اغتيل الملا أختر محمد منصور زعيم حركة طالبان السابق في هجوم لطائرة أميركية بدون طيار، يوم 21 مايو/أيار 2016، في المنطقة الحدودية بين إيران وباكستان وبالقرب من الحدود الأفغانية، واجتمع الشورى القيادي لحركة طالبان في مدينة “كويتا” الباكستانية لتعيين الزعيم الجديد بعد الحادث مباشرة، وتمكَّن في غضون أربعة أيام من الإعلان عن تعيين المولوي هيبة الله آخوند زاده زعيمًا جديدًا لحركة طالبان بعد تأكيده لصحة خبر وفاة الملا أختر محمد منصور، كما عيَّن المجلس المذكور الملا سراج الدين حقاني الابن الأكبر للشيخ جلال الدين حقاني والملا محمد يعقوب ابن الملا محمد عمر الزعيم السابق لحركة طالبان نائبيْن له، وقد أثارت هذه الحوادث ردود أفعال متفاوتة في داخل أفغانستان وخارجها، كما حازت تلك الحوادث على اهتمام كبير على المستوى المحلي والدولي على حدٍّ سواء، وذلك لأن هذه المنطقة تعتبر من أهم بؤر الصراع الذي يهدِّد استقرار العالم بكامله، وتعتبر حركة طالبان لاعبًا مهمًّا فيه.
لهذه الأسباب وغيرها من الطبيعي أن تثار أسئلة حول تداعيات مقتل الملا أختر محمد منصور على مستقبل حركة طالبان وعلى علاقات حركة طالبان بباكستان وإيران، كما تثار أسئلة حول مستقبل الحرب والسلم في أفغانستان في ظل القيادة الجديدة لحركة طالبان، وهو ما تناقشه هذه الورقة وتحاول الإجابة عليه.
لماذا قُتِل الملا منصور؟
برَّرت أميركا مقتل الملا أختر محمد منصور بأنه كان عائقًا كبيرًا أمام الصلح وأن حركة طالبان نفَّذت تحت قيادته العديد من العمليات التي تسبَّبت في مقتل الآلاف من المدنين الأفغان، والعديد من أفراد القوات الأفغانية والأميركية(1)، وهو ما ذكرته وزارة الدفاع الأميركية، لكن حركة طالبان ترفض ذلك وتقول: إن الملا أختر محمد منصور لم يكن عائقًا أمام المصالحة في أفغانستان، بل كان عائقًا أمام تصور خاص للمصالحة.
ويؤكد الكثير من قيادات حركة طالبان أن الملا أختر محمد منصور كان راغبًا بشدة في محادثات السلام، ويُعرَف في داخل حركة طالبان بمهندس العلاقات السياسية لها، وكان هو وراء فتح المكتب السياسي لحركة طالبان في قطر في شهر يونيو/حزيران من عام 2013؛ حيث كان الملا محمد عمر قد تُوفي قبل هذا التوقيت، ومع ذلك كان يرفض طلب باكستان وضغطها للمشاركة في المحادثات الرباعية (بين أفغانستان، وباكستان، والصين، وأميركا)، وكان يعتبر هذه المحادثات وسيلة تزوير لإرادة حركة طالبان.
لا تريد حركة طالبان أن تأتي محادثات السلام على شكل عملية استسلام للحكومة الأفغانية، بل تريد أن تكون وسيلة للتوافق على نظام الحكم في أفغانستان، يقول أحد الكُتّاب الموالين لحركة طالبان: “لم ترفض حركة طالبان لا في عهد الملا أختر محمد منصور ولا بعده أي اقتراح اميركي بشأن المصالحة بشرط أن يكون مؤثِّرًا في استقرار الصلح، وإنما رفضت المقترحات الأميركية التي يكون مظهرها مظهر الصلح وحقيقتها الاستسلام، وقد اغتيل الملا أختر محمد منصور بسبب رفضه لهذا النوع الأخير من مقترحات المصالحة”(2).
