قاسم سليماني.. هل تهاوت الأسطورة؟

قاسم سليماني.. هل تهاوت الأسطورة؟

441

تزايدت الشكوك بشأن مصير الجنرال الإيراني الشهير قاسم سليماني بعدما ترددت أنباء عن تعيين بديل له يتولى الإشراف على القوات الإيرانية التي تقاتل في سوريا إلى جانب قوات نظام بشار الأسد.

وكان سليماني الذي يقود فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يتولى أيضا قيادة لواء الإمام الحسين الذي يقاتل في سوريا ويضم في صفوفه خليطا من المقاتلين الإيرانيين وكذلك الشيعة من جنسيات أخرى مثل أفغانستان وباكستان.

ونقلت وسائل إعلام عن وكالة “شبستان” الإيرانية تعيين غلام حسين غيب برور قائدا للواء الإمام الحسين، وهو ما يعزز أنباء تتناقلها وسائل الإعلام منذ الأيام الأخيرة من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن إصابة سليماني خلال اشتباكات وقعت في حلب.

إصابة طفيفة
وكان الحديث يدور في البداية عن إصابات طفيفة نتيجة هجوم مضاد شنته المعارضة السورية المسلحة جنوب غرب حلب وفقا لمصدر أمني ميداني في سوريا تحدث للجزيرة نت، ثم أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن الخبر لوكالة الصحافة الفرنسية.

وازداد الأمر تأكيدا عندما جاء على لسان صحفي مقرب من دوائر اتخاذ القرار وهو مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في طهران أمير موسوي، حيث كتب على صفحته بموقع التواصل فيسبوك أن سليماني “تعرض لإصابة في ساحات الوغى وهو الآن بخير ويتعافى باستمرار”.

ومع ذلك فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن المتحدث باسم قوات حرس الثورة الإسلامية العميد رمضان شرف نفيه “مزاعم روجت لها بعض وسائل الإعلام تقول إن قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني قد أصيب في سوريا”، واصفا إياها بأنها “أكاذيب”.


إصابة خطيرة

ومع توقف الظهور الميداني للجنرال الشهير تحدثت الأنباء لاحقا عن تعرضه لإصابة خطيرة وليس لجروح طفيفة، وهو ما أكدته المعارضة الإيرانية في المنفى.

ففي بيان وصلت الجزيرة نت نسخة منه نهاية الشهر الماضي، قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية -وهو ائتلاف لمجموعات إيرانية معارضة أبرزها منظمة مجاهدي خلق– إنه حصل على معلومات “من داخل الحرس الثوري” تفيد بأن سليماني “أصيب بجروح خطيرة في رأسه جراء شظايا قذيفة جنوب حلب”.

وأضاف البيان أن الجيش السوري الحر استهدف سيارة قاسم سليماني الذي كان في المكان للإشراف على عمليات الحرس الثوري والقوات شبه العسكرية الموضوعة في تصرفه، مما أسفر عن إصابته، حيث نقل على متن مروحية إلى دمشق ومنها إلى طهران حيث خضع لعمليتين جراحيتين على الأقل، لكن حالته لا تزال حرجة.

ولم تصدر عن طهران اليوم أي إفادات رسمية تؤكد أو تنفي خبر تعيين بديل لسليماني في قيادة قواتها بسوريا، لكن معلقين على مواقع التواصل تعاملوا مع الأمر على أنه مؤكد بل وبنى عليه بعضهم كالصحفي المصري جمال سلطان الذي قال إنه هذا يعني أن سليماني “قتل أو أصيب إصابة بالغة أنهت تاريخه العسكري”.

“سواء كان سليماني قد قتل أو أصيب أو اضطر للابتعاد عن ساحة القتال فإن ذلك يعني أن أسطورة حاول الإعلام الإيراني خلقها قد تهاوت، وهو ما يخلق بدوره ضغوطا جديدة تزيد صعوبة الموقف الإيراني في سوريا “

أما السياسي الكويتي والبرلماني السابق ناصر الدويلة فقد اتخذ منحى آخر حيث كتب على حسابه في تويتر “لا تهتموا كثيرا هل مات بشار أو أصيب قاسم سليماني، الانتصارات تحققها الشعوب التي تستمر في ثورتها حتى النصر المؤزر فلا تتوقف قبل النهاية المظفرة”.

ليس فقط
المثير أن الأمر قد ينطوي على ما هو أكثر من مقتل سليماني أو ابتعاده عن ساحة القتال، حيث كشفت شبكة بلومبيرغ الأميركية عما وصفته بتقارير استخباراتية دولية تفيد بأن إيران بدأت في سحب قوات الحرس الثوري من العملية العسكرية في سوريا، مرجعة ذلك إلى الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها هناك.

وقتل عشرات من العسكريين الإيرانيين في سوريا -بعضهم من القادة- وفق البيانات الرسمية الإيرانية منذ إعلان إيران زيادة أعداد مستشاريها العسكريين في سوريا تزامنا مع إعلان روسيا بدء تدخلها فيها نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.

وسواء كان سليماني قد قتل أو أصيب أو اضطر للابتعاد عن ساحة القتال فإن ذلك يعني أن أسطورة حاول الإعلام الإيراني خلقها قد تهاوت، وهو ما يخلق بدوره ضغوطا جديدة تزيد صعوبة الموقف الإيراني في سوريا.

أنس زكي

الجزيرة نت