بيروت – تسلم لبنان الجمعة 3 مروحيات “HUEY II” العسكرية من الولايات المتحدة، في إطار برنامج المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، ما يعكس الالتزام الأميركي تجاه أمن لبنان واستقراره. وجاء ذلك خلال حفل تسليم أقيم في قاعدة بيروت الجوية، بحضور السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شاي، والعميد الركن زياد هيكل نائب رئيس الأركان للتجهيز، ممثلا قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون.
وفي التاسع من سبتمبر الماضي، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن مذكرة رئاسية تسمح لوزير خارجية بلاده أنتوني بلينكن بمنح مساعدات فورية للجيش اللبناني بقيمة 47 مليون دولار. وفي الآونة الأخيرة كثفت عدة دول، في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، دعمها العسكري واللوجستي للجيش اللبناني، لاعتبارات منها “تعزيز سيادة الدولة ومنع انهيارها”، بحسب مراقبين.
◙ عدة دول في مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا كثفت دعمها العسكري واللوجستي للجيش اللبناني لاعتبارات منها تعزيز سيادة الدولة ومنع انهيارها
وتتطلع الدول الغربية، وفق المراقبين، إلى دور أكبر للجيش اللبناني لترجيح كفّة الردع العسكري للدولة في مواجهة تنامي قدرات جماعة حزب الله (حليفة إيران)، بما يساهم في منع أي ضغوط من الجماعة لتحقيق مصالح سياسية في الداخل اللبناني أو تجاه ملفات إقليمية.
وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، تأثرت قدرات الجيش اللبناني وتراجعت موارده نتيجة تداعيات أزمة اقتصادية غير مسبوقة تشهدها البلاد، ترافقت مع انهيار قيمة العملة المحلية “الليرة” مقابل الدولار، وشح في الوقود والأدوية، بجانب تراجع حاد في القدرة الشرائية. وتنامى الاستياء في صفوف قوات الجيش بسبب انهيار العملة، الذي أدى إلى محو أغلب قيمة رواتبهم.
ويطالب خبراء غربيون ولبنانيون بضرورة تسريع المساعي الدولية لتوفير تمويل مباشر لرواتب العسكريين والأمنيين، وهي مطالب لم يتبنها المجتمع الدولي إلى حد الآن لاعتبارات لا تزال غير واضحة وغير مبررة. ورغم هذه المخاوف، لا يزال المجتمع الدولي يتبع إستراتيجية الدعم العيني للجيش اللبناني، وهي إستراتيجية أثبتت قصورها. وحذر قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون من أن الأزمة الاقتصادية وضعت الجيش على شفا الانهيار.
العرب