دعت عدة قوى تركمانية عراقية إلى تحرير قرية البشير التي تنطلق منها هجمات كيميائية من تنظيم «الدولة»على ناحية تازة المجاورة لها، بالتزامن مع قيام سكانها بقطع الطريق الدولي بين بغداد وكركوك.
فقد قطع متظاهرون غاضبون من أهالي ناحية تازة، جنوب كركوك، أمس الخميس، الطريق الدولي الرابط بين بغداد وكركوك، للضغط على الحكومة المركزية لتلبية مطالبهم بتحرير قرية البشير، التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» وقصف مدينتهم منها، بسلاح كيميائي أمس الأول.
كما حمّل ممثلو التركمان في مجلس النواب حكومة حيدر العبادي المسؤولية عن استمرار سقوط الضحايا بين التركمان في مدينة تازة جنوب كركوك. ودعا النواب في بيان تلوه في مجلس النواب في بغداد القوات العراقية والتحالف الدولي، إلى تحرير قرية البشير التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» ويقوم منها بقصف مدينة تازة القريبة منها.
وضمن السياق، دعا حزب «توركمن ايلي» التركماني، الحكومة العراقية والتحالف الدولي للتدخل السريع والعاجل من أجل تأمين حياة المواطنين التركمان القاطنين في ناحية تازه التابعة لمحافظة كركوك، وحمايتهم من هجمات شنها تنظيم «داعش» الإرهابي مؤخرا مستخدما قذائف الكاتيوشا التي تحمل غاز الكلور السام.
وذكر بيان صادر عن المكتب السياسي للحزب «نناشد الحكومة العراقية بشخص رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل السريع والعاجل من خلال الإيعاز باعتباره القائد العام للقوات المسلحة العراقية بالتحرك السريع من جانب قطعات الجيش العراقي وبالتنسيق مع قوات الحشد التركماني، من أجل تحرير قرية بشير التركمانية المحتلة من جانب تنظيم داعش الإرهابي منذ أكثر من عامين، والتي لا تبعد عن ناحية تازه خورماتو التركمانية سوى كيلومترات معدودة، كونها أصبحت اصبحت بمثابة قاعدة لعناصر هذا التنظيم الإرهابي ومنها يطلقون الصواريخ والقذائف المدفعية على الناحية المذكورة وكان آخرها استهدافها بالعشرات من قذائف الكاتيوشا التي تحمل غاز الكلور السام».
ودعا البيان التحالف الدولي إلى «التدخل العاجل بدوره من خلال استهداف عناصر هذا التنظيم الإرهابي المتمركزين عن أطراف ناحية تازه خورماتو التركمانية بغارات جوية مكثفة لتدمير نقاط تمركزه وإبعاد الخطر عن الناحية المذكورة التي يقطنها ما يقارب الثلاثين ألف مواطن تركماني».
ومن جانبها حذرت الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية «حشد» أمس الخميس من حلبجة ثانية في ناحية تازة في محافظة كركوك بعد إصابة 300 شخص بقصف بصواريخ تحمل مواد سامة أطلقها تنظيم «الدولة». وأكد بيان الحملة إن «الجماعات الإرهابية أقدمت على قصف ناحية تازة في محافظة كركوك بأكثر من 40 صاروخا وقذيفة تحمل مواد سامة، ما أسفر عن إصابة أكثر من 300 شخص بجروح»، مبينة أن «من بين الإصابات حالات حروق واختناق وأعراضا أخرى».
وحذرت الحملة من «تكرار مأساة حلبجة ثانية في ناحية تازة المحاصرة ووقوع إبادات جماعية جديدة في ظل الاهمال الدولي»، داعية إلى «الاسراع بتنفيذ عملية عسكرية لتحرير قصبة بشير من سيطرة الجماعات الإرهابية» التي تقصف منها تازة.
وحلبجة هي مدينة عراقية تقع على الحدود مع إيران، تعرضت إلى هجمات كيمائية أثناء المعارك في الحرب العراقية الإيرانية ( 1980- 1988)، وأسفرت عن وقوع ضحايا بين سكان المدينة.
وكان عدد من سكان تازة المصابين بحالات اختناق وحروق قد وصلوا إلى كركوك شمال العراق لتلقي العلاج جراء انفجار قذائف مورتر وصواريخ كاتيوشا مملوءة بمواد سامة.
وقالت مصادر كردية في مستشفيات كركوك إن الهجمات لم تتسبب في وفاة أحد، وإن خمسة أشخاص لا يزالون في المستشفى بعد الهجوم على قرية تازة التي تعرضت إلى 24 قذيفة وصاروخا أطلقها التنظيم على القرية من منطقة بشير القريبة.
وكانت الجبهة التركمانية العراقية دعت إلى ضرورة الإسراع في تحرير قرية بشير، التي باتت تشكل «خطراً متفاقماً» على المناطق المجاورة لها.
وقال نائب رئيس الجبهة، النائب حسن توران، في حديث صحافي، إن «ناحية تازة تتعرض منذ أسبوعين لهجمات صاروخية تستهدف العوائل الآمنة والدوائر الخدمية والرسمية، تطلق من قبل عصابات داعش التي ما تزال تحتل قصبة بشير»، مطالباً وزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة وقيادة القوة الجوية، بضرورة «وضع حد للعصابات الإرهابية في بشير والإسراع بتحرير القصبة من شرورهم».
ويحتل تنظيم «الدولة» أجزاء من محافظة كركوك شمال العراق، منها قرية البشير التي يتخذها قاعدة لإطلاق قذائف المدفعية والصواريخ على قرية تازة القريبة منها.