يمكن القول: إن الملا أختر محمد منصور لم يكن معارضًا للمصالحة الأفغانية بمقدار معارضته للتصور الخاص الذي تطرحه الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة الأميركية للمصالحة، بل إن البعض يرى أن واشنطن استهدفت الملا أختر محمد منصور للقضاء على مشروع المصالحة بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية، لأن الملا أختر منصور، حسب وجهة نظر هذه الجهات، كان لديه رغبة حقيقية في المصالحة، وكان يسعى من خلال مكتبه السياسي في قطر إلى أن يتوصل إلى صيغة مشتركة يجتمع عليها الشركاء الأفغان، إلا أن اغتياله غيَّر مسار المصالحة، وهو ما تؤكده تصريحات مستشار رئيس الوزراء الباكستاني في الشؤون الخارجية سرتاج عزيز: “كان القرار أن يُبحث عن حلٍّ للقضية الأفغانية عن طريق المحادثات، وكانت هناك بوادر تدل على مجيء حركة طالبان إلى طاولة المحادثات إلا أن قتل الملا أختر منصور غيَّر مشروع المصالحة الأفغانية رأسًا على عقب، وهذه هي المحاولة الثانية لإفشال محادثات السلام في أفغانستان، الأولى كانت بالإعلان عن وفاة الملا محمد عمر والثانية باغتيال الملا منصور”(3).
اغتيال الملا منصور وبنية حركة طالبان
عندما تولى الملا أختر محمد منصور قيادة حركة طالبان، في يوليو/تموز 2015، واجه معارضة شديدة من قبل بعض القيادات التاريخية لحركة طالبان وانفصلت مجموعة كبيرة عن جسم الحركة تحت قيادة الملا محمد رسول مع أن الملا أختر محمد منصور كان يقود حركة طالبان منذ سنوات عدَّة؛ حيث كان في البداية نائبًا للملا محمد عمر ثم قاد الحركة بعد وفاة الملا محمد عمر لسنتين تقريبًا قبل الإعلان عن وفاته.
كانت لمسات الملا أختر منصور على ترتيب أوضاع حركة طالبان بعد سقوط نظامها، عام 2001، أوضح من لمسات غيره، ومع كل ذلك لمَّا تولَّى قيادة حركة طالبان رسميًّا واجه مشاكل كثيرة، واشتد الخلاف بين أتباع حركة طالبان، وخرج من المجالس المغلقة إلى جبهات القتال، ولذلك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بعد اغتيال الملا أختر محمد منصور وتعيين الملا هيبة الله آخوند زاده زعيمًا جديدًا للحركة: هل ستتمكن حركة طالبان من أن تحافظ على تماسكها؟ وهل سيؤثِّر تعيين المولوي هيبة الله آخوند زانده زعيمًا لحركة طالبان على مستقبلها؟
لو قارنَّا بين شخصية الملا أختر محمد منصور وشخصية المولوي هيبة الله آخوند زاده لوجدنا الفارق كبيرًا بين الرجلين في الخبرة ومجالات العمل والعلاقات؛ فالملا أختر منصور كان لديه نقاط قوة قلَّما توجد في غيره من قيادات حركة طالبان، وكانت تؤهله لقيادة حركة طالبان في الفترة الحرجة بعد الإعلان عن وفاة الملا محمد عمر، يمكن أن نلخص نقاط القوة هذه بالتالي:
- كسب ثقله داخل حركة طالبان من صلته الوثيقة بالملا محمد عمر الزعيم المؤسس لحركة طالبان وثقته فيه، فقد عمل معه منذ اليوم الأول من نشأة حركة طالبان، ثم عيَّنه في حياته أحد نائبيه مع الملا برادر، وبعد إلقاء القبض على الأخير عيَّنه نائبًا له وسلَّمه مقاليد قيادة حركة طالبان.
- تمكَّن من تشكيل حركة طالبان وفق تصوره في فترة نيابته عن الملا محمد عمر ثم في فترة استقلاله بقيادة حركة طالبان بعد وفاة الملا عمر وقبل الإعلان عنها، فقد عيَّن في المواقع القيادية شخصيات مقرَّبة منه، كما أبعد من يتوقع منه المعارضة مثل عبد القيوم ذاكر وغيره.
- كانت علاقاته وطيدة بالقادة الميدانيين قبل أن يتولى قيادة حركة طالبان رسميًّا عام 2015.
- كان ذا خبرة واسعة في العلاقات السياسية، فقد نسج لحركة طالبان شبكة واسعة من العلاقات في المنطقة والعالم، فقد سافر بنفسه هو ووفوده لدول كثيرة، وكسب تأييد بعض الدول وأقنعها بوجهة نظر حركة طالبان في قضية المصالحة، وبذلك قضى على العزلة السياسية المضروبة على حركة طالبان.
- كانت لديه مقدرة كبيرة في الإدارة، وخاصة في الظروف الاستثنائية، وهذا ما أهَّله للقيام بمهمة قيادة حركة طالبان في فترة خطيرة عندما كانت معرَّضة لخطر انشقاقات كبيرة.
- إلى جانب كل ما ذُكر فقد عمل قائدًا عسكريًّا في فترات مختلفة من حياته، وكان آخر عمله قبل سقوط نظام طالبان قيادة قوات طالبان في مطار قندهار لمدة شهرين من القصف الأميركي على المطار المذكور، وهذه الخبرة مهمة في قيادة حركة عسكرية مثل حركة طالبان(4).
هذه الميزات الشخصية للملا أختر محمد منصور مكَّنته من قيادة حركة طالبان في الفترة الحرجة التي تولَّى فيها قيادتها، وتمكن من الحفاظ على تماسكها مع ما تعرضت له من تصدعات وانشقاقات.
مَّا الزعيم الجديد لحركة طالبان فهو الشيخ المولوي هيبة الله (47 عامًا) ابن الشيخ عبد الستار من مواليد مديرية (بولدك) بولاية قندهار. ينتمي لقبيلة نورزاي البشتونية، وهو وإن كان يُعرف بالعلم والتدريس لكن خبرته العملية داخل حركة طالبان تتلخص في العمل بالمحاكم العسكرية قبل سقوط نظام طالبان عام 2001، وبعد سقوطه استوطن مدينة كويتا الباكستانية وتولَّى رئاسة محاكم حركة طالبان (كان بمثابة قاضي القضاة لحركة طالبان)، وقبل عشرة أشهر تقريبًا اختير نائبًا للملا أختر محمد منصور زعيم حركة طالبان(5). ومن هنا، يبدو أنه سيواجه مشاكل كثيرة في الحفاظ على بنية حركة طالبان وعلى حيويتها، فهو رجل علم وتدريس وليس رجل سياسة وحرب، وحركة طالبان تحتاج في ظروفها الحالية لمن يملك الحنكة السياسية والخبرة الحربية مع القدرة على كسب ثقة أتباعه من المقاتلين.
يبدو أن الزعيم الجديد يفتقد للكثير من هذه الميزات، إلا أن الملا أختر محمد منصور استطاع أن يترك من ورائه مجلسًا قياديًّا نشيطًا لحركة طالبان، وكان تعيين الزعيم الجديد لحركة طالبان خلال أيام قليلة دليلًا على فعالية هذا المجلس وانسجامه، كما أنه تمكن من تفعيل القوالب التنظيمية داخل حركة طالبان مثل اللجان المركزية التي تعمل عمل الوزارات في الحكومات، ومثل تعيين الولاة والمحافظين للمحافظات التي تتواجد فيها حركة طالبان(6).
من الممكن أن يساعد هذا الوضع التنظيمي المستقر إلى حدٍّ ما القيادة الجديدة في التغلب على المشاكل، كما أن تعيين الملا يعقوب ابن الملا محمد عمر سيُكسبه ثقة أفراد حركة طالبان، وتعيين الملا سراج الدين سيساعده في تنظيم علاقاته بالقادة الميدانيين، لكنه لن يملأ الفراغ الذي تركه الملا أختر محمد منصور في العلاقات الخارجية والنشاط العسكري والتنظيمي لحركة طالبان، ومن هنا يُتوقَّع أن تضعف حركة طالبان سياسيًّا وعسكريًّا وماليًّا، كما أن علاقاته الخارجية يمكن أن تتعرض للزعزعة، وبناء عليه يمكن أن تتعرض بنية حركة طالبان لتصدعات جديدة أو يتقوى الفصيل المنشق عن جسدها بقيادة الملا محمد رسول بعد الإعلان عن وفاة الملا محمد عمر عام 2015.
الزعامة الجديدة وجهود المصالحة
أمَّا المصالحة وكيف ستتعامل معها القيادة الجديدة لحركة طالبان، فيبدو أن قضية المصالحة ستتعثر لبعض الوقت حتى وإن كانت القيادة الجديدة لحركة طالبان مقتنعة بها، لأن اتخاذ قرار المصالحة لقيادة في حركة عسكرية مثل حركة طالبان ليس سهلًا، ويتطلب إقناع القادة الميدانيين والمقاتلين في جبهات القتال بضرورته وشرعيته، وهذا يتطلب من القيادة الجديدة أن تثبِّت أقدامها داخل الحركة وتثبِّت شرعيتها أولًا، وهو ما سيأخذ من المولوي هيبة الله آخوند زاده وقتًا أطول مما أخذه من الملا أختر منصور، لأن وضعه يختلف عن وضع سلفه داخل حركة طالبان.
سيضطر الزعيم الجديد في هذه الفترة لأن يقوم ببعض العمليات العسكرية النوعية كما حدث بعد تولي الملا أختر محمد منصور، ويرسل بذلك رسائل طمئنة لمقاتلي الحركة يطمئنهم فيها بالاستمرار في القتال وعدم القبول بالمصالحة، فإنه أعلن بعد انتخابه زعيما لحركة طالبان مباشرة أن حركة طالبان لن تشارك في محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية(7). هذا ما يقوله أكثر المحللين وهذا ما توقعه الرئيس الأميركي باراك أوباما في حديث له مع وسائل الإعلام بعد إعلان اسم الزعيم الجديد لحركة طالبان: “أتنبأ بأن طالبان ستستمر في ممارسة العنف”، وأضاف قائلًا: “ومع ذلك لا أنتظر، لكن أرجو أن تتوصل حركة طالبان إلى ضرورة إجراء محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، لكن أشك في أن يحدث ذلك في القريب العاجل”(8).
مع ذلك، يبدو أن المصالحة هي الخيار الاستراتيجي لحركة طالبان، وأن لدى الحركة قرارًا بأن حلَّ القضية الأفغانية يكمن في المحادثات لكن بشرط أن تتوفر فيها الشروط اللازمة للصلح، وكان هذا هو قرار حركة طالبان عندما كان المولوي هيبة الله آخوندزاده والملا سراج الدين حقاني يعملان نائبين للملا أختر محمد منصور، ومن هنا لا يُتوقَّع أن يتغير هذا القرار الاستراتيجي بتغير القيادة، وهذا ما يؤكِّده كُتَّاب حركة طالبان، يقول أحد هؤلاء وهو يكتب باسم مستعار: “يقوم الأميركان وبعض المحللين السياسين بالاستمرار بدعاية ضد القيادة الجديدة لحركة طالبان، ويتهمونها بأنها متطرفة، وأن العنف سيزداد وأن القتال سيشتد تحت قيادته أكثر من ذي قبل، لكن الحقيقة التي يجب أن تُعرَف هي أن حركة طالبان لم تعارض أي مقترح بشأن المصالحة لا في عهد الملا أختر محمد منصور ولن ترفضه حاليًّا بشرط أن يكون المقترح مؤثِّرًا في استقرار الصلح حقيقة. نعم، لقد رُفضت تلك المقترحات الأميركية التي كانت في ظاهرها مقترحًا للمصالحة وفي حقيقة الأمر لم تكن تعني سوى الاستسلام…المصالحة تتحقق برضى الطرفين، أمَّا الضغوط واستخدام السلاح فلن يؤدي إلى المصالحة أبدًا، يتهم الأميركان القيادة الجديدة بالعنف والتشدد لأنهم يدركون أنه لن يقبل مثل سلفه المقترحات الأميركية للمصالحة الشبيهة بالاستسلام”(9). يُستَشَفُّ من هذا أن حركة طالبان ماضية في نهجها القديم في السعي نحو المصالحة لكن بشروطها ووفق برنامجها.
العلاقات الخارجية لحركة طالبان
كُتبت تحليلات كثيرة حول تأثير حادثة مقتل الملا أختر محمد منصور على علاقات حركة طالبان مع إيران وباكستان، وحاولت كل جهة أن تستغل هذه الحادثة لاستمالة حركة طالبان إليها والاستفادة منها كورقة ضد خصمها، فاتَّهم بعض الكُتَّاب الاستخبارات الإيرانية بالتواطؤ مع الأميركان وتسريب المعلومات حول الملا أختر منصور للاستخبارات الأميركية، وأنه بناء على تلك المعلومات تمكَّنت القوات الأميركية من استهدافه، بينما تقول الرواية الأخرى: إن الاستخبارات الباكستانية هي التي وفَّرت المعلومات للأميركان حول الملا أختر محمد منصور، لأنه سافر إلى إيران لتوطيد العلاقات بروسيا وإيران من غير إذن الحكومة الباكستانية، وأنه كان يرفض الحضور في المحادثات الرباعية للسلام لترسل بذلك رسالة لقيادات حركة طالبان بأن كل من يحلو له أن يخرج من سيطرة باكستان سيكون مصيره مثل مصير الملا أختر محمد منصور(10).
لا شك أن هذا الحادث سيؤثِّر على نفسيات مقاتلي حركة طالبان تجاه إيران أو باكستان كلٍّ حسب تحليله ووجهة نظره، لكن الذي يبدو من موقف حركة طالبان الرسمي أنها لا تريد أن تتورط مع باكستان أو إيران بسبب هذا الحادث أو تفسد علاقاتها بهما، لأنها تعتقد أن الملا أختر محمد منصور كان يستخدم الهاتف الذكي، وأن الأميركان تمكَّنوا من مراقبة تحركاته من خلال هاتفه واستطاعوا أن يصلوا إليه.
بعد أن يعترف أحد الكتَّاب الموالين لحركة طالبان، وبالاستناد إلى مصادر مقربة من حركة طالبان بذهابه إلى إيران لكن بغرض الانتقال من منطقة إلى أخرى في أفغانستان، وبعد اعترافه بأن جواز سفره أُخِذ منه على الحدود الباكستانية-الإيرانية في “تفتان”، وأنه تم تصويره هناك ثم رفعت تلك الصور إلى الإعلام، يقول: “بناء على معلوماتي التي حصلت عليها من مصادر مقربة من طالبان، فإن الملا أختر منصور كان يستخدم في بعض الأحيان الهاتف الذكي للاتصال بأتباعه وأصدقائه، والوصول إلى الشخص عن طريق الوسائل الإلكترونية أمر ميسور للأفراد فكيف بالمؤسسات الاستخباراتية”(11).
سيفتح وجود الملا سراج الدين حقاني في قيادة حركة طالبان مع المولوي هيبة الله آخوند زاده بابًا كبيرًا للتأثير الباكستاني على حركة طالبان، لأن علاقاته بالجهات الباكستانية وطيدة جدًّا، فالجيش الباكستاني مع ضغوط أميركية مستمرة عليه لم يقم بإجراء عمليات عسكرية ضد مراكز المولوي جلال الدين حقاني المتواجدة في وزيرستان، ومن هذا يتخوف رئيس الاستخبارات الأفغانية السابق، رحمت الله نبيل، فإنه يرى أن حركة طالبان ستقع في قبضة باكستان إن وصل الملا سراج الدين حقاني إلى رأس الهرم في قيادة حركة طالبان(12).
خلاصة
لا يمكن اعتبار مقتل الملا أختر محمد منصور حدثًا عاديًّا عابرًا مرَّ بحركة طالبان، بل هو حادث سيترك آثارًا عميقة على تماسكها ونشاطها السياسي والتنظيمي والعسكري، كما أنه سيؤثِّر على تمويلها وعلاقاتها بدول المنطقة والعالم.
