تفجيرات باريس وتداعيات قرار مجلس الامن الدولي 2249

تفجيرات باريس وتداعيات قرار مجلس الامن الدولي 2249

thumb.php

سعت الحكومة الفرنسية بعد الاعتداءات الارهابية التي شهدتها العاصمة باريس في 13 تشرين الثاني 2015 والتي راح ضحيتها 129 قتيلا و200 جريح الى تحشيد الرأي العام الدولي والدول الكبرى والمؤسسات الدولية ومنظمات الامم المتحدة لاستصدار قرارات تدين الارهاب وتوسع من دائرة مواجهته وضربه في العالم والسعي لمشاركة الجميع في ايقاف تمدد وانتشار رقعة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسورية ومكافحة تواجده ومواجهة مقاتليه وضرب مواقعهم واماكنهم واستنزافهم ومنعهم من الحركة عبر الحدود العراقية السورية التركية واستئصال منابع التموين الرئيسية من محطات وابار ومخازن للنفط في المناطق الممتدة من منطقة بيجي العراقية حتى مدينتي الرقة ودير الزور السورية وتجفيف منابع التمويل المالي للتنظيم من خلال منعه من تصدير النفط واستهداف الصهاريج الناقلة لهذه المادة ومنع ايصالها الى موانئ البحر الابيض المتوسط وضرب جميع مصافي النفط التي يستخدمها التنظيم او التي يقوم بأنشائها بطرق بدائية اولية في محاولة لتحجيم قوة وتأثير التنظيم في الميدان العسكري الذي يواجهه التحالف الدولي
ونتيجة لما تقدم فقد تمكنت الدولة الفرنسية من استصدار القرار (2249) من مجلس الامن الدولي وبموافقة جميع الاعضاء والذي يدعو الى استخدام جميع الوسائل الممكنة لمحارية تنظيم الدولة الاسلامية وتسخير الجهود الدولية والاقليمية للتعاون في سبيل اجهاض جميع الاعمال التي يقوم بها التنظيم ومواجهته بقوة باستخدام الادوات التي تعيق تقدمه بل وتسعى الى انهاء تأثيره بالميدان .
ولنا ان نحدد مسارات النتائج التي حصلت وسعت اليها حكومة باريس بالاتي :
1.ان استصدار قرارمجلس الامن الدولي يؤكد على ان الجميع متفق على ان يكون يدا واحدة مؤثرة ودافعة لايقاف جميع اشكال وانواع العمليات الارهابية
2.اكد وحدة الدول الكبرى ومؤازرتها للحكومة الفرنسية في ما ألت اليه اوضاعها الامنية بعد استهداف مدينة باريس والنتائج المروعة التي عاشها الفرنسيون طيلة الاحداث الدامية في الثالث عشر من نوفمبر 2015 .
3.صعدت الحكومة الفرنسية واجهزتها الامنية من حملاتها التفتيشية لاماكن وتواجد العرب المقيمين والمتجنسين في ضواحي باريس وفي المناطق التي يتوقع الامن الفرنسي ان يجد ضالته في متابعة الخلايا النائمة والتي يعتقد انها كانت الارضية التي احتكم اليها الارهاب في تنفيذ عملياته .
4.سعت الادارة الفرنسية الى تعزيز اواصر التنسيق مع جميع الدول الاوربية في متابعة اماكن الارهابين وملاحقتهم وتمكنت نتيجة هذة المحاولات من ملاحقة (عبد الحمميد ابا عود) البلجيكي الجنسية كونه المشتبه به والعقل المدبر الرئيسي لاعتداءات باريس وتمكنت من قتله في ضاحية (سان دوني) شمال مدينة باريس .
5.وضع ضوابط رئيسية لحركة ونزوح العديد من اللاجئين العرب وايجاد نقاط تفتيش ومتابعة على الحدود التي تربط بين فرنسا وجاراتها من الدول الاوربية في محاولة للحد من حركة الارهابين وتسللهم الى فرنسا مستغلين حركة ونزوح اللاجئين .
6.التنسيق العالي الذي ابدته حكومة فرنسا مع الادارة الروسية في جميع المجالات الامنية والعسكرية والتي ادت الى اتفاق مبدئي لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في سورية وضرب مواقعه واستهداف اماكنه وقياداته على الارض السورية .
7.وضع الخطط العسكرية وايجاد المنافذ الحيوية وجمع المعلومات الميدانية واللوجستية لحركة قيادات التنظيم واستهداف مدينة الرقة السورية حيث معقل التنظيم وقوته منذ اكثر من سنتين والبدأ بايجاد الوسائل التي تمكن التحالف الدولي وبمشاركة فعلية من القوات الفرنسية في طرد مقاتلي التنظيم من الرقة .
8.البدأ بدعم فرنسي عسكري واضح للمليشيات الكردية السورية ووحدات الشعب الكردي مع مجموعة من عناصر المعارضة السورية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية وطرده من اماكن تواجده في المواقع الرئيسية الستراتيجبة التي يتحكم بها واهمها(شمال غرب مدينة حلب ومدينة تدمر ودير الزور ) .
9.تسخير جميع الامكانيات والعلاقات التي تربط فرنسا مع حلفائها في الميدان العسكري والتي تشارك في النزاع والمواجهة مع تنظيم الدولة في سورية والعراق ومنها ما جاء على لسان وزير الدفاع الفرنسي (جان ايف) بقوله ان رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قال له(انه مستعد للتدخل على الارض في مدينة الرقة السورية) .
10.تعزيز الجهود الفرنسية الامريكية وبالتشاور مع الحكومة التركية في تكثيف الضربات الجوية بالقرب من الحدود التركية السورية واستهداف مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية بحيث اصبحت اكثر من 75% من مناطق الحدود السورية التركية مغلقة وباقي اقل من 98 كم لأتمام عملية غلق الحدود .
11.تسخير جميع الوسائل والامكانيات الشعبية والجماهيرية في فرنسا لمواجهة ومكافحة حركة تنظيم الدولة الاسلامية في المواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي والذي يستهدف التنظيم بشكل فعال وحيوي يخدم مخططاته وتوجهاته ،فقد تمكنت مجموعة(أنونيموس) وهي تابعة لشباب متسللين على مواقع الانترنيت من غلق اكثر من 5500 موقع تابع للتنظيم في عموم فرنسا واوربا وهو اسلوب لحرب الكترونية غير رسمية .
12.التخطيط لعمليات خاصة تقوم بها القوات الفرنسية بالتعاون مع قيادة التحالف الدولي وضمن خطط ميدانية تتبع معلومات استخبارية جيدة عن اماكن وتواجد قيادي تنظيم الدولة لاستهدافهم واغتيالهم في سورية والعراق .

ان احداث الثالث عشر من نوفمبر 2015 قد وضعت ظلالها ونتائجها على المجتمع الاوربي وافصحت عن حقيقة ونوايا وامكانيات يتمتع بها تنظيم الدولة الاسلامية في الوصول لغاياته واهدافه واستهداف الاماكن الرئيسية والمهمة داخل العمق الاوربي ، فهل سنرى في الايام القادمة خطوات جادة وعمليات خاصة واهداف منتخبة مرصودة يقوم بها التحالف الدولي وبمشاركة فعلية وجادة بالتعاون مع القوات الروسية بعد تدخلهم في الاراضي السورية لأيقاف زخم وتقدم مقاتلي الدولة الاسلامية والحد من انتشاره……؟؟؟؟؟

وحدة الدراسات الدولية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية