خاطفو الصيادين القطريين في العراق أكثر من 100 مسلح… ومؤشرات لمسؤولية الميليشيات

خاطفو الصيادين القطريين في العراق أكثر من 100 مسلح… ومؤشرات لمسؤولية الميليشيات

blog_556990c8508b4

تكشف المزيد من التفاصيل حول خطف الصيادين القطريين في العراق، مع وصول وفد قطري إلى بغداد، وسط مؤشرات أن يكون الخاطفون من الميليشيات التي تسيطر على مدن جنوب العراق.
وذكرت مصادر رسمية عراقية أن وفدا رسميا قطريا وصل إلى العاصمة العراقية، واجتمع فور وصوله بعدد من المسؤولين العراقيين بينهم مدير المخابرات العراقية.
كما اتصل وزير الخارجية القطري بوزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري للبحث في كيفية التوصل إلى الخاطفين وإطلاق سراح المخطوفين بأسرع وقت ممكن.
وذكر مصدر في وزارة الداخلية لـ«القدس العربي»، أن المعلومات المتوفرة عن عملية خطف الصيادين القطريين في صحراء السماوة جنوب العراق، تفيد أن قوة كبيرة من المسلحين يزيد عددهم عن 100 مسلح يستقلون 70 سيارة حديثة، قد فاجأوا المخيم الذي يقيم فيه الصيادون وحمايتهم في بادية السماوة في ساعات الفجر الأولى من الأربعاء الماضي. وأكد أن القوة الصغيرة المكلفة بحمايتهم لم تقم بمواجهة المختطفين المجهزين بأسلحة خفيفة ومتوسطة ولم تجرِ معركة بين الطرفين لأسباب غير معروفة حتى الآن، مشيرا إلى اعتقال بعض العسكريين العراقيين من قبل المسلحين ثم جرى إطلاق سراحهم لاحقا.
وذكر الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، ان وزارة الداخلية مهتمة بالموضوع وكلفت الأجهزة الأمنية في محافظة المثنى والوزارة لبذل الجهود من أجل التوصل إلى الخاطفين والسعي لإطلاق سراح الصيادين القطريين. وأكد ان المواطنين القطريين قد دخلوا الأراضي العراقية بتصريح رسمي من وزارة الداخلية العراقية وبالتنسيق مع السفارة العراقية في الدوحة.
ونفى المصدر قيام الخاطفين بإطلاق سراح أحد من القطريين المختطفين، موضحا ان الأشخاص التسعة الذين وصلوا إلى الحدود الكويتية لم يكونوا بين المختطفين، وأن قوة من الشرطة العراقية قامت بإيصالهم إلى النقطة الحدودية مع الكويت في العبدلي في طريق عودتهم إلى بلادهم.
وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن الجهة التي نفذت عملية الخطف تحمل مؤشرات الميليشيات التي تفرض سيطرتها الكاملة على الأوضاع الأمنية جنوب العراق، وذلك بالاستناد إلى العدد الكبير من الأشخاص والعجلات وأنواع الأسلحة المستخدمة في العملية، مما يدل على قدرة كبيرة وحرية في الحركة لا تتوفر لدى عصابات الجريمة المنظمة الصغيرة.
وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أكدت وقوع عملية الاختطاف للصيادين القطريين في صحراء السماوة، لكنها قالت ان الصيادين لم يتلزموا بتعليمات الوزارة في إجراءات الصيد والدخول للعراق، منوهة أن الهدف من العملية سياسي.
وكشف بيان وزارة الداخلية العراقية ان الصيادين القطريين الستة والعشرين المختطفين في صحراء محافظة المثنى (220 كم جنوب بغداد) لم يلتزموا بالتعليمات، وتحركوا في مناطق صحراوية شاسعة. واضافت ان أجهزتها وقيادة شرطة محافظة المثنى شرعت في عمليات بحث وتحرّ في المنطقة التي جرت فيها الحادثة، موضحة ان الصيادين كانوا يتحركون في مناطق صحراوية شاسعة، ولم يلتزموا بتعليماتها بعدم تجاوز المناطق المؤمنة، والحذر من الذهاب إلى مناطق غير مؤمنة».
واشارت الداخلية العراقية إلى ان حادثة خطف الصيادين القطريين وقعت في منطقة «ليا» التي تبعد نحو 30 كم جنوب شرق ناحية «بصية» في بادية محافظة المثنى.
واكدت ان «مثل هذه الأعمال تستهدف الإساءة إلى سمعة العراق والإيحاء بأن مناطق الجنوب العراقي غير آمنة، وهذا ما يخالف الحقيقة كما يعلم مواطنونا الكرام، مبينا ان «الهدف من هذه الحادثة هو تحقيق أهداف سياسية وإعلامية».
وكان محافظ المثنى فالح عبد الحسن الزيادي، كشف، الأربعاء، عن تفاصيل عملية اختطاف الصيادين القطريين في بادية السماوة جنوب العراق.
وقال في حديث لـوكالة السومرية نيوز، إن «قوة مسلحة كبيرة تستقل نحو 70 عجلة رباعية الدفع دخلت بعد منتصف ليلة الثلاثاء على الأربعاء، إلى بادية السماوة وبالتحديد في منطقة الحنية قرب ناحية بصية»، موضحاً أن «المسلحين نفذوا عملية إختطاف طالت 26 صيادا قطريا كانوا يخيمون في المنطقة المذكورة».
وأوضح الزيادي أن «القطريين حصلوا على موافقات دخولهم المحافظة من الجهات الرسمية المتمثلة بوزارة الداخلية»، لافتا إلى أن «حكومة المثنى المحلية سبق وابلغت وزارة الداخلية بعدم قدرتها على حماية الوفود الخليجية بسبب المساحة الشاسعة للصحراء في المحافظة «، مشيرا إلى أن «القوة الأمنية المكلفة بحماية الصيادين أقل بكثير من القوة التي اختطفتهم»، وأن أي اشتباك مسلح بين القوات الأمنية والخاطفين لم يقع».
وسربت وسائل إعلام ومواقع اتصال اجتماعي عراقية، أنباء عن مسؤولية ميليشيات عراقية عن عملية خطف الصيادين القطريين.
وتناقلت شبكة التواصل الاجتماعي بيانا نسبته إلى ميليشيا تطلق على نفسها «كتائب ثوار العشرين»، جاء فيه « أن اختطاف الصيادين القطريين في بادية النجف، سيسد العجز في موازنة العراق»، دون أن يعلن مسؤوليته المباشرة عن العملية. وقال المتحدث باسم الفصيل (ابو علي السماوي) في البيان، الأربعاء، إن «اختطاف القطريين يهدف إلى سد النقص في الموازنة، وزيادة مخصصات الحشد الشعبي»، مبينا أن «القطريين قادرون على سد العجز». وأضاف البيان الذي وزعه الفصيل المسلح، أن «العراق قاتل الإرهاب نيابة عن العالم، وحان الوقت على القطريين أن يدفعوا مثلما أخذوا من العراق». وتابع البيان «ليعلم الشعب كيف يتصرف القطريون، حيث أن العراقيين يقتلون بساحات المواجهة مع «داعش»، والقطريون يصيدون الطيور النادرة في صحارى جنوب العراق».

صحيفة القدس العربي