بطريرك الكلدان يدعو إلى عراق متسامح وموحد ضد الطائفية

بطريرك الكلدان يدعو إلى عراق متسامح وموحد ضد الطائفية

_76130_rr3

دعا بطريرك الكلدان في العالم لويس روفائيل ساكو المسيحيين في العراق إلى الوحدة والحفاظ على قيم المواطنة مع العراقيين، كما أكد على ضرورة التشبث بروح الوطنية ونبذ كل تطرف أو تعصب أو طائفية في التعامل مع العراقيين الآخرين. كما دعا إلى مقاومة التطرف والتعصب والاضطهاد المسلط ضد المسيحيين بالقيم النبيلة والحب.

وقال ساكو، في رسالة وجهها إلى المسيحيين في ختام الصوم الأربعيني وبدء الأسبوع المقدس للاحتفال بعيد الفصح، إن “أجواءنا مشحونة وبلدنا مجزأ وبعضه لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يحتله، والمؤسف أيضا أن كل تحالف منقسم على نفسه بسبب صراع المصالح وطموح الزعامة، فغاب الوطن على الجميع وكرامة الإنسان في المقدمة”.

لقد كان ذلك رسالة موجهة لحكومة المنطقة الخضراء التي تشهد في الفترة الأخيرة تزايد الضغوط عليها لفشلها في مقاومة الإرهاب والتطرف وفي حماية العراقيين من القتل على الهوية الذي تقوم به الميليشيات الإسلامية المتشددة سواء الحشد الشعبي الموالي لإيران أو تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في الشمال.

وأضاف بطريرك الكلدان أن المسيحيين في العراق هم أبناء البلد ولن يغادروه مهما حصل، مطالبا السلطات بالتدخل العملي ورفع كابوس داعش عن المسيحيين، وقال البطريرك “نحتاج إلى خطوات عملية للخروج من هذا الوضع القاسي ومنع هذه الصراعات من أن تؤدي إلى المزيد من الفرقة والاقتتال والموت والتهجير والخراب والضغوط النفسية والقلق والخوف”.

وأوضح ساكو “لننظر نحن المؤمنون مسيحيون ومسلمون وصابئة وإيزيديون نظرة إيمانية هادفة إلى مأساتنا ولنستفد منها بجعلها فرصة خصبة وقوة دافعة لاستعادة الثقة والتسامح والتلاقي عبر الحوار الجاد والمصارحة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية والوحدة والشراكة والسلام”.

ويذكر أن المسيحيين، وبمناسبة بداية الأسبوع المقدس للاحتفال بعيد الفصح، كانوا قد عبّروا عن تضامنهم الكامل لتجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها جميع الأديان والطوائف في العراق، والتي أضحت بمثابة أدوات أيديولوجية بأيدي الأجهزة السياسية تستغلها كغطاء للقيام بأعمال وحشية الغرض منها الهيمنة على السلطة، حيث أكد الجميع على أن المتضرر الأول من هذه الجرائم هي قيم التسامح والتعايش والوحدة الوطنية التي كانت دائما متأصلة في العراقيين طيلة عهود سابقة قبل الاحتلال.

البطريرك ساكو قال “لنبرهن على أننا قادرون على الانفتاح على بعضنا البعض والتعايش مع الاختلاف في الآراء ولنتسارع كفريق واحد، رجالا ونساء، لفعل شيء من أجل خلاص بلدنا وأنفسنا، فالسياسة ليست لعبة”.

وجدير بالإشارة إلى أن منظمات تابعة للأمم المتحدة كانت قد أعلنت في أوقات سابقة عن جرائم بشعة قامت بها الميليشيات المتطرفة ضد الإيزيديين والمسيحيين في العراق، من ذلك تصريح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، الذي أكد أن أكثر من 1500 امرأة مسيحية وإيزيدية هن من ضحايا الاسترقاق الجنسي لداعش. وأضاف بطريرك الكلدان في العالم لويس روفائيل ساكو في ختام خطابه قائلا “نحن المسيحيون في هذه الأيام الصعبة ختمنا الصوم الأربعيني وبدأنا الأسبوع المقدس للاحتفال بعيد الفصح، أجمل أعيادنا وأكثرها بهجة ورجاء ولكي لا نبقى ننظر إلى جراحاتنا الظاهرة ونفقد الرجاء المسيحي أدعوكم إلى الحكمة والتروي والبقاء معا متحدين على الأرض التي ولدنا فيها وعشنا عليها مع إخوتنا الآخرين نحو 1400 سنة وبنينا معا حضارة مشتركة”.

صحيفة العرب اللندنية