البصرة مدينة تنام باكراً خشية من سطوة المليشيات

البصرة مدينة تنام باكراً خشية من سطوة المليشيات

ممم

لا تكاد شمس البصرة جنوب العراق تغيب حتى يسارع أحمد هلال إلى إغلاق مكتبه، فالليل هنا مخيف في ظل سيطرة عصابات ومليشيات حزبية، في حين أنه صباحاً لا يكاد يأمن على أبنائه الصغار، فيضطر إلى أخذهم إلى المدرسة، رغم أنها لا تبعد سوى 5 دقائق عن بيته.

هذه الصورة لمدينة البصرة رسمها تقرير لوكالة “أسيوشيتد برس”، أكد أن “المدينة الجنوبية التي تسيطر عليها المليشيات باتت مسرحاً لعمليات قتل وخطف، ناهيك عن النزاعات العشائرية الدامية، فالمدينة تتحول إلى ساحة صراعات وعمليات خطف تنفذها مليشيات شيعية، تستقل سيارات مظللة النوافذ وبدون لوحات”.

أحمد هلال، وفقاً للوكالة هو “موظف في أحد المدارس، البالغ من العمر 40 عاماً، هو أحد سكان البصرة، يتحدث عن مخاوفه من سطوة المليشيات الشيعية حيث يقول: أخشى كثيراً عندما يقرع أحدهم الباب، وأدعو الله أن لا يحدث شيء سيىء، أي صوت إطلاق نار وحتى لو كان بعيداً يخيفنا”.

وتضيف الأسيوشيتد برس أنه “على الرغم من أن تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي سيطر على أجزاء واسعة من غرب وشمال العراق، لم يصل بتأثيره إلى البصرة، إلا أن انشغال القوات الحكومية بمقارعة التنظيم، وسحب قوات من البصرة لقتاله فسح المجال أمام المليشيات والعصابات لتسد الفراغ الذي خلفته القوات الحكومية”.

مسؤولون يقولون إن عدم وجود قوات شرطة كافية بالمدينة سهل عمليات السرقة والسطو المسلح والخطف والمنازعات القبلية، وزيادة تهريب المخدرات، بالإضافة إلى التنافس على المناصب الحكومية، وتنامي دور المليشيات التي أسهمت في تفاقم الوضع بالمدينة.

“يقول مسؤول أمني في البصرة إنه تم إعادة توزيع فرقة عسكرية من 8 آلاف جندي، وسحبها من المدينة في أواخر عام 2014؛ للانضمام لقتال تنظيم “الدولة”، بالإضافة إلى كتيبة شرطة مؤلفة من 500 جندي، والإبقاء على تسع كتائب شرطة غير مكتملة وكتيبة عسكرية في محافظة يبلغ تعدادها قرابة 3 ملايين نسمة” بحسب التقرير.

ويضيف المسؤول الأمني، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أنه بسبب هذا الغياب الكبير للقوات الحكومية، فإن هناك ارتفاعاً كبيراً في عمليات السطو المسلح، التي تستهدف المنازل والسيارات ومحلات المجوهرات ومحال الصرافة وبيع العملات، بالإضافة إلى تجدد الاشتباكات بين القبائل المنتشرة في المدينة، وزيادة عمليات تهريب المخدرات من إيران إلى دول الخليج العربية.

ويؤكد التقرير أن “مسؤولين في المدينة يرفضون إعطاء أي أرقام تتعلق بعمليات العنف في المدينة، ولكن صحيفة محلية نقلت عن أحمد عبد الحسين، عضو مجلس المحافظة، قوله إن الشرطة سجلت 1200 جريمة خلال الأشهر الأربعة الماضية، شملت عمليات قتل وخطف وسطو ونزاعات قبلية”.

منال حميد

موقع خليج أونلاين