أثارت تصريحات دونالد ترامب مرشح الرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري، والتي تهجم فيها على الإسلام والمسلمين، بالقول: “الإسلام يكره الولايات المتحدة”، في مناظرة تلفزيونية مع منافسيه في ميامي، وتحدثه، لاحقاً، عن منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، أثارت موجة غضب وامتعاض شديد في العالم؛ إذ تعرض لانتقادات شديدة عالمياً وأميركياً وحتى من المحافظين أنفسهم. وعلى الرغم من ذلك كله، لم يتمكن أحد من منافسيه الجمهوريين من الصمود أمامه، حيث انسحب آخر المرشحين المنافسين، ليصبح هو المرشح الوحيد للحزب، على الرغم من معارضته وانتقاده من قيادات حزبية ورؤساء سابقين، مثل بوش الأب وبوش الإبن .
الخوف من تصريحات ترامب المعادية للمسلمين وهاجس توليه الرئاسة ألقتا بظلالهما على الحياة السياسية في البلدان التي تحكمها أحزاب إسلامية (سنية وشيعية)، ولا سيما في تركيا والعراق، إذ يمكننا تشخيص خلافات حادة بين الأحزاب الإسلامية في البلدين، ولا تنحصر الخلافات بين الأحزاب المتنافسة، وإنما انتقلت إلى داخل الحزب الواحد أيضاً.
في تركيا، تصاعدت حدة الخلافات والتوتر بين قطبي حزب العدالة والتنمية: رجب طيب أردوغان وأحمد داود أوغلو، ومع نفيهما الخلاف، إلا أن الوقائع تشير إلى اختلافهما ووصولهما إلى نقطة اللاعودة، ولا سيما بعد أن سُحبت صلاحية تعيين رؤساء فروع الحزب في الأقاليم من أوغلو، وازدادت الخلافات بينهما لأسباب متعددة، منها ما جاء به تقرير استخباراتي نشر على الأنترنت، يحمل اسم “نقاط خيانة الأمانة”، أحصى عشر نقاط، خان فيها أوغلو أردوغان، أبرزها أن أوغلو لم يلتزم بشرطين وضعهما أردوغان لتسليمه زعامة حزب العدالة والتنمية، هما: إقرار نظام حكم رئاسي والامتناع عن التعاون مع الغرب الذي يريد إطاحة أردوغان مستغلاً الملفين السوري والفلسطيني، ومن أسباب الخلاف اتهام أوغلو بقيامه بتحركات خفية تهدف إلى عزل أردوغان، فضلاً عن اتهامه بفتح قنوات اتصال مع جماعة فتح الله غولن المحظورة سياسياً.
في العراق، أدت الأحداث التي شهدتها الساحة السياسية من اعتصام برلمانيين، واقتحام مجلس النواب من المتظاهرين، فضلاَ عن تعطيل السلطتين التشريعية والتنفيذية، إلى اتساع الخلافات بين الأحزاب الإسلامية العراقية (السنية والشيعية) مع بعضها، فضلاً عن خلافات وانقسامات داخل الحزب الواحد، فحزب الدعوة الإسلامية الشيعي انشق إلى فريقين، أحدهما مع النواب المعتصمين ضد الرئاسات الثلاث، وآخر مع فريق الرئاسات، وكذلك الحال بالنسبة لنواب كتلة الأحرار بزعامة مقتدى الصدر، والتي استقال منها نائبان، ليبقيا مع النواب المعتصمين، ولم يختلف الحزب الإسلامي العراقي (السني) كثيراً، إذ شهد هو الآخر خلافات وانشقاقات بين صفوفه، كما أن هذه الخلافات احتدمت بين الأحزاب مع بعضها إلى درجة أعلن فيها بعضهم عن نيته تشكيل تحالفات جديدة عابرة للقومية والطائفية، والبحث عن بدائل لكل من حيدر العبادي (حزب الدعوة) وسليم الجبوري (الحزب الإسلامي).
