العراق يزيل آخر عثرة أمام تفعيل صفقة ضخمة للطاقة مع توتال

العراق يزيل آخر عثرة أمام تفعيل صفقة ضخمة للطاقة مع توتال

بغداد – أزال العراق آخر عثرة أمام تفعيل صفقة ضخمة للطاقة مع شركة توتال إنيرجيز الفرنسية، والتي ظلت محل جدل طيلة أشهر بسبب توزيع الحصص المقررة في المشاريع المزمعة.

ووقع الطرفان اتفاقا مؤجلا منذ فترة طويلة بقيمة 27 مليار دولار، يهدف إلى زيادة إنتاج النفط وتعزيز قدرة البلاد على إنتاج الكهرباء من خلال تنفيذ أربعة مشاريع للنفط والغاز والطاقة المتجددة.

وقال وزير النفط العراقي حيان عبدالغني خلال الحفل “اليوم سنمضي مع شركة توتال وجميع الشركاء إلى التعاون الجادّ والمثمر من أجل المباشرة في تنفيذ هذه العقود على أرض الواقع”.

وأوضح باسم محمد خضير، وكيل شؤون الاستخراج في وزارة النفط العراقية، أنّ “الخطوات العملية على أرض الواقع تبدأ بعد شهر على إنشاء البنى التحتية، والدراسات الخاصة”، مضيفا أنّ “بعد ثلاث سنوات تبدأ المشاريع تعطي ثمارها”.

وكان الاتفاق قد جرى توقيعه في عام 2021، لكنه تأجل بشكل متكرر بسبب خلافات بين الساسة العراقيين بشأن الشروط.

وقبل أشهر خفف المسؤولون العراقيون من حدة شروطهم بشأن الصفقة الاستثمارية أملا في تحقيق طموحات بغداد نحو تنمية قطاع النفط والغاز بما يعزز إيراداتها في السنوات المقبلة.

وجرى استكمال الاتفاق في أبريل الماضي عندما وافق العراق على الحصول على حصة أصغر مما طلبه في البداية في المشروع، لتصبح 30 في المئة مع حصول توتال على حصة 45 في المئة وقطر للطاقة على 25 في المئة.

وبموجب الصفقة ستستثمر توتال الموجودة في العراق منذ العشرينات، مع شركائها، في مشاريع متعلقة بإنتاج الكهرباء والنفط.

ويهدف أحد المشاريع إلى تجميع الغاز المحترق من ثلاثة حقول نفطية في جنوب البلاد من أجل استغلاله في توليد الطاقة الكهربائية.

أما المشروع الآخر فهو مشروع يهدف إلى استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية بقدرة ألف ميغاواط لتغذية الشبكة الكهربائية في البصرة.

ويهدف أحد هذه المشاريع إلى تطوير حقل أرطاوي النفطي في جنوب البلاد، لإنتاج ما معدّله 210 آلاف براميل يوميا، أي ما يوازي 1.7 مليار برميل خلال 30 عاما.

أما المشروع الأخير، فيتعلق ببناء مصنع يهدف إلى معالجة مياه البحر لتوفيرها لحقول النفط وكذلك كمياه للشرب في مدينة البصرة في جنوب البلاد. ويتيح المشروع معالجة 5 ملايين برميل من المياه في اليوم، وفق أرقام جرى الكشف عنها الاثنين.

ووقع باتريك بويان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لتوتال، الاتفاق مع وزير النفط العراقي خلال حفل أقيم في بغداد، حيث أشاد بالاتفاق قائلا إنه “يوم تاريخي”.

وأكد أن العمل في المشروع سيبدأ في هذا الصيف، وسيجري استثمار عشرة مليارات دولار على مدى الأعوام الأربعة المقبلة. وقال “هذا هو يوم البداية، سننفذ المشروع في الأعوام الأربعة المقبلة لمصلحة الجميع في العراق”.

ويهدف مشروع تطوير ونمو الغاز المتكامل إلى تحسين إمدادات الكهرباء في البلاد، بما في ذلك عن طريق استغلال الغاز المصاحب في ثلاثة من حقول النفط في تشغيل محطات الكهرباء، مما يسهم في تقليل فاتورة الاستيراد.

توتال تضع برنامجا متكاملا من أجل تطوير محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة واحد غيغاوات لإمداد شبكة محافظة البصرة بالكهرباء

وستطور توتال أيضا محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة واحد غيغاوات لإمداد شبكة محافظة البصرة بالكهرباء، ودعت شركة أكوا باور السعودية إلى الانضمام إلى هذا المشروع.

وقال عبدالغني عن مشروع الطاقة الشمسية إنه “البداية الحقيقية للاستثمار في الطاقة المتجددة في العراق”.

كما يتضمن مشروع تطوير ونمو الغاز المتكامل إنشاء محطة معالجة ستمكِّن العراق المنكوب بالجفاف من استغلال مياه البحر في عملية إنتاج النفط كثيفة الاستخدام للمياه، بدلا من مياه الأنهار والأهوار العذبة.

ويأمل العراق في أن يجذب المشروع استثمارات أجنبية جديدة إلى قطاع الطاقة لم يشهدها منذ موجة الصفقات الغزيرة التي عقدها عقب انسحاب القوات الأميركية من العراق منذ أكثر من عقد.

وقال بويان “آمل أن تكون هذه إشارة قوية للمستثمرين الآخرين للقدوم إلى العراق”.

وقلصت كل من إكسون موبيل وشل وبي.بي عملياتها في العراق في السنوات الأخيرة، مما ساهم في جمود إنتاج النفط.

وظلت الطاقة الإنتاجية للنفط في العراق عند حوالي خمسة ملايين برميل يوميا في السنوات الأخيرة.

العرب