ومن المتوقع أن تتعثر جهود المصالحة لبعض الوقت على أقل تقدير، فالقيادة الجديدة لحركة طالبان ستقوم ببعض العمليات العسكرية لتثبت أن الحركة لم تضعف بمقتل زعيمها، كما أن هذه القيادة تحتاج بعض الوقت لتثبيت أقدامها وكسب ثقة أتباعها داخل حركة طالبان لتتحرك لاحقًا نحو المصالحة. وأمَّا علاقاتها بإيران وباكستان فلا شك في أنها ستتأثر على مستوى الأفراد والأشخاص لكن الحركة رسميًّا تسعى أن لا تُفسد هذه العلاقات لأهميتها.
مراجع
1- تقرير (بنتاكون: ملامنصور رهبر طالبان را هدف قرار داديم) “البناغون: تعرض الملا منصور زعيم حركة طالبان لهجوم من قبلنا” نشرة موقع بي بي سي بالفارسية، يوم 21 مايو/أيار 2016، على العنوان التالي (http://www.bbc.com/persian/afghanistan/2016/05/160521_u07_mullah_mansur_taliban_targeted_us-strike) وتمت مراجعته يوم 7 يونيو/حزيران 2016.
2- انظر شاهد غزنيوال (اسم مستعار) مقال بعنوان (ولي د طالبانو د نوي مشر به اره د سخت دريزي تبليغات كيزي) “لماذا يُروَّج في الإعلام أن الزعيم الجديد لحركة طالبان متطرف” المنشور على موقع (نن تكي آسيا) الموالي لحركة طالبان يوم 30 مايو/أيار 2016، على العنوان التالي: (http://www.nunn.asia/74894/%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%AF-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%88-%D8%AF-%D9%86%D9%88%D9%8A-%D9%85%D8%B4%D8%B1-%D9%BE%D9%87-%D8%A7%DA%93%D9%87-%D8%AF-%D8%B3%D8%AE%D8%AA-%D8%AF%D8%B1%DB%8C%DA%81/ ) وتمت مراجعته يوم 8 يونيو/حزيران 2016.
3- راجع تقرير (سرتاج عزيز: د ملا اختر منصور كسي كي حوالي نهين كي) “سرتاج عزيز:لم نسلَّم أحدًا جسد الملا منصور” المنشور يوم 26 مايو/أيار 2016، المنشور على موقع “D.W” على العنوان التالي (http://www.dw.com/ur/%D9%85%D9%84%D8%A7-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B1-%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1-%DA%A9%DB%8C-%D9%84%D8%A7%D8%B4-%DA%A9%D8%B3%DB%8C-%DA%A9%DB%92-%D8%AD%D9%88%D8%A7%D9%84%DB%92-%D9%86%DB%81%DB%8C%DA%BA-%DA%A9%DB%8C-%D8%B3%D8%B1%D8%AA%D8%A7%D8%AC-%D8%B9%D8%B2%DB%8C%D8%B2/a-19283894/ ) وتمت مراجعته يوم 7 يونيو/حزيران 2016.
4- راجع لمثل هذه الميزات مقال “ميوند سادات” (اسم مستعار غالبًا) بعنوان (د منصور صاحب حو بعديز شخصيت) “شخصية السيد منصور ذات أبعاد متنوعة” المنشور على موقع (نن تكي آسيا) يوم 2 يونيو/حزيران 2016 على العنوان التالي (http://www.nunn.asia/75152/%D8%AF-%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%B5%D8%A7%D8%AD%D8%A8-%DA%85%D9%88-%D8%A8%D8%B9%D8%AF%DB%8C%D8%B2-%D8%B4%D8%AE%D8%B5%DB%8C%D8%AA/ ) وتمت مراجعته يوم 8 يونيو/حزيران 2016.
5- انظر: محمد مطمئن، مقال بعنوان (د طالبانو نوي مشر شيخ مولوي هبت الله) “الزعيم الجديد لحركة طالبان الشيخ هيبة الله” المنشور على موقع “نن تكي آسيا” يوم 25 مايو/أيار 2016، على العنوان التالي (http://www.nunn.asia/74460/%D8%AF-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%88-%D9%86%D9%88%DB%8C-%D9%85%D8%B4%D8%B1-%D8%B4%DB%8C%D8%AE-%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D9%8A-%D9%87%D8%A8%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87/ ) وتمت مراجعته يوم 8 يونيو/حزيران 2016.
