نشرت مجلة “ناشونال إنترست” (National Interest) الأميركية مقالا يرى كاتبه أن على الولايات المتحدة محاولة فهم حركة طالبان إذا ما أرادت التأثير في سياسات الحركة.
وقال قمر الهدى المستشار السياسي السابق لمكتب وزير الخارجية الأميركي للشؤون الدينية والدولية، في مقاله بالصحيفة إن معرفة الشؤون الداخلية للحركة عن قرب ستجعل الولايات المتحدة في وضع أفضل يمكّنها من التأثير على سياسات طالبان.
وأشار قمر الهدى، الذي يعمل أستاذا للعلاقات الدولية في الأكاديمية البحرية الأميركية “يو إس إن إيه” (USNA)، إلى أن هناك تفاؤلا في أوساط المسؤولين الحكوميين الأفغان ممن قابلهم خلال آخر زيارة قام بها لكابل بأن الأوضاع ستكون أفضل في المستقبل، وأن الحكومة تعمل من أجل ذلك الآن.
ونقل عن ذبيح الله مجاهد نائب وزير الإعلام والثقافة في حكومة طالبان، قوله في معرض الرد على سؤال حول العزلة التي تعيشها أفغانستان “هذا البلد أمامه طريق طويل قبل أن تحدث فيه نهضة، لكنها ستحدث أمام أعين العالم كله. وسترى ذلك”.
ورغم إصرار المسؤولين في طالبان على التأكيد على أن الوضع سيتغير للأفضل، فإن التقارير تشير إلى أن الشتاء الحالي شهد أسوأ أزمة إنسانية في تاريخ أفغانستان، التي يعاني شعبها من شح الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وفق المقال.
وقال قمر الهدى إنه على الرغم من عدم وجود أي دبلوماسيين أميركيين في أفغانستان، فإن مبعوث أميركا الخاص إلى أفغانستان توم ويست ادعى أن “الولايات المتحدة تعد أكبر مانح للمساعدات لأفغانستان لتجنب تعرض المدنيين للمجاعة ونقص الغذاء”، لكن التجار في الأسواق الأفغانية يؤكدون أنهم لا يملكون مواد غذائية لبيعها للناس.
وأشار إلى أن الخبراء السياسيين الأميركيين مشغولون منذ استيلاء حركة طالبان على كابل في أغسطس/آب 2021 بمحاولة فهم الأخطاء الإستراتيجية التي ارتُكبت في أفغانستان، واستقاء الدروس مما حدث.
ودعا المستشار السياسي الأميركي السابق الإدارة الأميركية في واشنطن للانشغال بالحاضر بدل الماضي، مؤكدا أن الحاجة أصبحت ملحة الآن للتركيز على القوى المحركة للسلطة داخل حركة طالبان.
وخلص إلى أن على الإدارة الأميركية فهم العوامل التي تشكل عقليات قادة طالبان، والفصائل الداخلية المتصارعة على السلطة في الحركة، والدور الذي يلعبه تباين المذاهب الدينية لأعضائها، والأهم من كل ذلك، كيف توظف تلك المعلومات لمساعدة طالبان في تطوير أفغانستان والمنطقة.
المصدر : ناشونال إنترست