رغم إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فض اعتصامه وإزالة خيم أنصاره، فإن انتشار قوات الجيش العراقي ما زال كثيفا في بغداد، ولا سيما في محيط المطار الدولي والمنطقة الخضراء.
ومن شأن تركيز القوة في بغداد أن يؤثر سلبا على جبهات القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال البلاد وغربها، مما قد يتيح له استعادة مواقع خسرها مؤخرا لصالح القوات العراقية، وفق بعض المراقبين.
وهذه القوات المنتشرة في بغداد هي جزء من الوحدات القتالية التي استدعيت من جبهات القتال قبل أيام خوفا من حدوث انفلات أمني في العاصمة بعد تصاعد ضغوط أنصار التيار الصدري على الحكومة.
وأبدى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الخميس استعداده لتلبية مطالب التيار الصدري، حيث أعلن تشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط) وقدمها للبرلمان الذي يفترض أن يقرها خلال عشرة أيام.
وجاءت استجابة العبادي بعد أن اعتصم عشرات الآلاف من أنصار التيار الصدري مدة أسبوعين عند مداخل المنطقة الخضراء، بينما اعتصم الصدر نفسه داخلها للضغط من أجل تشكيل حكومة كفاءات وإجراء إصلاحات سياسية ومحاربة الفساد المستشري في البلاد.
استنفار كامل
وعلى وقع المخاوف من الانفلات الأمني في العاصمة، أصدرت القيادة العراقية أوامر بالاستنفار الأمني الكامل، واستدعت بعض الوحدات القتالية من جبهات القتال.
وقالت مصادر أمنية مقربة من الحكومة إن أوامر صدرت بسحب قطعات من جهاز مكافحة الإرهاب من أطراف الفلوجة ونشرها في بغداد، لحمايتها من أي خرق أمني محتمل.
وقد طوقت قوات من الجيش مدعومة بمدرعات مبنى مجلس النواب بعد وصول العبادي للحديث عن التشكيلة الوزارية.
لكن فض الاعتصام لم ينه مظاهر القوة في بغداد، فما زال الانتشار الأمني كثيفا وخصوصا حول المناطق الحساسة.
وتعليقا على هذا الوضع، قال رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية واثق الهاشمي إن من الأخطاء الإستراتيجية سحب وحدات من الجيش باتجاه العاصمة بغداد، لأن ذلك قد يدفع تنظيم الدولة لاستعادة بعض المناطق التي خسرها مؤخرا.
ويضيف الهاشمي للجزيرة نت أنه ما زالت هناك بؤر ملتهبة تشكل خطورة على قوات الجيش رغم تقدمها هناك، متمثلة بالفلوجة والكرمة وهيت، متوقعا أن تعود هذه القطعات إلى الجبهات بعد أن انفضت الأزمة في بغداد.
خروق أمنية
وتوقع الهاشمي أن تستمر الخروق الأمنية في الفترة القادمة عن طريق العبوات الناسفة والعمليات الانتحارية في العاصمة وأطرافها مستهدفة المدنيين والعسكريين على حد سواء، لوجود قواعد وخلايا نائمة للتنظيم داخل بغداد وفي محيطها، على حد توقعه.
لكن النائب عن اتحاد القوى العراقية ظافر العاني قلل من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها بغداد من قبل تنظيم الدولة، رغم الإجراءات الأخيرة.
وكشف للجزيرة نت أن الحكومة لم تقم بسحب قطعات كبيرة بدليل أن العمليات العسكرية في مختلف الجبهات العسكرية ما زالت مستمرة، حيث تتقدم القوات العراقية بإسناد من العشائر في مختلف المحاور، مثل هيت وكبيسة ومخمور.
وأضاف أن انتشار قوات الجيش في بغداد كان تحسبا لأي طارئ يمكن أن يقع، وهو الشيء الذي لم يحدث وانتهى الاعتصام دون أي احتكاك أو صدام مع القوات الأمنية.
مروان الجبوري
الجزيرة نت