تحاول الدول المنتجة للبترول الرئيسية الإيحاء بوجود اتفاق على حجم الإنتاج النفطي على الرغم مما يسود من خلافات سياسية بينها.
واتفقت روسيا والسعودية وهما أكبر مصدري النفط في العالم أمس على تجميد مستويات الإنتاج، لكنهما قالتا إن الاتفاق مشروط بمشاركة المنتجين الآخرين بما قد يشكل عائقا كبيرا في ظل غياب إيران عن المحادثات وإصرارها على رفع الإنتاج.
وأشارت الدول المشاركة في الاجتماع الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة إلى أن الاتفاق على ثبات الإنتاج هو مقدمة للسيطرة على انحدار أسعار النفط على خلفية ضغوط اقتصادية كبيرة فيها الكثير من السياسة.
ورغم أن الانطباع الأول عن تراجع الأسعار كان يرتبط بدخول الولايات المتحدة كمنتج مصدر للنفط بسبب فوائض إنتاج النفط الصخري، إلا أن إيران وروسيا تحولتا إلى اتهام السعودية بأنها استمرت بضخ كميات كبيرة من النفط تحت حجة محاصرة الشركات المنتجة للنفط الصخري، لكنها في الواقع كانت تستهدف ضرب الاقتصادين الروسي والإيراني.
وأول نتائج اتفاق الدوحة حول تثبيت معدلات الإنتاج عند معدلات يناير 2016 هو الإيحاء بأن الخلافات السياسية بين السعودية من جهة وإيران وروسيا من جهة أخرى يمكن تجاوزها في سوق النفط حفاظا على حد أدنى للأسعار.
وقال سياسي خليجي لم يشأ ذكر اسمه “تريد الأطراف المشاركة في اجتماع الدوحة القول إن ما فرقته السياسة بين السعودية وإيران وروسيا يمكن أن يجمعه النفط”.
تبني السعودية لإعلان الدوحة يهدف إلى الفصل بين صراعها مع إيران ومصالح المنتجين
لكن التصريحات التي أعقبت الاجتماع توحي بغير ذلك، إذ سارعت إيران إلى القول بأن حصتها من “معدلات” الإنتاج لا يمكن أن تلتزم بأرقام يناير على اعتبار أنها تسعى إلى رفع حصتها إلى مليوني برميل يوميا بعد رفع العقوبات قبل أن تقيس “المعدل” المحدث للإنتاج، وهي إشارة ضمنية بأنها غير مستعدة للالتزام بالاتفاق.
وتطالب إيران بحصة “خاصة” تعكس عودتها إلى السوق النفطية بكامل قدراتها بعد رفع الحظر تنفيذا للاتفاق النووي مع الغرب.
ودخل العراق على الخط مستبقا اجتماع الأربعاء بالقول إنه سيلتزم بمعدلات الإنتاج لشهر يناير 2016.
لكن قيمة الاتفاق تكمن في التزام الدولة الأكبر إنتاجا به، وهي السعودية. فالرياض هي القادرة على تغيير معدلات الإنتاج في العالم بشكل محسوس كما أنها تسيطر على أسواق كبيرة وزبائن أساسيين.
واعتبر مراقبون أن حضور السعودية الاجتماع وتبنيها للإعلان المصاحب له هو المؤشر المهم على أنها تسعى إلى الفصل بين صراعها المفتوح مع إيران في المنطقة ومصالح المنتجين في سوق متقلبة.
صحيفة العرب اللندنية