وفي السياق، كشف الإعلامي أحمد ملا طلال في برنامجه (من الآخر) الذي يبث على الهواء مباشرةً عبر قناة دجلة الفضائية يوم 4 ايار/ مايو أن مصادر تتحدث عن لقاء جمع بين نوري المالكي، الأمين العام لحزب الدعوة، وهمام حمودي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب عن كتلة المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، وطلب حمودي من المالكي أن يقدم حزب الدعوة بديلاً عن العبادي، إلا أن المالكي قال لا يوجد بديل، وليس في النية تقديم بديل من حزب الدعوة، فالمنصب جلب على الحزب ويلاً وثبوراً، والحزب زهد بالمنصب، وطلب المالكي أن يرشح المجلس الأعلى بديلاً من أعضائه، بيد أن حمودي رفض ذلك بالقول: نحن غير مستعدين لحرق أحد أوراقنا بتولي منصبٍ في سنتي قحط وأزمات مالية وأمنية وسياسية، أي أنه عبر عن زهد المجلس الأعلى بالمنصب (رئاسة الوزراء).
وفي البرنامج نفسه، كشف عن اجتماعات جرت في عَمان الأردنية بين قيادات تحالف القوى العراقي (السني) للبحث عن بديل لسليم الجبوري، وأن المصادر تتحدث عن نية التحالف سحب المنصب من الحزب الإسلامي وتوليه للمدنيين، وقد صرح ضيفه إياد السامرائي، رئيس الحزب الإسلامي، أن حزبه على استعداد لترك المنصب والزهد به، فمنذ متى كانت الأحزاب الإسلامية العراقية تزهد بالمناصب العليا وتتخلى عن امتيازاتها؟
قد يكون الربط بين ترشيح ترامب وتصريحاته المناوئة للإسلاميين وبين الخلافات الحادة التي تعصف بالأحزاب السياسية الإسلامية في العراق وتركيا، مجرد هواجس أو طموحات تنتابنا بعد كل ما عانيناه من فساد الأحزاب الإسلامية وعبثها، ولعلها مجرد مصادفة جمعت بين الحدثين، لكن ما تجدر الإشارة إليه أن تصاعد الخلافات والانشقاقات بين هذه الأحزاب الإسلامية حقيقةٌ واقعيةٌ، ويمكن للمراقبين تشخيصها بدقة وعلمية.
الخوف من تصريحات ترامب المعادية للمسلمين وهاجس توليه الرئاسة ألقتا بظلالهما على الحياة السياسية في البلدان التي تحكمها أحزاب إسلامية (سنية وشيعية)، ولا سيما في تركيا والعراق، إذ يمكننا تشخيص خلافات حادة بين الأحزاب الإسلامية في البلدين، ولا تنحصر الخلافات بين الأحزاب المتنافسة، وإنما انتقلت إلى داخل الحزب الواحد أيضاً.
في تركيا، تصاعدت حدة الخلافات والتوتر بين قطبي حزب العدالة والتنمية: رجب طيب أردوغان وأحمد داود أوغلو، ومع نفيهما الخلاف، إلا أن الوقائع تشير إلى اختلافهما ووصولهما إلى نقطة اللاعودة، ولا سيما بعد أن سُحبت صلاحية تعيين رؤساء فروع الحزب في الأقاليم من أوغلو، وازدادت الخلافات بينهما لأسباب متعددة، منها ما جاء به تقرير استخباراتي نشر على الأنترنت، يحمل اسم “نقاط خيانة الأمانة”، أحصى عشر نقاط، خان فيها أوغلو أردوغان، أبرزها أن أوغلو لم يلتزم بشرطين وضعهما أردوغان لتسليمه زعامة حزب العدالة والتنمية، هما: إقرار نظام حكم رئاسي والامتناع عن التعاون مع الغرب الذي يريد إطاحة أردوغان مستغلاً الملفين السوري والفلسطيني، ومن أسباب الخلاف اتهام أوغلو بقيامه بتحركات خفية تهدف إلى عزل أردوغان، فضلاً عن اتهامه بفتح قنوات اتصال مع جماعة فتح الله غولن المحظورة سياسياً.
