قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في حديث لمجلة “أتلانتيك” أمس إن رئيس الحكومة الإسرائيليةبنيامين نتنياهو حاول التعالي عليه أكثر من مرة.
وكشف أوباما أن نتنياهو حاول في لقاء جمعهما عام 2011 استعراض “مخاطر الشرق الأوسط” وكأنه لا يفهم ذلك، وعندها قاطعه أوباما وقال “أنا أفريقي الأصل وتربيت بلا أب لكنني اليوم رئيس الولايات المتحدة فهل تظن أنني لا أفهمك؟”.
هذه المعلومات الجديدة ربما ألقت الضوء على خلفية إقدام نتنياهو على إلغاء لقاء بأوباما كان يفترض أن يتم بعد أسبوع.
ورسميا نفى بيان لديوان نتنياهو تقارير إعلامية إسرائيلية وأميركية عن كون نتنياهو قد أعلن عن إلغاء زيارته واشنطن عبر الإعلام فقط. كما نفى البيان تقارير تدعي أن اللقاء ألغي لأن أوباما يرفض الالتقاء برئيس الوزراء الإسرائيلي.
لا توتر
وردا على سؤال الجزيرة نت، نفى أوفير غيلدمان الناطق بلسان ديوان نتنياهو وجود أي علاقة بين إلغاء الزيارة وبين التوتر القائم على المستوى الشخصي بين الرئيسين.
وزعم أن التقارير الإعلامية بهذا الخصوص خاطئة، وأن ديوان نتنياهو أحاط الإدارة الأميركية علما بشكل رسمي بأن رئيس الوزراء لن يصل هذه المرة إلى واشنطن.
وقال غيلدمان “هي أسباب تقنية فحسب تتعلق ببرامج الرئيسيْن”، مضيفا أن نتنياهو أبدى اهتماما كبيرا بزيارة جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إلى إسرائيل وأجرى مباحثات معه حول التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة.
وهناك تسريبات يبدو أنها صادرة عن نتنياهو نفسه تدعي بأنه فضل عدم السفر بعد اتصالات مع البيت الأبيض كشفت أنه ليس هناك لقاء مخطط له مع أوباما الذي سيخرج في هذه الفترة لزيارة تاريخية إلىكوبا.
وزعمت مصادر إسرائيلية وصفت بالرفيعة للإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم الجمعة، أن نتنياهو فضل عدم السفر لأنه يرغب في تحاشي التدخل في الانتخابات الأميركية الداخلية وتفادي الضغوط لتوقيع مذكرة تفاهم بشأن حجم المساعدات الأميركية لإسرائيل بالعقد القادم والمختلف عليها حتى الآن.
بالمقابل تسوق مصادر إسرائيلية رواية أخرى عن اللقاء الذي تم إلغاؤه وهي ترتبط بأقوال أوباما المذكورة.
تساؤلات
وفي هذا السياق أكدت صحيفة معاريف اليوم أن هناك أسبابا حقيقة مغايرة، وأن نتنياهو ألغى اللقاء في وقت علم البيت الأبيض بذلك من خلال الإعلام فقط.
وأوضحت الصحيفة أن مكتب نتنياهو تهرب من تساؤلات أميركية وإسرائيلية وقدم عدة تبريرات للإلغاء، معتبرة ذلك إهانة مقصودة لأوباما من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية في إطار السجال القائم بينهما منذ سنوات.
وهذا ما أكده ناطق في البيت الأبيض أمس الأول مدحضا مزاعم نتنياهو بأن الأخير ألغى الزيارة لواشنطن لعدم إتاحتها الفرصة اللقاء بينه وبينه أوباما.
وقال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي ناد فرايس إن اللقاء اقتُرح قبل أسبوعين وكان يفترض أن يجري يوم 18 مارس/آذار الجاري قبيل يومين من افتتاح مؤتمر الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة.
ويتبنى المعلق الإسرائيلي أريه شافيط رواية فرايس، حيث يقول للجزيرة نت إن البيت الأبيض فعلا سمع بإلغاء الزيارة من الإعلام.
تبرير واهٍ
ويسخر شافيط هو أيضا من المزاعم الإسرائيلية، مؤكدا أن الانتخابات الأميركية محددة من سنوات، وأن “المشاكل التقنية” تبرير واه. ويرجح شافيط أن يكون إلغاء الزيارة قد جاء ضمن حسابات شخصية لنتنياهو تغلب على الحسابات القومية.
من جهته يكشف السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن مايكل أورن السبب الحقيقي بوضوح، ورجح رغبة نتنياهو في الانتقام من أوباما الذي رفض استقباله في واحدة من زياراته إلى نيويورك في 2012.
ويشير السفير في حديث مطول مع صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم إلى أن نتنياهو ألغى الزيارة تهربا من ضغط أميركي محتمل في موضوع الاستيطان.
وقال “بلغت نتنياهو معلومات أن أوباما سيطالبه باعتراف إسرائيلي بأن القدس الشرقية عاصمةفلسطين مقابل اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية”.
بيد أن مايكل يتفق مع الزعم الرسمي الإسرائيلي بأن نتنياهو رغب هو أيضا بتحاشي اتهامه بالتدخل في الانتخابات الأميركية بعد تجربته في الانتخابات الماضية.
وديع عواوده
الجزيرة نت