هل تتحول أبين إلى ساحة استنزاف لقوات المجلس الانتقالي

هل تتحول أبين إلى ساحة استنزاف لقوات المجلس الانتقالي

أبين (اليمن) – يواجه المجلس الانتقالي الجنوبي صعوبات في العملية العسكرية التي يخوضها ضد عناصر تنظيم القاعدة في أبين جنوب اليمن، وسط مخاوف من تحول المحافظة إلى ساحة استنزاف لقواته.

ودفع المجلس الانتقالي الشهر الماضي بتعزيزات عسكرية إضافية كبيرة إلى أبين، في إطار المرحلة الثانية من العملية العسكرية التي أطلقها بالمحافظة تحت عنوان “سهام الشرق” قبل خمسة أشهر لملاحقة عناصر القاعدة.

ويرى متابعون للشأن اليمني أن قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي تواجه مقاومة شرسة من التنظيم، وهذا أمر متوقع لاسيما وأن محافظة أبين تعد أحد أبرز معاقل التنظيم الجهادي، وسبق وأن أعلنها التنظيم إمارة إسلامية.

ويشير المتابعون إلى أن تنظيم القاعدة يمتلك في المحافظة حاضنة شعبية قوية، وهو على علاقة وثيقة بأوساطها القبلية، الأمر الذي يجعل من اجتثاث التنظيم أمرا صعبا.

ضابطان كبيران ينتميان إلى المجلس الانتقالي قتلا في هجوم جديد نفذه مسلحون من تنظيم القاعدة في شرق أبين

وقالت مصادر عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إن ضابطين كبيرين قتلا الثلاثاء في هجوم جديد نفذه على ما يعتقد مسلحون من تنظيم القاعدة في شرق أبين.

وذكرت المصادر أن الهجوم وقع في مديرية مودية في وادي عومران الذي تنشط به “العناصر الإرهابية” وجرى خلاله تفجير عبوات ناسفة في عربة عسكرية، مما أدى إلى مقتل قائد عمليات اللواء الخامس لقوات المجلس الانتقالي العقيد عبدالله بارجيلة وأركان العمليات المشتركة للقوات المقدم مشعل العلياني وإصابة خمسة جنود آخرين.

ونعت القوات الجنوبية في بيان استشهاد القائدين بارجيلة والعلياني.

وهذا أول هجوم على القوات الجنوبية في أبين خلال الشهر الجاري والخامس منذ بداية العام، ويأتي في أعقاب هجمات نفذها التنظيم خلال الأربعة أشهر الأخيرة من العام الماضي بالمحافظة نفسها وأودت بحياة العشرات من الجنود.

وكان قائد الكتيبة الثانية في اللواء الرابع مشاة التابع للمجلس الانتقالي، قتل في يناير مع عدد من مرافقيه، في انفجار عبوة ناسفة استهدفت مركبة عسكرية تابعة لهم في مديرية مودية، بالمحافظة ذاتها.

ويعتمد أفراد القاعدة أساسا على العبوات الناسفة، بهدف إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية في صفوف القوات الجنوبية.

ويرى نشطاء يمنيون أن التنظيم يسعى لإدخال القوات الجنوبية في معركة استنزاف طويلة، وليس من المستبعد أن يكون يلقى في ذلك دعما من قوى مناوئة للمجلس الانتقالي، كجماعة الإخوان التي تناصب الانتقالي العداء والتي تخشى من أن ينجح الأخير في حسم معركة أبين، لتتوجه أنظاره لاحقا إلى ودي وصحراء حضرموت.

ويشير النشطاء إلى أن في ضوء الوضع الميداني الراهن فإن المجلس الانتقالي سيجد نفسه مضطرا إلى مراجعة العملية العسكرية التي يخوضها.

ويلفت هؤلاء إلى أن من الإخلالات التي وقع فيها المجلس هو رهانه على قيادات عسكرية من محافظة الضالع، وليس من أبناء المحافظة، وهذا الأمر مثار حساسية كبيرة في المحافظة.

وكان جدّ توتر الشهر الماضي بين المقاومة الشعبية التي ينخرط فيها مسلحون قبليون من أبين، وقوات الحزام الأمني، انتهى بسيطرة عناصر المقاومة لساعات على معسكر للأخيرة في مديرية لودر، قبل أن تنسحب منه بعد تدخلات.

ووسع المجلس الانتقالي، المدعوم من الإمارات، في الأشهر الأربعة الأخيرة من العام الماضي وجوده في أنحاء أبين، وقبلها في شبوة، في خطوة قال إنها تهدف إلى محاربة “التنظيمات الإرهابية”.

وأعلن الانتقالي في سبتمبر الماضي سيطرة قواته بالكامل على معسكر “عومران” الإستراتيجي، أكبر معاقل تنظيم القاعدة في أبين.

ويرى مراقبون أن إصرار الانتقالي على بسط سيطرته على شبوة وأبين يندرج في سياق سعيه لرسم نفوذه من الساحل الممتد من حضرموت مرورا بشبوة وأبين حتى باب المندب.

ويشير المراقبون إلى أن حرص المجلس الجنوبي على دحر القاعدة يعود إلى خشيته من إمكانية توظيف التنظيم كورقة ضده.

ويلفت المراقبون إلى تحد آخر يواجه الانتقالي وهو التشكيلات العسكرية التي بدأت السعودية في إنشائها في مناطق نفوذه ومن بينها أبين، والتي قد تنهي طموحاته الانفصالية، وتدخل المنطقة في دوامة من العنف سيكون أبرز المستفيدين منها تنظيم القاعدة الذي لطالما تغذى على نزاعات الآخرين.

واستغل تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، ومقره اليمن، الصراع بين التحالف العربي الذي تقوده السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران منذ العام 2015 لتعزيز نفوذه.

العرب