ترى أوساط حقوقية مراقبة للشأن الإيراني أن المحافظين سيقاومون أي نزوع انفتاحي داخل المجتمع الإيراني قد يوحي به توسيع دور المرأة في الحياة العامة.
وتنبه هذه الأوساط إلى أن استهداف المرأة في إيران سيكون أداة من أدوات المعسكر المحافظ لوقف تمدد الإصلاحيين بقيادة الرئيس حسن روحاني، لا سيما بعد الفوز الذي حققه الإصلاحيون والمستقلون في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ما يؤكد هيمنة الدولة الدينية على الدولة السياسية في البلاد، لا سيما أن 49 امرأة قد عملن في البرلمان منذ عام 1979، وهو ما يمثل 3 بالمئة فقط من جميع المقاعد البرلمانية.
وتوقف المراقبون طويلا عند قرار لجنة الانتخابات في إيران القاضي بإلغاء أصوات المرشحة الإصلاحية الفائزة بانتخابات مجلس الشورى عن دائرة أصفهان، مينو خالقي (30 عاما)، بداعي ظهور صور مسرّبة لها في أوروبا والصين دون لبس الحجاب الشرعي المفروض في البلاد.
ودافعت خالقي عن نفسها، وأكدت أن الصور مزيفة واستخدمت لأهداف سياسية خبيثة، وأنها تعرضت إلى “تهم وافتراءات وحملة كاذبة شعواء ضد سمعتها وشرفها بما يتنافى مع كل القيم والتعاليم الإسلامية من قبل البعض من عديمي الضمائر والأخلاق”.
وقد جاء القرار من مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون، والذي أضاف في حيثيات حوافزه أن المرشحة الفائزة متهمة بـ”مصافحة الرجال خلال زيارة مسؤولين أجانب”.
واستغربت مواقع إيرانية القرار منوّهة أنها المرة الأولى التي يقوم فيها مجلس صيانة الدستور برفض أهلية نائب فائز، ذلك أن هذه الصلاحية من اختصاص البرلمان نفسه.
وترى أوساط مراقبة أن المتشددين يقفون وراء إقصاء خالقي التي كانت قد طرحت قضية الدفاع عن حقوق المرأة ضمن أولوياتها خلال حملتها الانتخابية.
ولفت المراقبون إلى أن الرئيس حسن روحاني لم يستطع الاعتراض على هذا القرار، واكتفى بالتغريد على تويتر في حينها دعما لخالقي، لكن بشكل غير مباشر.
وذكروا أن الرئيس حسن روحاني يتراجع عن تعهداته في عام 2013 والتي وعد فيها بالقتال من أجل الدفاع عن حقوق المرأة.
وأُثير موضوع حقوق المرأة في إيران على مستوى واسع قبل أشهر على خلفية منع نيلوفر أردلان كابتن فريق لعبة كرة الصالات (فوتسال) للسيدات من السفر للمشاركة في بطولة آسيا للسيدات، بعد إخفاقها في الحصول على إذن سفر من زوجها.
وكان تقرير في صحيفة الغارديان البريطانية ذكر أن القيود التي تضعها الحكومة الإسلامية في إيران على لباس المرأة فشلت في حمايتها من التحرش والاعتداءات الجنسية، مشيرا إلى أن المرأة تعاني من التحرش، وقد أفردت الصحيفة تحقيقا ميدانيا يتحدث عن هذه الظاهرة.
ويرى حقوقيون أن الناشطين في مجال حقوق المرأة في إيران يديرون معركتهم بطريقة خاطئة، وعليهم أن يدركوا أن إحراز تقدم في هذا المجال لا يجب أن يكتفي بتحدي رجال الدين بل بـ”نقل المعركة من الحوزة إلى داخل أروقة مجلس الوزراء”.
صحيفة العرب اللندنية