محمد السادس، ملك لمغرب متطور وحديث

محمد السادس، ملك لمغرب متطور وحديث

كانت مبادرات الملك محمد السادس وقيادته أساسية في تطوير مملكة مغربية أكثر ازدهارا وحداثة.

وحققت رؤيته العالمية لقيادة الإصلاحات التي يحتاجها البلد لمعالجة مشاكله الاقتصادية والاجتماعية والهيكلية والإقليمية نتائج مبهرة في جميع قطاعات المجتمع المغربي. كما أرست أسس مواجهة حاضر معقد بسبب الأزمة الدولية التي تؤثر على العالم ككل، ونشرت الأمل في مستقبل تتوفر فيه ضمانات التقدم والاستقرار.

ويلقى التطور الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الداخلي إعجاب كل من يستطيع التفرقة بين الواقع المغربي قبل اعتلاء الملك محمد السادس العرش وبعده. كما تلعب المملكة دوليا دورا مهما، وتحظى بتقدير كبير في أفريقيا، وبدعم دولي من الدول الكبرى، لحل نزاع الصحراء من خلال اقتراحها لسيناريو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وهذا ما يعني أيضا إقامتها علاقات ممتازة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتنفيذها مشاريع مهمة مع الصين وروسيا وقوى أخرى.

ويجسد الاحتفال بمرور 25 عاما على اعتلاء الملك محمد السادس عرش المغرب تغييرا عميقا، وتحولا في التنمية والتحديث في المجتمع المغربي.

المغرب يتمتع بقيادة سياسية واقتصادية وتجارية في أفريقيا تسمح له الآن بإطلاق مبادرة أساسية للسلام والاستقرار في شمال القارة

بإمكان كل من عرف المغرب سنة 1999 وزار البلاد بعد ذلك أن يرى واقعا جديدا مع البنى التحتية الجديدة، وتطوير الاقتصاد بتقنيات جديدة ورقمنة تشمل قطاع الأغذية الزراعية والمنسوجات والمياه والصحة والتعليم والسياحة والطاقات المتجددة.

لقد واجهت البلاد العديد من المشاكل بالطبع. لكن القرارات المتخذة خلال هذه السنوات بشأن التصنيع المحلي والانفتاح على الاستثمار الأجنبي تمثل ضمانا لزيادة النشاط الاقتصادي وخلق فرص عمل مستقرة وجيدة.

وقد صُمّم نموذج الإنتاج الجديد لمكافحة عدم المساواة عبر تعزيز التعليم والتدريب على جميع المستويات من خلال إصلاح ميثاق الاستثمار الذي يسهل وصول الاستثمار الأجنبي ويوفر العديد من الفرص للأعمال التجارية المفيدة في جميع القطاعات.

كما يشكل إصلاح قانون الأسرة خطوة هامة أخرى نحو تعزيز دور المرأة في إطار اجتماعي جديد، والحد من انتهاكات حقوق الإنسان مع ما يترتب عن ذلك من تعويض، وإرادة مواصلة التقدم نحو بلوغ درجة من التحول تحقق العدالة الاجتماعية وتضمن التعايش في سلام وحرية.

وخصص العاهل المغربي الملك محمد السادس جزءا كبيرا من الموارد لتنمية المناطق الأقل حظا التي حققت نجاحا استثنائيا في الشمال، في منطقة طنجة تطوان الحسيمة، إضافة إلى مصنع رينو وميناء طنجة المتوسط اللذين يشكلان علامة بارزة لمغرب منتج وقادر على تشغيل وتوسيع شبكة القطارات فائقة السرعة مع احترام كافة التقاليد الدينية والاجتماعية والثقافية.

وقد سمح له نهجه الدبلوماسي على الساحة الدولية بالاعتماد على دعم العديد من البلدان ذات الثقل السياسي والاقتصادي العالمي الكبير لدعم اقتراح حكم ذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية.

ويشق هذا الواقع طريقه يوما بعد يوم في الأقاليم الجنوبية نحو إجماع السكان الصحراويين على قبوله لأنه يفتح لهم آفاقا واعدة ويطالبون بلم شملهم مع أقاربهم الموجودين في مخيمات تندوف.

ويضمن المغرب من جهته الأمن ومكافحة الإرهاب. وتجلى كل هذا في باريس خلال الاحتفال بالألعاب الأولمبية، حيث اعترفت السلطات الفرنسية بأن أمن هذا الحدث العالمي الكبير يعتمد على تعاون المغرب.

يجب أن تكون الذكرى الخامسة والعشرون للتربع على العرش نقطة توعية لإسبانيا بجهود الملك محمد السادس وحاشيته لضمان مصلحة المغرب والاستقرار في المنطقة

ويتمتع المغرب بقيادة سياسية واقتصادية وتجارية في أفريقيا تسمح له الآن بإطلاق مبادرة أساسية للسلام والاستقرار في شمال القارة، مثل تعزيز التعاون مع دول الساحل حتى تتمكن من اعتماد موانئ المغرب الأطلسية لتسويق منتجاتها.

ويعدّ هذا الإجراء (بدعم من الولايات المتحدة ودول أوروبية مثل إسبانيا) ضروريا لمنع الجماعات الإرهابية والمرتزقة الروس والإيرانيين من السيطرة على المنطقة. ويبقى ضمان الاستقرار والأمن في شمال أفريقيا عنصرا أساسيا لاستقرار وأمن أوروبا والعالم.

ويجب، في هذا السياق، أن تلقى يد محمد السادس الممدودة لشعب الجزائر وسلطاتها ردا إيجابيا من القادة السياسيين والعسكريين الذين يتمسكون بمواجهة سخيفة مع المغرب بينما لا يخفى أن انتعاش العلاقات بين البلدين المغاربيين الكبيرين سيخلّف نتائج إيجابية للمواطنين الذين يعيشون على طرفي حدود مغلقة.

ويجب أن تمكّن أي علاقة جديدة من الجلوس إلى طاولة مفاوضات الأمم المتحدة لإنهاء الصراع في الصحراء والاعتراف بحقيقة إرادة جل الصحراويين في العيش عبر أقاليم المغرب الجنوبية مع تمتعهم بحكم ذاتي يشمل أفضل الظروف المعيشية للأسر التي تتوق إلى لم شملها مع أولئك الذين يعيشون في مخيمات في تندوف.

ويجب أن تكون الذكرى الخامسة والعشرون للتربع على العرش نقطة توعية لإسبانيا بجهود الملك محمد السادس وحاشيته لضمان مصلحة المغرب والاستقرار في المنطقة.

وبعيدا عن الكليشيهات التي تخدم مصالحها الذاتية أو الجهل السخيف، تجمع المغرب وإسبانيا مصالح جيوستراتيجية مشتركة، وروابط تاريخية وثقافية متينة. ويجب أن يعملا على توطيد علاقة تسمح لهما أيضا بمواجهة المشاكل بسلاسة.

العرب