلن فيه المرشد الأعلى علي خامنئي أنه( لا يضحي ولا يساوم على عناصر القوة الوطنية أي النفوذ الإقليمي والدفاع الصاروخي والتقدم النووي وهو الذي يمنحنا عمقا استراتيجيا وقدرة وطنية أكبر ) ، ولهذا فإن واشنطن تعمل على استخدام كل طاقاتها لمواجهة النظام الإيراني بالعمل وجعل مرهون بالعمل على تجنب حصوله على السلاح النووي وليس احترام إيران التزاماتها وفقا لمساعدة عدم الانتشار النووي أو حتى ضوابط البرنامج النووي الخاص بتخصيب اليورانيوم وإنما اعلانها عدم حيازتها لهذا السلاح خاصة وأن حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج العربي يشعرون بحقيقة الخطر الميداني الذي يشكله التطور الملموس غير المعلن في البرنامج النووي للكيان الصهيوني والخطر للواقع الإيراني الكامن الذي يزيد من عملية الخلل والقلق الأمني والعسكري في المنطقة ويشكل غموضا نوويا يهدد المسارات السياسية والمصالح المشتركة والتوازنات القائمة لدول المنطقة وتهديدا لمستقبلها ووجودها ويبتعد كثيرا عن مسار التوازن الميداني في مفهوم القوة بين جميع الأطراف.

وحدة الدراسات الايرانية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية