أي حرب لتي تحدث عنها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله؟ وعن أي قواعد اشتباك وخطوط حمراء تكلم؟ ما هو تعريف مصطلح “السقف” الذي استخدمه في التعبير عن حربه مع الكيان الصهيوني في فلسطين؟ وماذا قصد بقوله إن الإسرائيلي يعمل لحسابه ومجتمعه، ويقوم بحروبه، بناء على أهدافه وتقدير الكلفة؟ كيف له أن يشرح للرأي العام حسن الظن الإسرائيلي بالعرب الذي أدى، كما قال، إلى بناء مفاعلات نووية داخل المدن، أو بجوارها؟ كيف تهيأ له ذلك وحزب الله كان ومازال الحزب الوحيد الذي يملك جبهة حصرية على الحدود اللبنانية لقتالها؟
أما وقد كان ذلك كله، فعلى نصرالله واجب تفسير ما سبق وأدلى به في برنامج “حوار عام” على قناة الميادين، خصوصاً وإنه ممن يعلمون ما يقولون. عليه أن يوضح مسألة الصراع مع إسرائيل، وكيف أنه محكوم بشروط واتفاقيات وتسويات بعضها مسموح به، وبعضها الآخر ممنوع!. عليه أن يخبر الناس عمّا إذا كان انسحاب العام 2000 جاء بنتيجة تسوية، وعما إذا كان قتال إسرائيل ومقاومتها كل تلك السنين بسقف؟ وهل كان قرار تجميد جبهة الجنوب على الحدود اللبنانية-الفلسطينية أو تبريدها محكوم بتوقيع اتفاق؟ ماذا عن مشاركة حزب الله في الفوضى السورية والقتال إلى جانب النظام، هل هي خاضعة أيضاً لسقف معين، أو قواعد اشتباك؟
هدّد حزب الله على لسان أمينه العام أنه قد يكون مضطرا إلى الخروج عن قواعد الإشتباك، إذ لم تبادر الولايات المتحدة إلى وضع قواعد جديدة، يكون قادراً من خلالها على مواجهة مصيره، خصوصاً وأن تبدلاً مفاجئاً طرأ تمثل بدخول العربية السعودية مباشرة على خط الصراع، كذلك تم انسحاب القوات الروسية الأكثر تأثيرا في الحرب هناك، وهي مواضيع لم يتطرق إليها نصرالله مباشرة، لكنها بالتأكيد تقلقه. أما الحديث عن السلاح النووي، وأحقية امتلاكه، ففي ذلك ترف يُراد منه توجيه رسالة إلى من يعنيهم الأمر، يرفع به سقفه، ويرتجي من خلاله التأثير على ما قد يصدر من قواعد جديدة، تحكم الصراع.
مئة دقيقة وسبعة وأربعون ثانية، ركز فيها الأمين العام على موضوع العداء مع إسرائيل، في محاولة منه لإعادة ربط النزاع مجدداً مع الولايات المتحدة التي وصفها بأنها من كانت وراء الحروب عليه في لبنان. صوت الأمين العام لحزب الله الذي شق الهواء، شكل صدىً لخطاب أية الله علي خامنئي السادس والعشرين في مدينة مشهد، بمناسبة عيد النوروز، حيث كرّر عداءه للولايات المتحدة، وانتقد ضمناً فريق التفاوض معها الذي تخطى الخطوط الحمراء التي وضعها له، والتي يقيناً لا يستطيع أن يتخطاها نصرالله في لبنان، أو في المناطق التي كلف القيام فيها بمهام، كونه أحد جنود ولاية الفقيه المؤمنين بعدله، كما قال في يوم من الأيام مفاخراً.
يحافظ نصر الله، من دون أدنى شك، على الطبيعة التي من أجلها كان، ولأجلها استمر، ولأجلها نذر نفسه، وأقسم أن يبقى، هو في ذلك شأن الحرس الثوري وفيلق القدس التابعين لسلطة الولي الفقيه، وقيادته المباشرة، والذي يشير شعاره المقبل إلى اعتماد سياسة اقتصاد المقاومة، والحؤول دون نجاح الولايات المتحدة فرض إرادتها على إيران في الداخل والخارج، وفي ملفاتٍ تضطلع بها إقليمية، فآية الله ومثله نصر الله يعلمان جيداً أن مفهوم التوصل إلى حلول وسط، أو شبه حلول مع الولايات المتحدة، يعني التخلي عن نقاط قوةٍ كثيرة، يجب التمسك بها، وأن مهمة السعي الأميركي الحقيقي أو المبطن ضرب وتهميش جوهر الجمهورية المتمثل بمؤسسة الحرس الثوري الإسلامي وفيلق القدس وحزب الله اللبناني، وجعلها مؤسسات خاوية من معناها، فارغة من محتواها.
