لم يُسمح إلا بدخول قدر ضئيل فقط من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر بينما تواصل القوات الإسرائيلية حملتها العسكرية في غزة.
وحذرت بعض منظمات الأمم المتحدة والصليب الأحمر من “كارثة إنسانية” في القطاع الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة ويتفاقم فيه نقص في الغذاء والوقود ومياه الشرب والأدوية.
ورفضت إسرائيل، التي تحاصر غزة فعليا، وقف إطلاق النار بحجة أن حماس ستستخدمه في إعادة تنظيم صفوفها، لكنها سمحت “بهدن” إنسانية قصيرة.
* نزوح
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن نحو 1.5 مليون شخص نزحوا داخل غزة، ويحتمي قرابة 800 ألف منهم في 154 مأوى على الأقل تابع للأمم المتحدة.
ودعت إسرائيل المدنيين في شمال القطاع، الذي تعتبره معقلا لحماس، إلى التحرك صوب الجنوب حفاظا على سلامتهم وتقول إنها ستعلق الأنشطة العسكرية خلال أوقات محددة للسماح بالمرور الآمن.
وأظهر رصد للأمم المتحدة أن ما يقدر بنحو 200 ألف انتقلوا للجنوب منذ الخامس من نوفمبر تشرين الثاني، مما أثار المخاوف من التكدس في الجنوب.
* المستشفيات
تحاصر دبابات إسرائيلية مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الذي كان داخل المستشفى أمس الاثنين إن 32 مريضا توفوا في الأيام الثلاثة الماضية، من بينهم ثلاثة أطفال حديثي الولادة. وقالت إسرائيل إنها تحاول تنسيق عمليات نقل حضانات أطفال إلى الموقع.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الثلاثاء إن من المعتقد أن حوالي 600 إلى 650 مريضا، و200 إلى 500 من العاملين، و1500 نازح ما زالوا في المستشفى.
وذكر المكتب أن “أنباء وردت” أمس الاثنين بأن كل المستشفيات في شمال غزة باستثناء مستشفى واحد خرجت من الخدمة بسبب نقص الكهرباء والقصف والقتال بالقرب منها.
وأضاف المكتب أن تقارير أفادت بأن المستشفى الأهلي في مدينة غزة هو المنشأة الطبية الوحيدة القادرة على استقبال المرضى.
* إيصال المساعدات
تُسلم المساعدات عبر معبر رفح مع مصر، وهو المعبر الحدودي الوحيد المفتوح، لكن لا يمر منه سوء جزء صغير من المساعدات التي كانت تسلم قبل الصراع. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه لم يدخل سوى ما يزيد قليلا عن ألف شاحنة منذ استئناف عمليات التسليم المحدودة في 21 أكتوبر تشرين الأول.
وقال مسؤول في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على وسائل التواصل الاجتماعي إن الوكالة لن تتمكن من استقبال المساعدات القادمة عبر معبر رفح اليوم الثلاثاء لأن الوقود نفد من شاحناتها.
* المياه والغذاء
يعاني السكان حتى في جنوب قطاع غزة، الذي كان لديه كميات أكبر من الإمدادات، من تفاقم نقص الماء والغذاء مع إعلان أصحاب المحلات أن أرفف متاجرهم أصبحت فارغة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن كل المخابز توقفت علن العمل منذ السابع من نوفمبر تشرين الثاني بسبب نقص الوقود والمياه ودقيق القمح والتلفيات. وقال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا إنه يتم تلبية حوالي 39 بالمئة فقط من الاحتياجات الغذائية.
وأفادت الأونروا بتوقف محطتين لتوزيع المياه في جنوب غزة عن العمل في 13 نوفمبر تشرين الثاني بسبب نقص الوقود، مما أدى إلى حرمان 200 ألف شخص من مياه الشرب.
* الوقود
قال المفوض العام للأونروا أمس الاثنين إن الوقود نفد من المستودع التابع للوكالة في غزة، وإن الوكالة لن تكون قادرة في غضون أيام قليلة على إعادة تزويد المستشفيات بالوقود ونزح مياه الصرف الصحي وتوفير مياه الشرب.
ولا تزال إسرائيل تحظر دخول الوقود قائلة إنه قد يقع في أيدي حماس لتستخدمه في أغراض عسكرية.
(رويترز)