مزق مجهولون، اليوم الخميس، في مدينة الموصل العراقية، رايات لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مما دفع الأخير إلى تنفيذ حملة اعتقالات، في وقت فرضت فيه القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة، حول المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، تحسباً لتظاهرات التيار الصدري غداً.
ووفقا لمصادر محلية، فإن “داعش اعتقل ما لا يقل عن عشرين شابا”، مشيرةً إلى أنّ “الرايات والشعارات التي يرفعها التنظيم بالمدينة مزقت مثل (باقية وتتمدد)و(دولة الإسلام خلافة على نهج النبوة). وتمت كتابة شعارات معاكسة لتلك العبارات باللون الأحمر”.
كما بينت المصادر أن “التنظيم، الذي يملك ما يطلق عليهم في الموصل العيون (مخبرين)، نفذ سلسلة عمليات دهم لمنازل أسفرت عن اعتقال شبان، يشك في تورطهم في الموضوع”.
بدوره، قال ضابط عراقي في معسكر مخمور القريب من الموصل، حيث تجري الاستعدادات العسكرية منذ نحو شهر لاقتحام المدينة، إن “تصاعد عملية الرفض الشعبي للتنظيم، يؤكد أن ساعة الصفر قد اقتربت لاقتحام الموصل”.
وقال المقدم، طالب الحمداني، من “قوات تحرير الموصل”، لـ”العربي الجديد”، إن “التنظيم أوغل بدماء السكان إلى حد بات فيه الإعدام، أو ما يعرف بتطبيق القصاص، يتم على الشبه ويستخدم نظريات اعتمدتها أنظمة ديكتاتورية لها تجربة بالعالم العربي، مثل تصفية من يشك في ولائه والتخلص ممن يحمل نوايا التمرد وإن لم يفعل شيئاً”، على حد وصفه.
كما أكد أن “المعلومات تشير إلى أن أهالي حي الزهور والمجموعة الثقافية والإسكان والزنجيلي في الموصل، مستهدفون من قبل التنظيم، ويشدد الرقابة عليهم، كونهم من الطبقات المثقفة التي لم تنطلِ عليها منذ البداية حيل التنظيم الإرهابي”، لافتا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها أمر مشابه لما حدث اليوم.
على الصعيد نفسه، ذكر عضو حكومة نينوى المحلية أن “الطيران الأميركي قصف عددا من منصات الصواريخ التابعة لتنظيم داعش، جنوب الموصل، بعد سقوط صواريخ أطلقها التنظيم على القوات العراقية صباح اليوم”، مشيراً إلى أن “الغارات الأميركية أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 12 مسلحاً بالتنظيم، وتدمير ثلاث منصات إطلاق صواريخ جميعها محلية الصنع”.
اقرأ أيضاً:القوات العراقيّة تستعين بعشائر الأنبار لتأمين محور بغداد الغربي
في موازاة ذلك، فرضت القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة حول المنطقة الخضراء المحصنة، وسط العاصمة العراقية بغداد، مع بدء العد التنازلي لموعد التظاهرة التي دعا اليها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، يوم غد الجمعة، احتجاجا على تأخر الإصلاحات الحكومية.
وقال مصدر في قيادة عمليات الجيش في بغداد، لـ”العربي الجديد”، إن “القوات الأمنية قطعت جميع الطرق المؤدية إلى حي كرادة مريم، الذي توجد فيه المنطقة الخضراء”، مبيناً أن “أفواجا إضافية من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية انتشرت في الساحات المؤدية إلى المنطقة الحكومية، ومنعت مرور العجلات القادمة من أحياء الصالحية والعلاوي والحارثية والقادسية والباب الشرقي والعرصات وكرادة خارج” .
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “قطعت القوات العراقية جسري الجمهورية والسنك الرابطين بين ساحة التحرير، التي تظاهر فيها أتباع التيار الصدري والمنطقة الخضراء”، مشيرا إلى “انتشار قوة المهام الخاصة وفوج مكافحة الشغب بكثافة على جسر الجمهورية”.
ومن المقرر أن تنطلق التظاهرة التي دعا إليها مقتدى الصدر صباح يوم غد، الجمعة، عند بوابات المنطقة الخضراء.
براء الشمري وقاسم العلي
صحيفة العربي الجديد