القاهرة – أكد وزيرا خارجية الصين ومصر الأحد في القاهرة على أولوية تأمين سلامة وأمن الملاحة في البحر الأحمر، بعد الهجمات التي شنها الحوثيون على سفن تجارية عدة في الممر المائي الاستراتيجي، كما طالبا بوقف لإطلاق النار بعد 100 يوم من الحرب في غزة، وبإقامة دولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
وفي مؤتمر صحافي مشترك في بداية جولة أفريقية، أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره المصري سامح شكري عن “متابعتهما الحثيثة لتطورات الأوضاع في البحر الأحمر وأهمية قراءة تلك التطورات ارتباطا بالأوضاع في غزة، باعتبارها مسببا رئيسيا لها”، بحسب البيان المشترك.
كما أعربت مصر والصين “عن القلق إزاء اتساع رقعة الصراع بالمنطقة، مع التشديد على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل الوقف الفوري للاعتداءات على قطاع غزة، والعمل علي خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”. وكذلك، أكدتا على “أولوية تأمين سلامة وأمن الملاحة في البحر الأحمر”.
وأكد وزير خارجية الصين رفض استخدام القوة العسكرية ضد اليمن، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لم يفوض أي دولة لشنّ ضربات في اليمن.
ونقلت قناة “القاهرة” الإخبارية عن الوزير الصيني قوله، في المؤتمر الصحافي المشترك، إن بلاده تولي اهتمامًا لما يجري في البحر الأحمر، داعيًا لـ “وقف الاعتداء على السفن والتصعيد الذي يحدث في البحر الأحمر الذي يهدد النظام الدولي”.
وتتزايد المخاوف من اشتعال المنطقة بعد ضربات جديدة ضد المتمردين الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران الذين يضاعفون هجماتهم في البحر الأحمر ضد السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع الفلسطينيين.
واستهدفت ضربة جديدة بعد ظهر السبت موقعا عسكريا في الحديدة بغرب اليمن، كان قد أطلق منه الحوثيون صاروخا باتجاه البحر الأحمر، وفق ما أفاد مصدران في صفوف المتمردين والجيش الأميركي، وذلك بعد ساعات من ضربة أميركية على قاعدة في صنعاء.
وتأتي هذه الضربات السبت، غداة شنّ القوات الأميركية والبريطانية عشرات الغارات على مواقع عسكرية عديدة تابعة للحوثيين، ردا على هجماتهم على سفن في البحر الأحمر.
وتأتي الضربات لليوم الثاني على التوالي في أعقاب أسابيع استهدف خلالها الحوثيّون سفنا تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنا مع قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
ونشرت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا بوارج في البحر الأحمر وشكلت واشنطن تحالفا بحريا دوليا لحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي تمرّ عبرها 12 بالمئة من التجارة العالمية.
وارتفعت أسعار النفط الجمعة بنسبة 4 بالمئة على خلفية مخاوف من تصعيد قبل أن تتراجع.
وتعيق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر الذي تمرّ عبره 12 بالمئة من التجارة العالمية. وقد تسبّبت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تغيير شركات الشحن مسار سفنها حول جنوب أفريقيا.
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك طالب الوزيران المصري والصيني بإقامة “دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”. كما طالبا في بيان مشترك بـ”الوقف الفوري الكامل لإطلاق النار ووقف كافة أعمال العنف والقتل واستهداف المدنيين والمنشآت المدنية”.
وطالبت القاهرة وبكين في البيان بـ”خلق أُفق سياسي للسلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والتعايش بين الشعبين، وذلك من خلال البدء في تنفيذ رؤية حل الدولتين وفقاً لقرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام لإيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية من خلال إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة والمتواصلة الأراضي”.
وتقيم الصين علاقات جيدة مع اسرائيل لكنها تؤيد منذ عقود القضية الفلسطينية وتدعو إلى تسوية النزاع على أساس حل الدولتين.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 23968 قتيلا منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس قبل 100 يوم.
واندلعت الحرب بين إسرائيل والحركة إثر هجوم شنته حماس داخل إسرائيل وخلف نحو 1140 قتيلا معظمهم مدنيون حسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى تقارير إسرائيلية.
ورغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار على قطاع غزة إلا أن إسرائيل تتجاهل تلك الدعوات، حيث قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحافي في تل أبيب “لن يوقفنا أحد، لا لاهاي ولا ‘محور الشر’ ولا أي شخص آخر”، في إشارة خصوصا إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة.
وتواصل إسرائيل الأحد قصفها لغزة حيث تؤدي الحرب ضد حركة حماس التي دخلت يومها المئة، إلى إغراق سكان القطاع في أزمة إنسانية كبيرة وتثير مخاوف من اندلاع حريق إقليمي.
وتواجه إسرائيل كذلك تصاعدا للتوتر على حدودها الشمالية حيث تتبادل القصف يوميا مع حزب الله اللبناني.
العرب