العراق وسوريا يوقعان اتفاقا أمنيا لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات

العراق وسوريا يوقعان اتفاقا أمنيا لمكافحة المخدرات وتبادل المعلومات

بغداد – أعلن وزير الداخلية العراقي عبدالأمير الشمري، اليوم الأحد، توقيع مذكرة للتعاون الأمني المشترك مع الجانب السوري تتركز حول مكافحة المخدرات، وتبادل المعلومات والمطلوبين.

وقال الشمري، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره وزير الداخلية السوري محمد خالد الرحمون أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع) “اجتمعنا مع وزير الداخلية السوري، وناقشنا جميع المواد الموجودة في جدول الأعمال، حيث تم توقيع مذكرة للتعاون الأمني المشترك بين البلدين”.

وأوضح الشمري أن “الاتفاقية تضمنت عددا من المواد الخاصة بالتعاون في مكافحة المخدرات وضبط الحدود الدولية وتسليم المطلوبين ومكافحة الجريمة المنظمة وغسيل الأموال”، مؤكدا أن “جميع هذه القضايا ستدخل حيز التنفيذ”.

وأضاف الشمري أن “لدى الوزير السوري برنامجا حافلا في زيارة كل المرافق التدريبية الموجودة بالوزارة للاطلاع عليها، حيث تم توجيه دعوة للطلاب في سوريا للمشاركة في دورات تدريبية في وزارة الداخلية”.

وأشار إلى أن “هناك تعاونا استخباريا جيدا بين العراق وسوريا، ولدينا عمل مشترك في تبادل المعلومات”، مبينا أن “العمل الاستخباري والأمني مع الأجهزة الأمنية السورية متاح بشكل كبير”.

وسوريا أكبر منتج ومصدر للكبتاغون في العقد الماضي حتى أشارت بعض التقارير إلى أنها أضحت بمثابة “دولة المخدرات” في الشرق الأوسط. وتشير بيانات الحكومة البريطانية إلى أن سوريا تنتج قرابة 80 بالمئة من الإنتاج العالمي من الكبتاغون.

ورغم ذلك، تنفي الحكومة السورية انخراطها في أي عمل منظم لتحقيق أرباح من وراء تجارة وصناعة مخدر الكبتاغون. بيد أنه في المقابل، قالت تقارير إن الكبتاغون أصبح شريان الحياة الاقتصادية للحكومة السورية في ظل العقوبات الدولية الصارمة منذ عام 2011.

ومن جانبه، قال وزير الداخلية السوري إنه “تم بحث التعاون في كافة المجالات وخاصة الأمني، حيث عانينا من الإرهاب في بلدينا، وهناك ظاهرة إجرامية تتولاها عصابات الاتجار بالمخدرات والأشخاص، لذلك وقعنا مذكرة تعاون أمني مشترك”.

وأكد أن “التعاون الأمني مع العراق سابقا في مجال مكافحة المخدرات أثمر عن تفكيك بعض الشبكات وضبط كميات من المواد المخدرة”، مشيرا إلى أنه “سيتم عقد اجتماع بتاريخ 22 يوليو المقبل في العاصمة بغداد لتعاون إقليمي أوسع”.

ولفت إلى أن “العراق حقق إنجازات كبيرة في القضاء على عصابات داعش الإجرامية”، مبينا “مازالت هناك بؤر لداعش في سوريا تنفذ هجمات بين فترة وأخرى”، لافتا الى “أننا مصممون على القضاء على الإرهاب بشكل كامل”.

ويقوم رحمون بزيارة عدد من المؤسسات التدريبية العراقية لأجهزة الشرطة لتبادل المعلومات، في حين وجه وزير الداخلية العراقي الدعوة لاستضافة عدد من طلاب الكليات والمراكز الشرطية في سوريا لزيارة كلية الشرطة والمعهد العالي للتطوير الأمني والإداري لتبادل الخبرات بين الجانبين.

وكان وفد أمني عراقي قد زار دمشق في 17 أبريل الماضي لبحث التعاون الأمني بين الجانبين في مكافحة المخدرات.

وقال القائم بأعمال السفارة العراقية في دمشق ياسين شريف الحجيمي وقتها إن وفداً أمنيا عراقيا برئاسة اللواء أحمد الزركاني مدير عام مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية، أجرى في دمشق مداولات مع إدارة مكافحة المخدرات في سورية “لوضع الخطط والدراسات لتعميق التعاون بين البلدين للقضاء على ظاهرة تهريب المخدرات والقبض على المجرمين، والتعاون الأمني عالي المستوى لتحقيق التعاون الأمثل”.

كما أجرى الجانبان في يوليو العام الماضي مباحثات مماثلة على مستوى وزيري خارجية البلدين.

وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين حينها، إنه ناقش في بغداد مع نظيره السوري فيصل المقداد “سبل القضاء على تهريب المخدرات عبر الحدود المشتركة بين البلدين”.

ولفت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المقداد إلى أن العراق كان مجرد ممر لهذه التجارة، “لكن مع الأسف بدأ استهلاك المخدرات في المجتمع العراقي في التزايد”.

وسبق زيارة الرحمون إلى بغداد كشف وسائل إعلام مقربة من الحكومة السورية عن تأجيل اجتماعات لجنة الاتصال العربية، التي كان مقرراً عقدها في العاصمة العراقية بغداد الشهر الجاري، إلى موعد آخر غير محدد.

وذكرت صحيفة “الوطن” الثلاثاء الماضي أن “الجهود الدبلوماسية المكثفة التي جرت مؤخرا، بهدف عقد اجتماعات لجنة الاتصال العربية لم تتمكن من تحديد موعد لانعقادها”، مضيفة أنه “على الرغم من توجيه الدعوة للأطراف المشاركة باللجنة، ومنها جامعة الدول العربية، فإن انعقاد الاجتماع تأجل بناء على طلب أحد أطراف اللجنة”.

ولم تذكر الصحيفة الطرف الذي طلب تأجيل اجتماع اللجنة، لكنها نقلت عن مصادر وصفتها بـ”المتابعة”، أن هذا الطرف “علل التأجيل بأن الموضوع يحتاج إلى مزيد من التشاور”.

ونقلت الصحيفة عن القائم بأعمال السفارة العراقية في سوريا، ياسين شريف الحجيمي، قوله إن التأجيل سببه انشغال الدول الأعضاء في اللجنة بالتحضير للقمة العربية التي ستعقد الخميس المقبل في العاصمة البحرينية المنامة.

وأشار الحجيمي إن “لجنة الاتصال العربية الوزارية ستناقش بإسهاب الخطوات المتخذة فيما يخص مبادرة الخطوة بخطوة، والتي تهدف للتوصل لحل شامل للأزمة السورية، والنتائج التي أفرزتها الاتصالات والزيارات التي جرت مؤخراً ضمن هذا السياق”.

وتضم لجنة الاتصال العربية المنبثقة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في مايو العام الماضي، كلا من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر وسوريا والأمين العام لجامعة الدول العربية، ومهمتها متابعة تنفيذ بيان عمان الصادر عن ذلك الاجتماع، بشأن مواصلة الحوار المباشر مع النظام السوري للتوصل لحل سياسي شامل في البلاد.

العرب