اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حملة غاضبة داعية إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الإيرانية بعد القصف الذي استهدف أربيل وتسبب في مقتل مدنيين، بينما ركز ناشطون على تشجيع الإنتاج المحلي الذي تضرر نتيجة إغراق السوق المحلية بالمواد الإيرانية.
بغداد – أطلق ناشطون عراقيون حملة لمقاطعة المنتجات الإيرانية واستبدالها بالسلع الوطنية العراقية أو منتج عربي، تعبيرا عن غضبهم وإدانتهم للقصف الإيراني الذي استهدف أربيل عاصمة إقليم كردستان وراح ضحيته مدنيون من بينهم أطفال.
وتفاعل رواد مواقع التواصل العراقيون، ومن بينهم مدونون وصحافيون ومؤثرون في الرأي العام، مع هذه الحملة عبر هاشتاغ #خلوها_تخيس (دعوها تفسد)، بهدف تشجيع المواطنين وزيادة الضغط لمقاطعة المنتجات الإيرانية التي تنتشر بكثرة في العراق، لاسيما منتجات الألبان.
وعلى حساباتهم في موقع إكس نشر نشطاء صورا للبضائع الإيرانية، وصورا دعائية مصممة بهدف زيادة التفاعل مع الحملة، وتحقيق استجابة متقدمة نحوها، ما يمكن أن يشكل ضغطا اقتصاديا على إيران، التي تتخذ من الساحة العراقية سوقا استهلاكية كبيرة لبضائعها فضلا عن وجود عدد من المعامل الخاصة بالمواد الغذائية، وكتب ناشط:
ويعد إقليم كردستان، وخاصة أربيل، سوقا مهمة للمنتجات الإيرانية، واحتجت غرفة تجارة وصناعة أربيل على الهجمات الصاروخية التي نفذتها قوات الحرس الثوري الإيراني على هذه المدينة، ودعت إلى مقاطعة المنتجات الإيرانية، مطالبة جميع التجار وسكان الإقليم بالتوقف عن استيراد واستهلاك المنتجات الإيرانية، وقطع كافة العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إيران.
وقال كيلان حاجي سعيد، رئيس الغرفة التجارية، في تصريحات محلية إن هذه المنطقة تستورد العديد من البضائع من إيران، بما في ذلك المواد الصناعية والمنتجات الصحية والطبية، لكن الآن هناك خيارات أخرى.
وتوجد عدة معابر حدودية بين إقليم كردستان وإيران، وقد زعم الحرس الثوري الإيراني، في هجومه على أربيل مساء الإثنين الماضي، أنه استهدف “مركز تجسس” مرتبطا بإسرائيل. وأثار هذا الهجوم، الذي أدى إلى مقتل عدة أشخاص من بينهم رضيعة تبلغ من العمر أحد عشر شهرا، ردود فعل واسعة.
وقال رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني إن إيران استهدفت المدنيين الأبرياء في هجمات الحرس الثوري. وأضاف على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا “من المدهش أننا لسنا جزءا من الصراع ولا نعرف لماذا تنتقم إيران من المدنيين في أربيل؟”. كما خرجت احتجاجات في أربيل وصوران ودهوك.
ووصف بارزاني ادعاء السلطات الإيرانية وجود مركز تجسس إسرائيلي في أراضي كردستان العراق بأنه “لا أساس له من الصحة”. كما أدان رئيس وزراء العراق محمد الشياع السوداني الهجوم، واستدعت الحكومة الهولندية السفير الإيراني في أمستردام بسبب مقتل طفل هولندي في هذا الهجوم.
ولم تقتصر دعوات الناشطين على مقاطعة البضائع الإيرانية بل اتسعت لتشمل وسائل الإعلام والقنوات الفضائية الموالية والتي تجهد للترويج لإيران، وتستضيف هذه القنوات جمهرة من المحللين والسياسيين المجندين للدفاع عن المصالح الإيرانية وسياساتها ضد المنطقة والمهللين لممارساتها بزعم المقاومة حتى لو كانت هذه الممارسات ضد العراق، وجاء في تعليق
وفي إطار الحملة قررت وزارة الزراعة والموارد المائية في كردستان الاثنين حظر استيراد الطماطم حتى إشعار آخر، استنادا إلى طلب قدم لها من مزارعي وسط العراق وجنوبه. وقالت الوزارة في بيان إنه “تقرر حظر استيراد منتوج الطماطم من خارج البلاد اعتبارا من 21 يناير الجاري، ولوقت غير معلوم”.
وأضافت الوزارة أن هذا القرار يأتي للمصلحة العامة وللمزارعين ولتسويق منتوج الطماطم المحلي من محافظات وسط العراق وجنوبه.
وذكرت مصادر أن الكثير من مزارعي الوسط والجنوب عقدوا اجتماعًا مع بيكرد طالباني وزيرة الزراعة والموارد المائية في إقليم كردستان، طلبوا خلاله إيقاف استيراد الطماطم لوفرتها في المحافظات الوسطى والجنوبية وخصوصا البصرة. ولفتت إلى أن الوزيرة وافقت على طلب المزارعين عدم استيراد الطماطم من منافذ الإقليم.
من جانبها قالت سوزان كوجز، نائبة رئيس لجنة الزراعة في البرلمان العراقي، إن “منطقة الزبير في البصرة تنتج أكثر من 4 آلاف طن من محصول الطماطم والعراق قادر على تصدير المحصول وليس فقط تغطية الطلب المحلي”.
وسبق أن شهد منفذ بنجوين الحدودي بين كردستان وإيران تظاهرة نظمها العشرات من المزارعين، احتجاجا على إدخال الطماطم المستوردة من دول الجوار.
العرب