يشكل استهداف المدمرة الأمريكية “يو إس إس ماسون”، بصاروخين قبالة اليمن بعد انتهاء المناورات البحرية السعودية “خليج 1″، ومن قبلها استهداف السفينة الإماراتية “سويفت”، وإعلان قوات التحالف إنقاذ الموجودين على السفينة، واستهداف جميع القوارب الموجودة على الشواطئ اليمينة، تطورا في العمليات العسكرية للحرب في اليمن، والتي تتصاعد برًا وبحرًا وجوًا، وتسقط المزيد من الضحايا، في ظل حديث وزارة الخارجية عن مبادرة لاستئناف المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين والرئيس المخلوع عبدالله صالح.
وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أن مدمرة أمريكية تعرضت لمحاولة هجوم فاشلة بصاروخين في المياه الدولية قبالة اليمن، صباح الإثنين، لكنها لم تصب، مشيرًا إلى أن الجيش الأمريكي يرى أن الصاروخ أُطلق من أراضٍ يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وأنه لم تقع إصابات ولم تتضرر المدمرة، وأن السفينة كانت على بعد 22 كيلومترا من السواحل اليمنية في المياه الدولية الواقعة في أقصى جنوب البحر الأحمر وشمال مضيق باب المندب.
وقال الناطق باسم البحرية الأمريكية، إن صاروخين أطلقا من مناطق يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين باتجاه سفينة حربية أمريكية كانت في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن في حادث هو الأول من نوعه بالنسبة للبحرية الأمريكية في المنطقة منذ اندلاع الصراع مع الحوثيين وتدخل قوات التحالف العربي، ويأتي بعد أيام على استهداف سفينة إماراتية.
وبحسب الناطق العسكري الأمريكي “جيف ديفيس”، فإن الصاروخين اللذين أطلقا باتجاه السفينة الحربية “يو إس إس ماسون” من منطقة تخضع للحوثيين سقطا في الماء ولم يصيبا هدفهما، مضيفا أن السفينة الحربية الأمريكية نفذت إجراءات دفاعية على متن المركب ولم تتعرض للأذى.
ونفت جماعة الحوثيين، استهداف قواتها لأي مدمرة أمريكية قبالة السواحل اليمنية، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن مصدر عسكري مسؤول لم تسمه، نفيه استهداف قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح والحوثيين لأي بارجة قبالة السواحل اليمنية.
وأشار المصدر العسكري إلى أن ما تداول من أخبار “لا أساس له من الصحة، وهو يأتي في إطار الحرب الإعلامية والتغطية على الجريمة التي ارتكبت السبت الماضي، في إشارة إلى القصف الذي استهدف مجلس عزاء في العاصمة صنعاء حضره مسؤولون كبار موالون للحوثيين، وخلف 90 قتيلا و566 جريحا.
واتهم السفير اليمني في واشنطن، أحمد عوض بن مبارك، قوات الحوثيين وصالح بإطلاق صاروخين على البارجة الأمريكية في البحر الأحمر، ووصف الحادثة بالتطور الخطير، وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها التي تتعرض لها سفينة أمريكية قبالة سواحل اليمن منذ بدء الأزمة اليمنية عام 2014.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، عن أنها أرسلت 3 سفن حربية لمنطقة قرب الساحل الجنوبي لليمن، بعد مهاجمة ميليشيات الحوثي لسفينة إماراتية تابعة للتحالف العربي، السبت الماضي، وأفاد مسؤولون بـ”البنتاغون” بأن مدمرتين حربيتين تابعتين للبحرية الأمريكية انضمتا إلى سفينة أخرى في الطرف الجنوبي من مضيق باب المندب.
وأضاف المسؤولون الأمريكيون، أن إيران زودت الحوثيين بصواريخ يتم إطلاقها من على الكتف لمهاجمة السفن.
وأوضح التحالف العربي، أن السفينة الإماراتية كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإجلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن.
وأضاف البيان، “باشرت قوات التحالف الجوية والبحرية عمليات مطاردة واستهداف للزوارق التي نفذت الهجوم”، ورأى أن الواقعة تظهر أن أساليب الحوثيين تنطوي على “هجمات إرهابية” على الملاحة المدنية الدولية في باب المندب.
وأدانت واشنطن بشدة هجوم الحوثيين على السفينة، ودعت ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إلى الكف فورًا عن مثل هذه الهجمات، وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن هذه الأعمال الاستفزازية تخاطر بتفاقم الصراع الحالي، وتحد من احتمالات التوصل لتسوية سلمية.
وأكد التحالف العربي، أنه أنقذ مدنيين كانوا على متن سفينة مساعدات إماراتية قصفتها ميليشيات الحوثي في البحر الأحمر، موضحا أن السفينة كانت تنقل مساعدات طبية وإغاثية من وإلى مدينة عدن، واعتبر أن الاستهداف “مؤشر خطير”، وأشار الجيش الإماراتي إلى تعرض إحدى سفنه لحادث في مضيق باب المندب لم يسفر عن إصابات، وقال إنه يجري تحقيقا لمعرفة أسباب الحادث.
وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء الإماراتية، أن إحدى سفن القوات المسلحة المؤجرة تعرضت “لحادث في باب المندب في أثناء رحلة العودة من مهمة معتادة من عدن من دون وقوع أي إصابات”.
وأعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن استنكارها البالغ للاعتداء على السفينة الإماراتية، وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني، في بيان منه، إن دول المجلس تعتبر هذا الاعتداء “عملا إرهابيا يعرض الملاحة الدولية في باب المندب لخطر جسيم”.
واعتبر الزياني أن “ذلك العمل الإرهابي يتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية التي تبذل لإرسال المساعدات الإغاثية إلى الجمهورية اليمنية من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق”.
كما أدان مجلس الأمن الدولي بشدة الهجوم الذي نفذته ميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح على سفينة إماراتية كانت تبحر بالقرب من باب المندب، وقال مجلس الأمن في بيان، إن المجلس يأخذ تهديدات ميليشيا الحوثي وصالح لإبحار السفن عند مضيق باب المندب بجدية فائقة، ودعا مجلس الأمن إلى وقف مثل هذه الهجمات بصورة فورية، وحث على اتخاذ الخطوات اللازمة لتهدئة الأوضاع، وعودة جميع الأطراف إلى اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في العاشر من أبريل/نيسان الماضي.
يشار إلى أنه منذ 26 مارس/آذار 2015 يشن التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكريا “لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية” والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لمنعهم من السيطرة على كامل البلاد بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014.
عبداللطيف التريكي
التقرير