أعلن العراق عن هجرة نحو 200 ألف أسرة عراقية خلال عام 2015 إلى الدول الأوروبية، مع تصاعد العمليات العسكرية والإرهابية، وجرائم التطهير العرقي.
وقال وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد في حديث لوسائل إعلام محلية عراقية، اليوم الأحد، إن “الوزارة استطاعت إرجاع العشرات من الأسر العراقية بشكل طوعي، كانت قد غادرت إلى أوروبا خلال عام 2015، مبيناً أن مجموع الأسر المهاجرة بلغ نحو 200 ألف أسرة”.
وأوضح الوزير أن “إعادة تلك الأسر المهاجرة تمت عن طريق الأراضي التركية، فيما ما زالت هناك عائلات راغبة بالعودة، ونعمل بالتنسيق مع وزارة الخارجية العراقية على إعادتها”.
وتصاعدت وتيرة الهجرة بشكل ملحوظ خلال النصف الأخير من عام 2015 مع اشتداد المعارك في الأنبار وأطراف الموصل وصلاح الدين، وأعمال العنف التي تضرب ديالى وعددا من مناطق حزام بغداد.
وذكرت وزارة الهجرة في تقارير سابقة أن قرابة 500 ألف عراقي غادروا البلاد متوجهين إلى دول أوروبا طلباً للجوء الإنساني، ويشكل الشباب نسبة 70 في المائة منهم.
يأتي هذا الإعلان بعد تقارير لناشطين كشفت معاناة العديد من المهاجرين من عدم توفر البيئة اللازمة للجوء وتعرضهم لعمليات نصب واحتيال من قبل المهربين. مع العلم أن هجرة الشباب كانت مستمرة بشكل متقطع منذ عامي 2006 -2007، إثر تصاعد العنف في عموم البلاد، إن بدوافع إرهابية أو طائفية تنفذها مليشيات مختلفة.
واعتبر سياسيون عراقيون أن هجرة الشباب تهدد المجتمع العراقي ومستقبل البلاد، في ظل غياب خطط حكومية ناجعة لمعالجة البطالة والفقر وتردي الأمن في عموم المحافظات العراقية.
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية عباس البياتي في تصريح سابق إن “هجرة الشباب للعراق أمر مؤسف، وهي ظاهرة يصعب إيقافها كونها باتت ظاهرة عالمية، تتصدرها البلدان غير المستقرة أمنياً”.
فيما طالب برلمانيون الحكومة العراقية ووزارة الخارجية وسفارات العراق في دول العالم بتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للاجئين العراقيين في الدول الأوروبية.
ودعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في سبتمبر/ أيلول 2015 إلى اتخاذ تدابير وإجراءات واسعة للحد من ظاهرة هجرة الشباب من العراق.
كما حذرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق من مخاطر هجرة الشباب لتأثيرها السلبي على مستقبل البلاد ونسيجها المجتمعي، مطالبةً باستقطاب الطاقات الشبابية من قبل الحكومة العراقية عبر إجراءات سريعة.
ولقي العديد من الأسر العراقية والشباب المهاجرين حتفهم خلال رحلة الهجرة بحراً من تركيا إلى أوروبا في زوارق صغيرة يملكها مهربون، ويتقاضون مبالغ طائلة لتهريبهم. فيما وقع آخرون ضحية نصب واحتيال عصابات التهريب بعد أن سلبوهم أموالهم وممتلكاتهم بدعوى إيصالهم إلى أوروبا بطرق غير شرعية.
يأتي ذلك في ظل وجود ما يزيد عن ثلاثة ملايين و500 ألف نازح مشردين في مختلف مناطق البلاد، بسبب العمليات العسكرية في مناطقهم، ويفكر كثير منهم بالهجرة لكنهم لا يملكون المال لذلك.
أحمد النعيمي
صحيفة العربي الجديد