انطلقت أعمال مؤتمر باريس الدولي للسلام بمشاركة وزراء خارجية وممثلين عن سبعين دولة، لبحث آليات تنفيذ المرجعيات الدولية وإمكانية عقد المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالتزامن مع بدء الجالية اليهودية في فرنسا تحركات لرفض انعقاد المؤتمر.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، إن حل الدولتين هو الحل الوحيد لتسوية الأزمة الفلسطينية.
وأضاف أيرولت في كلمة له بافتتاح المؤتمر أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية محاولة إعادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.
من جهته أفاد مراسل الجزيرة من باريس نور الدين بوزيان أن الفرنسيين يعتبرون عقد مؤتمر بهذا الزخم بمثابة نتيجة باهرة للدبلوماسية الفرنسية وللدول العربية إلى جانب الولايات المتحدة، بيد أنهم يعترفون بأن هذا المؤتمر لن يقدم وصفة سحرية لإقرار السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر دبلوماسية أن الموقف الأميركي الأخير سهل كثيرا صيغة المسودة النهائية للبيان الذي سيتم تبنيه في المؤتمر، وقد خضعت مسودته للتعديل خمس مرات خلال الأيام الماضية.
ويعتمد البيان الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية، وهي حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 بما فيها القدس الشرقية، وبما يتفق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون في إطار المفاوضات الثنائية، ويتطرق إلى المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية بما فيها عدم شرعية الاستيطان.
وفي السياق نفسه ذكر مراسل الجزيرة أن الجالية اليهودية في فرنسا بدأت التحرك، حيث ستعقد اليوم اعتصاما أمام السفارة الإسرائيلية في باريس لإعلان معارضتهم للمؤتمر الذي تعتبره إسرائيل خديعة وانحيازا للفلسطينيين.
مسودة البيان الختامي لمؤتمر باريس تتضمن عناصر مهمة مما جاء في خطاب كيري (رويترز)
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مؤتمر باريس “يعيد عجلة السلام إلى الوراء”، ووصفه بأنه “عبارة عن خدعة فلسطينية برعاية فرنسية تهدف إلى اعتماد مواقف أخرى معادية لإسرائيل”.
وفي وقت سابق قالت مراسلة الجزيرة في باريس جيفارا البديري إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيلقي كلمة في وقت الظهيرة، ثم ستتواصل الاجتماعات المغلقة قبل إعلان البيان الختامي في المساء.
وقال مصدر مطلع للجزيرة إن من المحتمل أن يحمل المشاركون مقررات المؤتمر إلى مجلس الأمن الدولي لتثبيتها، وقد يكون ذلك ضربة جديدة تتلقاها الحكومة الإسرائيلية.
ويعقد المؤتمر دون حضور الفلسطينيين أو الإسرائيليين، بعد رفض رئيس وزراء إسرائيل المشاركة وتأجيل اللقاء بين الرئيسين الفرنسي والفلسطيني إلى ما بعد أسبوعين لبحث آليات تنفيذ مقررات المؤتمر.
كما يعقد المؤتمر في أجواء من التوتر الشديد بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب خطتها لنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن فرنسا تهدف من المؤتمر إلى توجيه رسالة قوية لترمب الذي تعهد بانتهاج سياسات موالية لإسرائيل.
ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسي فرنسي كبير قوله إنه “قبل خمسة أيام من أن يصبح ترمب رئيسا، من المهم أن تعيد سبعون دولة إلى الأذهان ضرورة الحل القائم على دولتين، في وقت يمكن أن تنفذ فيه إدارته إجراءات مثيرة للجدل ربما تؤدي إلى تفاقم الأمور”.
وأمس السبت قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن مضي ترمب في خططه لنقل السفارة الأميركية إلى القدس سيضر بعملية السلام.
بينما أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على لسان عضو لجنتها المركزية محمد اشتية، أن نجاح مؤتمر باريس مرتبط بتأكيده على تشكيل لجنة متابعة والخروج بإطار زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، داعيا فرنسا إلى الاعتراف بدولة فلسطين للعام 1967 حتى تحذو دول أوروبية أخرى حذوها.
الجزيرة