في العراق، أدت الأحداث التي شهدتها الساحة السياسية من اعتصام برلمانيين، واقتحام مجلس النواب من المتظاهرين، فضلاَ عن تعطيل السلطتين التشريعية والتنفيذية، إلى اتساع الخلافات بين الأحزاب الإسلامية العراقية (السنية والشيعية) مع بعضها، فضلاً عن خلافات وانقسامات داخل الحزب الواحد، فحزب الدعوة الإسلامية الشيعي انشق إلى فريقين، أحدهما مع النواب المعتصمين ضد الرئاسات الثلاث، وآخر مع فريق الرئاسات، وكذلك الحال بالنسبة لنواب كتلة الأحرار بزعامة مقتدى الصدر، والتي استقال منها نائبان، ليبقيا مع النواب المعتصمين، ولم يختلف الحزب الإسلامي العراقي (السني) كثيراً، إذ شهد هو الآخر خلافات وانشقاقات بين صفوفه، كما أن هذه الخلافات احتدمت بين الأحزاب مع بعضها إلى درجة أعلن فيها بعضهم عن نيته تشكيل تحالفات جديدة عابرة للقومية والطائفية، والبحث عن بدائل لكل من حيدر العبادي (حزب الدعوة) وسليم الجبوري (الحزب الإسلامي).
وفي السياق، كشف الإعلامي أحمد ملا طلال في برنامجه (من الآخر) الذي يبث على الهواء مباشرةً عبر قناة دجلة الفضائية يوم 4 ايار/ مايو أن مصادر تتحدث عن لقاء جمع بين نوري المالكي، الأمين العام لحزب الدعوة، وهمام حمودي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب عن كتلة المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، وطلب حمودي من المالكي أن يقدم حزب الدعوة بديلاً عن العبادي، إلا أن المالكي قال لا يوجد بديل، وليس في النية تقديم بديل من حزب الدعوة، فالمنصب جلب على الحزب ويلاً وثبوراً، والحزب زهد بالمنصب، وطلب المالكي أن يرشح المجلس الأعلى بديلاً من أعضائه، بيد أن حمودي رفض ذلك بالقول: نحن غير مستعدين لحرق أحد أوراقنا بتولي منصبٍ في سنتي قحط وأزمات مالية وأمنية وسياسية، أي أنه عبر عن زهد المجلس الأعلى بالمنصب (رئاسة الوزراء).
وفي البرنامج نفسه، كشف عن اجتماعات جرت في عَمان الأردنية بين قيادات تحالف القوى العراقي (السني) للبحث عن بديل لسليم الجبوري، وأن المصادر تتحدث عن نية التحالف سحب المنصب من الحزب الإسلامي وتوليه للمدنيين، وقد صرح ضيفه إياد السامرائي، رئيس الحزب الإسلامي، أن حزبه على استعداد لترك المنصب والزهد به، فمنذ متى كانت الأحزاب الإسلامية العراقية تزهد بالمناصب العليا وتتخلى عن امتيازاتها؟
قد يكون الربط بين ترشيح ترامب وتصريحاته المناوئة للإسلاميين وبين الخلافات الحادة التي تعصف بالأحزاب السياسية الإسلامية في العراق وتركيا، مجرد هواجس أو طموحات تنتابنا بعد كل ما عانيناه من فساد الأحزاب الإسلامية وعبثها، ولعلها مجرد مصادفة جمعت بين الحدثين، لكن ما تجدر الإشارة إليه أن تصاعد الخلافات والانشقاقات بين هذه الأحزاب الإسلامية حقيقةٌ واقعيةٌ، ويمكن للمراقبين تشخيصها بدقة وعلمية.
همام السليم
صحيفة العربي الجديد