6- راجع جمال بشتون، مقال بعنوان (طالبانو كي رهبري حومره مهمه ده) “إلى أي مدى تهم الزعامة في حركة طالبان؟” المنشور على موقع “نن تكي آسيا” يوم 24 مايو/أيار 2016 على العنوان التالي http://www.nunn.asia/74373/%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%88-%DA%A9%DB%90-%D8%B1%D9%87%D8%A8%D8%B1%D9%8A-%DA%85%D9%88%D9%85%D8%B1%D9%87-%D9%85%D9%87%D9%85%D9%87-%D8%AF%D9%87%D8%9F/ ) وتمت مراجعته يوم 8 يونيو/حزيران 2016.
7- راجع تقرير (باراك اوباما: طالبان به خشونت هاي خود ادامه مي دهد) “باراك أوباما: ستستمر حركة طالبان في ممارسة العنف” باللغة الفارسية المنشور على موقع (presstv) الإيراني يوم 26 مايو/أيار 2016، على العنوان التالي (http://www.presstv.ir/DetailFa/2016/05/26/467507/Obama-Japan-Afghanistan-Korea ) وتمت مراجعته يوم 7 يونيو/حزيران 2016.
8- راجع تقرير (باراك أوباما: طالبان به خشونت هاي خود ادامه مي دهد) “باراك أوباما: ستستمر حركة طالبان في ممارسة العنف” باللغة الفارسية. المصدر السابق.
9- انظر شاهد غزنيوال (اسم مستعار) مقال بعنوان (ولي د طالبانو د نوي مشر به اره د سخت دريزي تبليغات كيزي) “لماذا يروَّج في الإعلام أن الزعيم الجديد لحركة طالبان متطرف” المنشور على موقع (نن تكي آسيا) الموالي لحركة طالبان يوم 30 مايو/أيار 2016، على العنوان التالي: (http://www.nunn.asia/74894/%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%AF-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%88-%D8%AF-%D9%86%D9%88%D9%8A-%D9%85%D8%B4%D8%B1-%D9%BE%D9%87-%D8%A7%DA%93%D9%87-%D8%AF-%D8%B3%D8%AE%D8%AA-%D8%AF%D8%B1%DB%8C%DA%81/ ) وتمت مراجعته يوم 8 يونيو/حزيران 2016.
10- راجع على سبيل المثال تقريرًا بعنوان (باكستان او د ملا اختر محمد منصور وزنه) “باكستان ومقتل الملا أختر محمد منصور” بالبشتو المنشور على موقع “زلاند” يوم 6 يونيو/حزيران 2016، على العنوان التالي (http://zalaand.af/?p=7450) تمت مراجعته يوم 8 يونيو/حزيران 2016.
11- راجع موسى فرهاد، مقال بعنوان (د طالبانو د مشر د شهادت به اره حو نا ويلي حقائق) “حقائق مجهولة حول استشهاد زعيم حركة طالبان” بالبشتو المنشور يوم 26 مايو/أيار 2016 على العنوان التالي (http://www.nunn.asia/74840/%D8%AF-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%88-%D8%AF-%D9%85%D8%B4%D8%B1-%D8%AF-%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%AA-%D9%BE%D9%87-%D8%A7%DA%93%D9%87-%DA%85%D9%88-%D9%86%D8%A7%D9%88%DB%8C%D9%84%D9%8A/ ) وتمت مراجعته يوم 7 يونيو/حزيران 2016.
12- تقرير (رئيس امنيت ملي سابق احتمال رهبري حقاني بر طالبان را خطرناك خواند) “رئيس الاستخبارات الأفغانية السابق يعتبر احتمال وصول حقاني إلى قيادة طالبان خطيرًا” المنشور على موقع بي بي سي بالفارسية يوم 24 مايو/أيار 2016 على العنوان التالي: (http://www.bbc.com/persian/afghanistan/2016/05/160524_k02-mansour-haqqani ) وتمت مراجعته يوم 7 يونيو/حزيران 2016.