معهد أميركان إنتربرايز :انطلاقًا من “حقل التجارب” السوري.. هكذا تستعد إيران لتحدي جيوش المنطقة

معهد أميركان إنتربرايز :انطلاقًا من “حقل التجارب” السوري.. هكذا تستعد إيران لتحدي جيوش المنطقة

index

تُطَوِّر إيران نهجًا جديدًا لشن حروب خارج حدودها، مستخدمةً سوريا كحقل تجارب. إذ تقاتل وحدات قتالية، مستوحاة من الألوية والتشكيلات التقليدية التابعة للحرس الثوري الإيراني، على الخطوط الأمامية إلى جانب المليشيات السورية والعراقية وحزب الله اللبناني، منذ أكتوبر 2016. ويبدو أن أفراد هذه الوحدات يعملون ككوادر، ويتم توزيعهم على المجموعات المليشيوية العراقية والسورية واللبنانية، التي تعمل بدورها كجنود مشاه.
ولطالما جاهد المسئولون الإيرانيون لإخفاء مدى انخراطهم في الصراع السوريّ، وأصروا مرارا وتكرارا على أنهم يقتصرون على تقديم المشورة والتدريب والدعم للقوات السورية. لكن ما ذكرته وسائل الإعلام في طهران، ومواقع التواصل الاجتماعية، عن وقوع إصابات في صفوف الإيرانيين، تحكي قصة مختلفة.
بتحليلٍ دقيق للرتب وأفراد الوحدات الإيرانية التي أفادت التقارير بأنهم قُتِلوا في سوريا؛ يتبين أن ضباط الحرس الثوري يقودون الجنود في القتال، ولا يكتفون بتقديم المشورة. وبالمقارنة بين بيانات الإصابات وتواريخ العمليات التي تشنها القوات الموالية للنظام في سوريا؛ يمكن إثبات أن معظم هذه الوحدات التابعة للحرس الثوري الإيراني شاركت في العمليات الهجومية الكبرى في محيط حلب ما بين أكتوبر 2015 وفبراير 2016، وحظيت بتسهيلات بعد بدء العمليات الجوية الروسية.
ومع ذلك، تُظهِر البيانات أنه من غير المرجح أن يكون الضباط الإيرانيون يقودون قوات إيرانية في سوريا، حيث لم يتم الإبلاغ عن عدد كافٍ من الإصابات بين الأفراد المجندين في الحرس الثوري، يفسر عدد الضباط الذين قتلوا استنادا إلى نسب الإصابات العادية. وبالتالي، نحن نفترض أن الحرس الثوري الإيراني طوَّر قدرته على إرسال وحدات من الكوادر إلى سوريا، وزرعها وسط المجموعات المسلحة، ونجحت في قيادة هذه المليشيات خلال عمليات قتالية صعبة للغاية.
هذه القدرة، هي التطور الطبيعي لتصميم الحرس الثوري ذاته؛ حيث أن وحداته مهيأة لتلقي تعزيزات من قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) في أوقات الحرب. لكن إجراء عمليات بهذا التنوع، على أرض أجنبية، مع تكتل من المليشيات، وعبر حواجز لغوية؛ يمثل صعوبةً بالغة. وإذا كان الحرس الثوري أتقن في الواقع هذه القدرة، فإنه بذلك يكون قد هيَّأ نفسه لاستخدام أعداد صغيرة من القوات التقليدية في ساحات القتال الخارجية؛ لإحداث آثار لا تتناسب مع حجمها. وهو ما يشكل زيادة كبيرة في قدرة إيران على نشر القوات العسكرية التقليدية في الخارج.
وقد تستخدم إيران هذا النمط من عمليات التدخل السريع في أماكن أخرى، مثل: العراق واليمن ولبنان، مع مجموعات كبيرة من الحلفاء والوكلاء المسلحين. هذا التطور في الأسلوب القتالي الإيراني، إلى جانب نية طهران المعلنة لشراء قاذفات قنابل متقدمة من روسيا، يشير إلى أن الجمهورية الإسلامية ربما تسعى لامتلاك قدرة عسكرية تقليدية، يمكن أن تستخدمها لتحدي جيوش دول المنطقة، مثل: السعودية والإمارات وإسرائيل، بشكل مباشر أو عبر حروب بالوكالة.
ورغم أنه من السابق لأوانه استنتاج أن الحرس الثوري الإيراني يعتزم توزيع هذه القدرة على كل أو بعض وحداته، فمن الواضح أن المحللين الغربيين يجب عليهم أن يعيدوا النظر في التقييمات التي تعود لعقود حول اعتماد طهران على قوة القدس والوكلاء لخوض معاركها في الخارج. ويجب علينا أن نفتح عقولنا لاحتمال أن إيران، بعد رفع العقوبات، تعتزم على أن تصبح لاعبًا لإقليميًا عسكريًا مهما.

ترجمة: علاء البشبيشي

أبريل 20, 2016 نقلا عن  معهد أميركان إنتربرايز