اللبنانيون يخسرون خزان وقود ضخما في كارثة حريق جديدة

اللبنانيون يخسرون خزان وقود ضخما في كارثة حريق جديدة

دير الزهراني (لبنان) – نجحت فرق الإطفاء في إخماد حريق ضخم اندلع صباح الاثنين في خزان وقود في جنوب لبنان، داخل إحدى المنشآت الرئيسية لتفريغ الوقود وتخزينها، في وقت تشهد البلاد منذ أشهر أزمة محروقات حادة.

واندلعت النيران قرابة الساعة الثامنة صباحا في خزان بنزين داخل المنشآت، يعود مخزونه لصالح الجيش اللبناني، بحسب عدد من المسؤولين، ما تسبّب في احتراق قرابة 250 ألف لتر، وفق ما ذكر وزير الطاقة وليد فياض خلال تفقده موقع الحريق.

ونجحت فرق الإطفاء في إخماد النيران في وقت أكد المدير العام للدفاع المدني ريمون خطار للصحافيين أنّه “تمت السيطرة على النيران”.

وأوضح مدير منشآت الزهراني زياد الزين للصحافيين “لاحظنا أمس (الأحد) أن ثمّة التواء في سقف الخزان (…) واتخذنا منذ السادسة صباحا تدبيرا فوريا بنقل هذه الكميات”.

ورجّح أن يكون الحريق نتج عن “شرارة أو احتكاك ما” خلال نقل البنزين، لافتا إلى أن “كارثة كانت لتقع لو انتقل إلى الخزان المجاور”.

ودعا وزير الطاقة إلى “انتظار نتائج التحقيق والتدقيق لمعرفة ما إذا كان ثمة مسؤول أو مسبب طبيعي، لئلا نستبق الأمور”.

وقال مصدر قضائي إنه جرى تكليف خبير حرائق للكشف عن أسباب اندلاع النيران، في وقت لم يسجل سقوط أي ضحايا.

وبذلت فرق الإطفاء جهودا لمحاصرة النيران وعزل البقعة حيث الخزان، لضمان عدم امتدادها إلى الخزانات المجاورة خشية وقوع كارثة.

وعملت عناصر من الجيش على قطع الطرق المؤدية إلى المكان ومنع السكان من الاقتراب. كما قُطعت الطريق الدولية المجاورة التي تربط بيروت بعمق الجنوب بالاتجاهين.

وتقع منشآت الزهراني بجوار معمل الزهراني لإنتاج الكهرباء، على بعد خمسين كيلومترا من بيروت. وتوزّع المشتقات النفطية التي تخزن فيها في السوق المحلية من خلال شركات توزيع، وتؤمن نحو 15 في المئة من حاجة السوق إلى مادة المازوت.

ويشهد لبنان واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم منذ خمسينات القرن التاسع عشر، ويواجه منذ أشهر صعوبات في توفير الكميات اللازمة من الوقود لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء. كما ينتظر السكان في طوابير لساعات من أجل تزويد سياراتهم بالبنزين، جراء صعوبات في استيراد الوقود نتيجة انهيار غير مسبوق في سعر صرف الليرة مقابل الدولار، ونضوب احتياطي العملة الصعبة لدى المصرف المركزي.

وفي مطلع الأسبوع أدى نقص الوقود إلى إغلاق أكبر محطتين للكهرباء في لبنان، تلك التي في الزهراني والأخرى في دير عمار بالشمال.

وتوقف معملان رئيسيان لإنتاج الكهرباء، أحدهما معمل الزهراني، عن الإنتاج بشكل كامل السبت جراء نفاد مادة الفيول أويل، قبل أن يعاودا العمل جزئيا الأحد، بعد توفير الجيش إمدادات وقود من مخزونه لصالح المعملين، علما أن هذا التشغيل الجزئي يؤمن ساعات محدودة جدا من التيار (ساعتين فقط في بعض المناطق) في اليوم.

العرب