أما وقد كان ذلك كله، فعلى نصرالله واجب تفسير ما سبق وأدلى به في برنامج “حوار عام” على قناة الميادين، خصوصاً وإنه ممن يعلمون ما يقولون. عليه أن يوضح مسألة الصراع مع إسرائيل، وكيف أنه محكوم بشروط واتفاقيات وتسويات بعضها مسموح به، وبعضها الآخر ممنوع!. عليه أن يخبر الناس عمّا إذا كان انسحاب العام 2000 جاء بنتيجة تسوية، وعما إذا كان قتال إسرائيل ومقاومتها كل تلك السنين بسقف؟ وهل كان قرار تجميد جبهة الجنوب على الحدود اللبنانية-الفلسطينية أو تبريدها محكوم بتوقيع اتفاق؟ ماذا عن مشاركة حزب الله في الفوضى السورية والقتال إلى جانب النظام، هل هي خاضعة أيضاً لسقف معين، أو قواعد اشتباك؟
هدّد حزب الله على لسان أمينه العام أنه قد يكون مضطرا إلى الخروج عن قواعد الإشتباك، إذ لم تبادر الولايات المتحدة إلى وضع قواعد جديدة، يكون قادراً من خلالها على مواجهة مصيره، خصوصاً وأن تبدلاً مفاجئاً طرأ تمثل بدخول العربية السعودية مباشرة على خط الصراع، كذلك تم انسحاب القوات الروسية الأكثر تأثيرا في الحرب هناك، وهي مواضيع لم يتطرق إليها نصرالله مباشرة، لكنها بالتأكيد تقلقه. أما الحديث عن السلاح النووي، وأحقية امتلاكه، ففي ذلك ترف يُراد منه توجيه رسالة إلى من يعنيهم الأمر، يرفع به سقفه، ويرتجي من خلاله التأثير على ما قد يصدر من قواعد جديدة، تحكم الصراع.
مئة دقيقة وسبعة وأربعون ثانية، ركز فيها الأمين العام على موضوع العداء مع إسرائيل، في محاولة منه لإعادة ربط النزاع مجدداً مع الولايات المتحدة التي وصفها بأنها من كانت وراء الحروب عليه في لبنان. صوت الأمين العام لحزب الله الذي شق الهواء، شكل صدىً لخطاب أية الله علي خامنئي السادس والعشرين في مدينة مشهد، بمناسبة عيد النوروز، حيث كرّر عداءه للولايات المتحدة، وانتقد ضمناً فريق التفاوض معها الذي تخطى الخطوط الحمراء التي وضعها له، والتي يقيناً لا يستطيع أن يتخطاها نصرالله في لبنان، أو في المناطق التي كلف القيام فيها بمهام، كونه أحد جنود ولاية الفقيه المؤمنين بعدله، كما قال في يوم من الأيام مفاخراً.
يحافظ نصر الله، من دون أدنى شك، على الطبيعة التي من أجلها كان، ولأجلها استمر، ولأجلها نذر نفسه، وأقسم أن يبقى، هو في ذلك شأن الحرس الثوري وفيلق القدس التابعين لسلطة الولي الفقيه، وقيادته المباشرة، والذي يشير شعاره المقبل إلى اعتماد سياسة اقتصاد المقاومة، والحؤول دون نجاح الولايات المتحدة فرض إرادتها على إيران في الداخل والخارج، وفي ملفاتٍ تضطلع بها إقليمية، فآية الله ومثله نصر الله يعلمان جيداً أن مفهوم التوصل إلى حلول وسط، أو شبه حلول مع الولايات المتحدة، يعني التخلي عن نقاط قوةٍ كثيرة، يجب التمسك بها، وأن مهمة السعي الأميركي الحقيقي أو المبطن ضرب وتهميش جوهر الجمهورية المتمثل بمؤسسة الحرس الثوري الإسلامي وفيلق القدس وحزب الله اللبناني، وجعلها مؤسسات خاوية من معناها، فارغة من محتواها.
كرم محمد السكافي
صحيفة العربي الجديد