الأيزيدية

الأيزيدية

اعداد: أماني العبوشي*

تعرف الأيزيدية في العراق بانها جماعة مسالمة لا تتدخل في شؤون غيرها، وهم كغيرهم من العراقيين، تأثروا بما تمر به البلاد من اوضاع امنية غير مستقرة، لتشهد هذه الجماعة الدينية مأزقاً سياسياً جديداً من نوعه، بعد قيام “داعش” بعمليات امنية تهدد حياتهم وحياة ابنائهم، ما حملهم على النزوح من مناطقهم نحو كردستان بعد اندلاع المواجهات بين عناصر هذا التنظيم وقوات البيشمركة، في سنجار التي تسكنها الأيزيدية.

والازيديون مجموعة دينية يجهل تعاليمها الكثير من الناس، التي تعد مزيجاً من الديانات السماوية الثلاثة ومن المانوية والصابئة، إذ استنبطت الكثير من معتقداتها من المسيحية، و يوقر الازيديون القرآن والإنجيل معاً، بيد أن جزءاً كبيراً من تراثهم يعتبر شفهياً،كما انها ديانة ليست تبشيرية لا يعتنقها إلا من ولد بها، ولا يمكن اعتناقها دون ذلك.

jj

ويقدّر عدد الايزيديين في العالم بحوالي 2.5 مليون نسمة يعيش معظمهم في العراق، كما تنتشر مجموعات قليلة منهم بالبلدان التالية: تركيا، سوريا، إيران، جورجيا وأرمينيا. وفي العراق يبلغ عددهم بحدود 350 ألف نسمة يعيش معظمهم في شمالي البلاد قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار والقرى المحيطة به وكذلك قضاء زمار، ويشكلون 70 % من سكان قضاء سنجار حيث يبلغ عددهم 24 ألف نسمة.

وثقافتهم تعد خليطاً من الثقافات العربية الأشورية والسريانية.وقبلتهم هي (لالش) في الموصل، يقدسون قبر الشيخ عدي بن مسافر، ويعتبر الأمير تحسين بك من كبار شخصيات الديانة الايزيدية في العراق والعالم.

وقد اظهرت دراسة حديثة ان تسميتهم بالايزيدين، لا علاقة لها بثاني خلفاء الدولة الأموية 647-683 م يزيد بن معاوية، او حتى بمدينة يزد في فارس، بل هي مشتقة من الكلمة الفارسية “إيزيد” والتي تعني الملاك أو الإله. لذا فإن اسم الايزيديين يعني “عبدة الرب”، وهو ما يعمد الايزيديون من خلاله إلى وصف انفسهم.

ط

ويعرف إلههم الأعظم باسم “ئيزدان”، ويحظى بمكانة عالية لديهم بحيث لا يمكن عبادته بشكل مباشر، ويعتبرونه صاحب قوة كامنة.وترتبط الإيزيدية بالزرادشتية المجوسية، بل و عبادة الشمس، و أضرحتهم غالباً ما تزين برمز الشمس، و مقابرهم تشير إلى جهة الشرق في اتجاه الشمس، كما يستقون بعض شعائرهم الدينية من المسيحية والإسلام أيضا.

ولليزيدية كتابان مقدسان هما الجلوة والمصحف الاسود (مصحف رش)، وتؤكد تعاليمهم، ان طاووس ملك هو اسم لكبير الملائكة الذي يعبده الإيزيديون ويأخذ مكان الله نفسه.

وبحسب اعتقادهم فان طاووس خلق قبل الكائنات كلها، وكلفه الله سبحانه وتعالى بإدارة شؤون الكون والملائكة الستة، لذلك يقدر اليزيديين ملك طاووس ملك لانه يتصل بالبشرية، وهذه الرواية يحدثنا بها (مصحف رش) حول؛ “خلق الله طاووس ملك من سره العزيز نوره.. لأول مرة قبل أن يخلق الإله الملائكة الستة الآخرين.. أنه مخلوق من نور ذاته.”

ويصلي الإيزيديون إلى الملك طاووس خمس مرات يومياً، و عندهم له تسمية أخرى هي “الشيطان”، لذا فإن ذلك ما جعلهم معروفين بأنهم “عبدة الشيطان”.

وترتبط بعض الاعياد في الايزيدية بالظواهر الطبيعية، منها عيد صوم إيزي، منتصف كانون الأول/ديسمبر، حيث يصوم الازيديون لله ثلاثة أيام متضرعين أن يفرج عن الشمس ويكون اليوم الرابع يوم عيد.

والعيد المهم الآخر هو عيد رأس السنة الازيدية ويصادف أول أربعاء من شهر نيسان /ابريل، حين تجري مراسيم وطقوس متعددة، ويشاركون فيه الطبيعة بجمالها وخصوبتها. ومن الأعياد الأخرى عيد مربعانية الصيف تجرى طقوسه في لالش، وعيد جه ما أي الجماعية حين يجتمع الإزيديون في لالش أيضًا وتجري مراسيم وطقوس خاصة منها ذبح ثور وتقديمه قربانًا للإله، ومدته سبعة أيام.

ويعتقد الإيزيديون بالتناسخ والحلول، حيث تنتقل الأرواح داخل أشكال جسدية متعاقبة، وأن التطهير التدريجي ممكن من خلال التوالد الجديد وتعاقب الأجيال. ويعتبر أسوأ ما يصيب معتنق الإيزيدية أن يُطرد من مجتمعه، حيث إن ذلك يعني أن روحه لا يمكن لها أن تتجدد. لذا فإن اعتناق ديانة جديدة يعد أمرا غير وارد.