تراقب فرنسا على غرار دول عدة الاتفاقيات والصفقات الضخمة بين إيران وإيطاليا التي ترد أنباؤها تباعا منذ وصول الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى إيطاليا في مستهل جولة أوروبية هي الأولى من نوعها منذ رفع العقوبات الغربية عن طهران.
وإذا كانت هذه الجولة مكسبا سياسيا لإيران، فإن الفرنسيين يرونها فرصة لحصاد حصتهم من كعكة الاتفاق النووي، الذي كانت بلادهم طرفا فيه.
وعلى هذا الأساس، تسعد العديد من الشركات الفرنسية لاغتنام زيارة روحاني باريس لإتمام صفقات وعقود بمليارات الدولارات تعيدها إلى السوق الإيرانية، خاصة في قطاعي الطاقة والسيارات، بالإضافة إلى رفع دعم الصادرات الفرنسية إلى إيران.
واستبق المسؤولون الإيرانيون وصول روحاني إلى باريس بالكشف، الأحد الماضي، عن الصفقات التي يمكن إبرامها خلال هذه الزيارة، خاصة شراء 114 طائرة “إيرباص”، ضمنها الطائرة العملاقة “إيه 380″، لتحديث الأسطول الإيراني المتهالك. وقد رفع الإعلان عن هذه الصفقة منسوب التوقعات في الجانب الاقتصادي من زيارة روحاني إلى فرنسا.
وقال وزير النقل الإيراني، عباس أخوندي، الذي أعلن عن هذه الصفقة، إن بلاده تحتاج إلى 500 طائرة، ضمنها 100 للمسافات القصيرة.
ورغم أن الوزير الإيراني لم يكشف عن موعد وصول الطائرات الجديدة إلى المطارات الإيرانية، فإن مسؤولا إيرانيا آخر توقع تسلم معظم الطائرات خلال الأعوام الأربعة المقبلة، وهو ما يكشف استعجال طهران تحديث أسطولها الذي يتكون حاليا من 250 طائرة 150 منها فقط قابلة للاستغلال بمتوسط أعمار يناهز 20 عاما.
وفي حين اعتبر مراقبون هذه الصفقة العنوان الأبرز لزيارة روحاني إلى باريس باعتبارها مكسبا كبيرا في سوق تواجه فيه الشركة الأوروبية “إيرباص” منافسة شرسة من غريمتها الأميركية “بوينغ” سارعت “إيرباص”، إلى إصدار بيان جاء فيه: “ندرس خطواتنا في المستقبل في ضوء التطورات الأخيرة -في ظل التزام تام بالقانون الدولي”.
وعلى غرار هذا الصفقة، أبرز خبراء اقتصاد أوروبيون كثر حاجة شركات القارة العجوز إلى منافسة نظيرتها الصينية والروسية، بقوة، على السوق الإيرانية، وذلك باغتنام التردد الواضح في سلوك الشركات الأميركية إزاء إيران، إذ تواصل واشنطن فرض عقوبات على الشركات الإيرانية التي تتهمها بتمويل الإرهاب، كما فرضت في وقت سابق من هذا الشهر عقوبات جديدة على طهران على خلفية قيامها بتجربة صواريخ بالستية.
وفي قطاع الطاقة، الأكثر أهمية في إيران، ينتظر أن تمهد هذه الزيارة لعودة شركة “توتال” الفرنسية إلى حقول النفط والغاز الإيرانية. “توتال” تريد بدورها حصة في 50 مشروعا وعدت بها طهران شركات الطاقة العملاقة. ويتوقع أن تحظى هذه العقود بنصيب هام من مباحثات روحاني ونظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند.
من جهتها، بادرت شركة “بيجو” الفرنسية إلى الإعلان عن إمكانية أن يعقد مجلس إدارتها، غدا الأربعاء، اجتماعا خاصا لبحث فرص الاستثمار في إيران. كما تتطلع “رينو” و”سيتروين” أيضا إلى فرص في السوق الإيرانية.
وكان التلفزيون الإيراني قد نقل عن روحاني قوله، قبيل مغادرته طهران أمس الاثنين: “هناك عقود مهمة في قطاع السيارات قيد الإعداد ومن المرجح توقيعها خلال هذه الجولة. من المرجح توقيع عقود مع “بيجو” و”سيتروين””.
وتواجه فرنسا أيضا تحدي رفع صادراتها إلى إيران، خاصة أن شريكتيها الأوروبيتين ألمانيا وإيطاليا تتمتعان بوزن كبير في السوق الإيرانية. وتراهن فرنسا على إنعاش تجارتها مع إيران التي تهاوت من 4 مليارات يورو في 2004 إلى 500 مليون يورو فقط في 2013، وفق إحصائيات إيرانية رسمية.
محمد بوهريد
صحيفة العربي الجديد