واشنطن – تحتاج أوكرانيا إلى طائرات مقاتلة من طراز أف – 16 بشكل عاجل لمواجهة التفوق الجوي الروسي، لكن من غير المرجح حصول كييف على تلك المقاتلات حتى العام المقبل.
ويموت يوميا جنود أوكرانيون بسبب التفوق الجوي للقوات الروسية، ولذلك فإن أوكرانيا تحتاج إلى الطائرات المقاتلة في أسرع وقت، نظرا لتأثيرها المخيف على مسار الحرب.
وقال أحد أفراد مشاة البحرية الأوكرانية في الجبهة الجنوبية “إنني أفهم تماما ما هو الطيران بمعداته وقوته النارية، إنه أمر مخيف للغاية”.
وبعد الحصول على أف – 16 لن يكون الروس في مأمن بمواقعهم، لأن المقاتلات ستجعل الأمور أسهل بكثير بالنسبة لأوكرانيا.
وتطالب كييف بانتظام بالحصول على هذه المقاتلات لدعم هجومها المضاد الذي بدأته في يونيو، ولتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواتها الجوية التي تستخدم في الغالب مقاتلات روسية.
أيا كانت العقبات البيروقراطية، فمن الواضح أن الإرادة ليست موجودة حتى الآن بين دول الناتو لتسريع التسليم
وكثيرا ما طلبت أوكرانيا من حلفائها الغربيين إمدادها بمقاتلات أف – 16، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ذلك سيكون مؤشرا على أن الغزو الروسي سينتهي بالهزيمة.
وستمكن تلك الطائرات أوكرانيا من اعتراض بعض الطائرات الروسية التي تطلق صواريخ من مسافة بعيدة وتستهدف المدنيين والبنية التحية في المدن الأوكرانية.
وتريد أوكرانيا الطائرات الحربية المتطورة أميركية الصنع حتى تتمكن من مواجهة التفوق الجوي لروسيا، التي غزت قواتها البلاد في فبراير 2022.
والسبت، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن تدريب الأوكرانيين على تشغيل طائرات مقاتلة أميركية من طراز أف – 16 بدأ، لكن الأمر سيستغرق ستة أشهر على الأقل وربما فترة أطول.
وفي مقابلة تلفزيونية أكد وزير الدفاع الأوكراني أن ستة أشهر من التدريب تعتبر الحد الأدنى للطيارين، لكن لم يعرف بعد كم من الوقت سيستغرق تدريب المهندسين والفنيين.
ويأتي ذلك بعد يومين على إعلان مسؤول أميركي أن طائرات أف – 16 ستنقل إلى أوكرانيا بمجرد تدريب طياريها.
والخميس، قال مسؤول أميركي إن واشنطن وافقت على إرسال طائرات أف – 16 إلى أوكرانيا من الدنمارك وهولندا للدفاع ضد روسيا بمجرد اكتمال تدريب الطيارين.
ومن المتوقع أن يبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين في أغسطس الجاري، وأعرب مسؤولون عن أملهم بأن يصبحوا جاهزين بحلول بداية العام 2024.
ويجب تدريب الأوكرانيين على قيادة وصيانة الطائرات، لكن مخاوف حلف شمال الأطلسي “الناتو” بشأن استدعاء أفراده لملء الفجوات، أو المساعدة في إصلاح الطائرات، تسبب في “بطء وتيرة” تسليم أف – 16.
وسواء كان هناك عدد كاف من الأوكرانيين المناسبين للتدريب، أو أيا كانت العقبات البيروقراطية الأخرى، فمن الواضح أن الإرادة ليست موجودة حتى الآن بين دول الناتو لتسريع التسليم.
والمخاوف بشأن جر الناتو إلى الحرب تعطل التحرك بشكل أسرع لتسريع عملية تسلم أف – 16، ما يمثل مقامرة بشأن ما إذا كانت أوكرانيا ستنجح في هجومها المضاد، دون الدعم الجوي المناسب.
ويقول الغرب إنه يريد مساعدة أوكرانيا في هزيمة روسيا لكنه أكد مرارا عدم رغبته في إشعال فتيل مواجهة عسكرية مباشرة بين حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة وبين موسكو.
وفي يوليو، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو ستعتبر إرسال مقاتلات أف – 16 إلى أوكرانيا “تهديدا نوويا”.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكد أن موسكو ستعتبر إرسال مقاتلات أف – 16 إلى أوكرانيا “تهديدا نوويا”
وكشفت صحيفة فاينانشيال تايمز أن المسؤولين الأميركيين أصبحوا متشائمين بشأن إستراتيجية الهجوم الأوكراني المضاد، قبل أسابيع على طلب إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحصول على موافقة الكونغرس للمزيد من التمويل.
وحث وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبيا على التحلي بالصبر، مكررا الدعوة إلى المساعدة بالمزيد من الأسلحة من الحلفاء.
وأضاف الوزير “نجاحنا يكافئ المتفائلين ويدمر سمعة المشككين. ومع ذلك، فإن ما نحتاجه هو المزيد من القدرات طويلة المدى لتحقيق المزيد من النتائج قصيرة الأجل”.
وفي المقابل، أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، بأنه من المرجح للغاية أن قيادة القوات الجوية الروسية تواجه ضغوطا شديدة من أجل تحسين الدفاعات الجوية فوق غرب روسيا، مشيرا إلى أن نطاق التهديدات المخترقة داخل روسيا، زاد خلال الأشهر الأخيرة.
وأشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن الضربات العميقة داخل روسيا مهمة من الناحية الإستراتيجية، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزا أوكرانيا – بصورة شبه مؤكدة – على افتراض أن ذلك لن يكون له تأثير مباشر يذكر على الروس.
وأضاف التقييم أن الطائرات بدون طيار تضرب موسكو بانتظام. وبالإضافة إلى ذلك، هناك أيضا تقارير متزايدة بشأن تعرض روسيا لهجمات بصواريخ من طراز “أس.إي 5- جامون”.
وقد تم سحب هذا السلاح الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية، ويبلغ وزنه 7.5 أطنان وطوله 11 مترا، من دوره في الدفاع الجوي بمخزون أوكرانيا. ومع ذلك، يبدو أنه يستخدم الآن كصاروخ باليستي للهجمات الأرضية.
العرب