خامنئي: مستقبل إيران في الصواريخ

خامنئي: مستقبل إيران في الصواريخ

56fbf329c4618873438b45ac

رغم إثارة طهران لحفيظة للغرب بتجاربها للصواريخ الباليستية، قال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي إن مستقبل إيران هو في الصواريخ، على أنه أعرب عن تأييده للحوار السياسي على صعيد القضايا الدولية ولكن ليس مع الجميع.

وأكد خامنئي خلال استقباله يوم الاربعاء مجموعة من منشدي المدائح والمراثي تأييده للحوار السياسي على مستوى القضايا الدولية ولكن ليس مع الجميع، فـ”اليوم هو عهد الصواريخ وكذلك الحوار”.

ويأتي كلام خامنئي بعد أن أثارت التجارب التي قامت بها إيران لاختبار إطلاق صواريخ باليستية حفيظة عدد من الدول الغربية، خاصة بعد الاتفاق النووي الذي تم إبرامه العام الماضي.

 ورغم تأييد خامنئي لهذا الاتفاق النووي، إلا أنه دعا جمهورية إيران الإسلامية إلى تجنب الوصول لمنطقة أبعد في التقارب مع الولايات المتحدة وما يسميه “معسكر الأتباع”، وأن تستكمل طريقها في الحفاظ على قوتها الاقتصادية والعسكرية.

قاعدة صلبة 

ورفض المرشد الإيراني المزاعم التي تتصور أن المفاوضات يمكن اعتبارها بديلا عن الصواريخ، معتبرا إياها بأنها تأتي من جهلاء أو خونة، ورأى أن الدخول في أي مفاوضات دون الوقوف فوق قاعدة صلبة من القوة العسكرية، فهذا يعني أن إيران ستكون طرفا ضعيفا على طاولة المفاوضات.

واشار خامنئي الى استغلال الاعداء لكافة الادوات من اجل عرقلة الشعب الايراني والنظام الاسلامي، مؤكدا: في مثل هذه الايام المعقدة، يجب استثمار كافة الادوات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدفاعية لتعزيز مكانة ايران.

واكد خامنئي: ان الاستكبار ومن خلال استغلال كافة آلياته السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية يسعى للنيل من الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني، واضاف: هذه حقيقة لا يجب الغفلة عنها.

أعداء الثورة

واشار الى استغلال اعداء الثورة لكافة الادوات القديمة منها والحديثة لمعاداة ايران مشددا على القول: انهم يستغلون الحوار والتبادل الاقتصادي والحظر والتهديد العسكري وأية وسيلة اخرى لتمرير مآربهم، وهذا ما يفرض علينا ايضا ان نمتلك قدرات في جميع هذه المجالات للدفاع عن انفسنا.

وراى خامنئي ان الاستكبار يركز على قدراته العسكرية في فرض املاءاته على الشعب الايراني، متسائلا: في مثل هذا العهد حيث يسود قانون الغاب، ان اقتصرت ايران على اعتماد الحوار والتبادل الاقتصادي وحتى حصول العلم والتقنية وغفلت عن تعزيز قدراتها الدفاعية، الن تفتح المجال امام اي دولة لتوجيه التهديدات اليها؟

الصواريخ والحوار 

وانتقد خامنئي بشدة الرؤية المبنية على ان “عالم الغد هو عالم الحوار وليس الصواريخ”، منوها إلى “ان عصرنا هذا هو عصر كل شيء، والا فسيتم هضم حقوق الشعوب بسهولة”.

واضاف قائلا: من يقول بان عالم اليوم هو عالم الحوار، فان كان عن عدم وعي فهذه مسألة بحدّ ذاتها، ولكن ان كانت عن وعي فهذه بمثابة الخيانة.

واستطرد خامنئي قائلا إن عرض الصواريخ المتطورة والدقيقة لحرس الثورة الاسلامية بانه يثلج قلوب الشعوب المضطهدة من قبل اميركا والكيان الصهيوني والتي لا تستطيع القيام باي شيء حيال ذلك.

واضاف: ان العدو يقوم بتعزيز قدراته العسكرية والصاروخية بشكل مستمر، فكيف نقول في مثل هذه الظروف ان العصر الحاضر ليس عصر الصواريخ؟!.

كشفنا المستور

واشار مرشد الثورة الايرانية إلى ان مثل هذه التصريحات تشبه الى حد ما تصريحات بعض اعضاء الحكومة المؤقتة ابان الثورة الاسلامية، حيث كانوا يقولون بضرورة اعادة طائرات الـ “اف 14” الى اميركا لاننا لسنا بحاجة اليها!.. واضاف: لقد صمدنا في ذلك الوقت وكشفنا المستور، وبعد فترة حين هاجم صدام ايران تبين مدى حاجتنا لهذه الوسائل الدفاعية.

واكد خامنئي مجددا موافقته على الاليات الدبلوماسية والحوار السياسي، مستثنيا البعض منها.. وقال: لا يجب الايحاء باننا نعارض الحوار، بل اننا نقول يجب ان نكون اقوياء ونتحلى بالوعي واليقظة في الحوار والمفاوضات لكي لا نغبن.

وفي الختام، أشار الى المؤامرات التي تحاك ضد الثورة الاسلامية منذ انتصارها قبل 37 عاما، منوها الى ان العدو وبموازاة المؤامرات المختلفة كان يروج لاستحالة ديمومية النظام الاسلامي.

واضاف: لكن النظام الاسلامي المنتخب من قبل الشعب تحول اليوم من غرسة في بداية الثورة الى شجرة عملاقة ومزدهرة، وهذه الحقيقة تكشف عن مدى موهبة النمو الاقتدار الكامنة في طبيعة النظام الاسلامي.

نصر المجالي

موقع إيلاف