“مهدي نوروزي”، من ميليشيا الباسيج، التي غالبًا ما تملأ الفراغات في صفوف القوى العاملة لفيلق الحرس الثوري قوة القدس، قتل في العراق هذا الشهر، ليصبح العضو السادس الذي يقتل هناك من بين أعضاء تلك القوة منذ يونيو/حزيران عام 2014.
وفي يوم 11 يناير 2015، ذكرت الصحف الإيرانية أن “نوروزي” قتل في العراق خلال تبادل لإطلاق النار مع “الدولة الإسلامية”، حدث في اليوم السابق. وزعمت وسائل الإعلام هذه أن الرجل كان يدافع عن مرقد الإمام العسكري في سامراء، محافظة صلاح الدين. ولكن هذا جزء من الدعاية التي تسعى طهران لتبرير وجودها في العراق من خلالها، وبالتالي قد يكون نوروزي قتل في أي مكان أخر من المحافظة.
وقالت صحف الاتجاه وشفق نيوز إن “نوروزي” كان قائدًا في قوات الباسيج، وهي ميليشيا تشكلت في عام 1979 للمساعدة في حماية النظام الثوري الجديد لآية الله روح الله الخميني. الميليشيا تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني، وكانت قد استخدمت لإخماد الحركة الخضراء في إيران في عام 2009، وتم نشرها أيضًا للقتال في سوريا دفاعًا عن حكومة الأسد. وغالبًا ما تستدعي قوة القدس ميليشيا الباسيج عندما يكون لديها نقص في القوى العاملة، أو عندما يتوجب عليها نشر قوات كبيرة في مناطق أجنبية، كما هو الحال في سوريا والعراق.
ورسميًا، نوروزي هو القائد الإيراني السادس الذي يموت في العراق منذ يونيو. في 28 ديسمبر 2014، قتل الجنرال، حميد تقوي، من الحرس الثوري الإيراني من قبل قناص من داعش في صلاح الدين. وتوفي عضو الحرس الثوري الإيراني، علي رضا مشاجري، في كربلاء في شهر يونيو، جنبًا إلى جنب مع قائد إيراني آخر مجهول قتل في نفس الشهر. وفي يوليو، توفي العقيد في الحرس الثوري، كمال شيرخاني، في هجوم بقذائف المورتر في سامراء، جنبًا إلى جنب مع العقيد شوجات مورجاني، الذي كان طيارًا في الحرس الثوري، قوة القدس.
وتشير كل من هذه الوفيات إلى أن الإيرانيين قد نشروا رجالهم في الخطوط الأمامية، حيث يقومون بتقديم المشورة لقوات الأمن العراقية (ISF) والميليشيات المتحالفة معها، وكذلك دعم الغارات الجوية.
وكان هؤلاء قد دخلوا العراق كجزء من الاتفاقية الأمنية الموقعة بين رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، وطهران، مباشرةً بعد سقوط الموصل في يونيو/حزيران. وقوة القدس هي من تقود هذه المهمة، ولهذا كان جميع الضحايا الإيرانيين من المنتمين إليها.
وبرزت إيران كقوة رئيسة في العراق منذ الصيف؛ حيث كانت أول دولة تعلن التزامها الكامل بالعراق بعد سقوط الموصل، ولعبت دورًا حاسمًا في المعركة ضد “الدولة الإسلامية” منذ ذلك الحين. لقد ساعدت في وضع الكثير من استراتيجية بغداد الأمنية، وتنظيم الميليشيات المتحالفة معها، وتقديم المستشارين، وتنفيذ الغارات الجوية. كما وباعت طهران للعراق ما قيمته مليارات الدولارات من المعدات العسكرية التي تشتد الحاجة إليها الآن.
وكلف كل هذا إيران ستة من أرواح قياداتها العسكرية، وربما يكون هناك أرواح أكثر لم يبلغ عنها. ولكن، وفي جميع الحالات، يبدو استثمار طهران هذا في العراق مجديًا، حيث سيكون لإيران الدور المهيمن داخل المؤسسات العراقية عندما ينتهي الصراع الحالي.
وقد تم توسيع دور الميليشيات الموالية لإيران بعد سقوط الموصل في يونيو/حزيران. وساعدت هذه الميليشيات، في أغسطس/آب، في كسر الحصار عن قرية أمرلي في صلاح الدين، وقيل إن مستشارين من قوة القدس كانوا يعملون معها.
وكما هو الحال في سوريا، نسقت الكتائب عملياتها مع الجنرال سليماني. وأيضًا، لم تكن الحكومة الإيرانية واثقة من قدرات قوى الأمن الداخلي عندما بدأ القتال المفتوح في الأنبار في يناير/كانون الثاني، ولذلك دعت الميليشيات المتحالفة معها مرة أخرى لحماية الحكومة.
واليوم، تشكل هذه الجماعات مقدار النصف أو أكثر من القوات الحكومية، حيث تم دمجها بشكل غير رسمي ضمن وحدات من قوى الأمن الداخلي. ومثل دمشق، تعتمد بغداد الآن إلى حد كبير على الدعم الإيراني والميليشيات لقتال المتمردين على أرضها.
جويل وينغ – بزنس إنسايدر (التقرير)
http://goo.gl/KVmSjW