وأضاف ماكننز أن من عادة القادة الإيرانيين وصف جيشهم بالدفاعي انطلاقا من نقطة الاعتزاز الأخلاقي والسياسي، لكنهم نادرا ما يصفونه بالهجومي.
تصعيد
وأشار المقال إلى خشية الولايات المتحدة وحلفائها من التصعيد في منطقة الخليج، جراء ما تشكله قوارب الحرس الثوري الإيراني الصغيرة من استفزازات عدوانية، مما يصعب على المراقبين وصف الجيش الإيراني بأنه دفاعي.
وذكّر بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تصنف العقيدة العسكرية الإيرانية على أنها دفاعية، وذلك لسبب وجيه يتمثل في أن الجيش الإيراني لا يمتلك أسلحة تمكنه من تنفيد حملة عسكرية والسيطرة على أراض أجنبية، أو حتى تدمير المعدات العسكرية الحساسة للعدو أو بنيته التحتية.
وأوضحت أن إيران لا تمتلك جيشا أو قوات جوية أو بحرية تمكنها من تحقيق الأهداف بالطريقة التي يمكن للولايات المتحدة أو تركيا أو باكستان القيام بها، وذلك للأسباب التالية:
أولا: أن إيران لم تتمكن من الوصول إلى الموارد والتقنيات اللازمة لبناء وصيانة مثل هذه القوة التي لدى هذه الدول منذ الثورة في 1979.
ثانيا: أن إيران تريد الحفاظ على الصورة الثورية غير الإمبريالية، فقادة إيران يعشقون الزعم أن بلادهم لم تقم بغزو أي بلاد أخرى منذ 250 عاما.
ورأى الكاتب أن هذ النقطة تعتبر صحية من الناحية الفنية وبالمعنى العسكري التقليدي.
ثالثا: أن القادة الإيرانيين أهملوا تطوير الجزء القديم من قواتهم المسلحة التقليدية في مقابل اهتمامهم بالحرس الثوري.
رابعا، وهي النقطة الأهم: أن إيران قامت ببناء جيشها ردا على التهديد الذي تشكله الولايات المتحدة، وبما أنها غير قادرة على مجاراة القوة التقليدية لأميركا، فإنها شكلت مزيجا من القدرات التقليدية وغير التقليدية، يمكنها من استهداف أميركا في حال ضعفها المفترض، أو ردعها وردع حلفائها من خلال رد دموي، بما فيه استخدام الأسلحة البالستية، رغم أن ذلك لم يعد كافيا لمواجهة الصراعات المحتملة في السنوات المقبلة.
الجزيرة